ترجمة: أنيس الصفار
لاحظ مصور الحياة البريَّة "رودني هولبروك"، وهو من مقاطعة ويلز البريطانيَّة، أنَّ الأشياء التي يتركها حيثما هي في الورشة عند انصرافه كانت تعودُ الى أماكنها بطريقة غامضة خلال الليل. لذا نصب آلة تصوير مزودة بقدرة التصوير الليلي قرب منضدة العمل لمحاولة اكتشاف حقيقة ما يحدث خلال الليل، فإذا به يلتقط صوراً ذكرته بفيلم الرسوم المتحركة "راتاتوي" المنتج في العام 2007 عن فأرٍ يقوم بالطبخ سراً في أحد المطاعم.
يقول هولبروك، وعمره 75 عاماً، في حديث مع شبكة "بي بي سي": "استمرت الظاهرة بالحدوث طيلة أشهر، لذا قررت تسميته فأر ويلز الأنيق. في البداية كنتُ ألاحظ أنَّ بعض بقايا الطعام التي أضعها جانباً لكي أقدمها للطيور كان ينتهي بها المطاف داخل حذاءٍ قديمٍ أحتفظ به في ورشتي، لذا قررت أنْ أركب آلة تصوير". أظهرت اللقطات الليليَّة فأراً حيَّ الضمير وهو يجمعُ مشابكَ الغسيل وأغطية القناني الفلينيَّة والصواميل والبراغي ليضعها في صندوقٍ صغيرٍ على منضدة العمل التي يشتغل عليها هولبروك. بعد ذلك جرّب هولبروك ترك أشياءٍ مختلفة ليرى إنْ كان الفأر سيقدر على رفعها من أماكنها ونقلها، ولكنَّ ذلك لم يؤثر في همَّة هذا المخلوق الذي شوهد وهو يحمل رزماً من الأشرطة البلاستيكيَّة التي تحزم بها الأسلاك ليضعها داخل الصندوق. يقول بروك: "كدت أكذب عيني حين رأيت فأراً يحرصُ على ترتيب ورشتي". يمضي بروك مستطرداً: "كان ينقل الأشياء المختلفة من كل نوعٍ ليودعها الصندوق .. قطعاً بلاستيكيَّة .. صواميل .. براغي.. وغيرها. لذا لم أعد أكترث الآن بترتيب المكان لعلمي بأنَّه سيتولى الأمر عني. أترك أشيائي مبعثرة فأجد في الصباح أنَّها قد عادت الى الصندوق. لقد أصبح معلوماً عندي بنسبة 99 بالمئة أنَّ فأري سوف يأتي في الليل ويبقى منشغلاً بالترتيب حتى الصباح". في العام 2019 وقعت حادثة مماثلة عندما أظهر مقطع فيديو فأراً وهو يقوم بتجميع مواد مختلفة في ورشة مماثلة تعود لأحد الاشخاص قرب مدينة بريستول اسمه "ستيف مكيراس". قال مكيراس متحدثاً الى الصحفيين: "تصور أني قد جننت لأنني كنت أجد البراغي وأجساماً معدنيَّة أخرى قد عادت الى أماكنها داخل الصندوق". وعندما ركب آلة تصوير هو الىخر اكتشف أنَّ فأراً حريصاً كان يتولى إعادة تلك الاشياء الى داخل الحاوية.