بغداد: محمد إسماعيل
مسرحيَّة "اكستازيا" التي استضافها المسرح الوطني أمس الأول الست، تفتحُ أبواباً للتفسير والتأويل رغم أنّ عنوان ثيمتها واضحٌ جليٌ وهما الرجل والمرأة، شخوص العرض متنوعة، الرجل والمرأة والراوي وعازف الغيتار الذي لازم العرض منذ بدايته وحتى نهايته شاهداً ومقياساً لإيقاع العرض بالإضافة لسينوغرافيا بسيطة ولكنها كانت معبرة.
الرجل آدم مصابٌ باكتئابٍ دائمٍ، والمرأة ليليت، فنانة مصابة بالهوس الزائد تبحثُ عن الحب بطرقٍ حائرة، صوت في فضاء العرض حدد من يروم مشاهدته، بألا يقل عمره عن الثمانية عشرة عاماً ولا تصلح للأطفال، وهذا ما منح العرض هويَّة مشاهدة محددة.
صراع الرغبات وتعددها كان حاضراً، الرجل آدم يدافع عن رجولته ونسله برغبته إنجاب طفلٍ "الرجل من دون ذريَّة لا يساوي شيئاً"، وليليت أو حواء الباحثة عن الحب، عن عالم رومانسي حالم، هنا احتدم الصراع وحضر المراقب أو الضمير أو الغاوي الذي يتحين الفرص لاصطياد فرائس تبحث عن الحب.
آدم في بحثه عن كينونته ورغباته وحلمه بأنْ يصبح أباً وضعه في خانة الإدمان، لربما أراد أنْ يهربَ باللاوعي أو أنْ تمنحه حبة الاكستاز، حبة الهلوسة الراحة وتخيل ما يريد، وليليت مستنبطة من الثقافات القديمة، الحضارات القديمة البابليَّة والسومريَّة، وليليت في الديانات والحضارات القديمة هي رمزٌ للرفض وللذكاء الشيطاني وهذا بعض ما اتصفت به ليليت اكستازيا.
ظل الاثنان يدوران في رتابة الحياة والشعور بالعجز من تحقيق المراد، حتى مشيتهم التي كانت بإيقاعٍ رتيبٍ، بطيءٍ بطء تحقيق رغباتهم، اللهفة لتحقيق الرغبات وصراعها وصلت حد أنْ يدخل الجميع في حلبة تراكضوا فيها بشكل دائرة مغلقة لا نفاذ منها.