علي الباوي

اليوم موعدنا مع إندونيسيا وهذه الافتتاحية هي الأكثر نضجاً في مسيرة المنتخب الوطني مع خيسوس كاساس.

رأينا المنتخب في عدة حالات وخضنا مباريات كافية لتحديد الأسلوب والطريقة التي نظهر بها، وهذه بالطبع هي قناعة المدرب أولاً وتقييمات الاتحاد ثانياً.

نعتقد اننا دخلنا معتركاً حقيقياً في معرفة قدراتنا الفنية ومحاولة تطويرها، في السابق كنا نضع القياسات على مستوى معسكر هنا وبطولة هناك ونكتفي بحدود زمنية قليلة لتحديد الهدف واتخاذ القرارات.

كاساس وضعنا في عملية تطوير دائمية وهذا هو الصح فنحن لم نفعل كل ما فعلناه من أجل مقابلة اليابان في أمم آسيا بل نحن نعمل على المدى البعيد وتحديداً التأهل الى كأس العالم، وحتى ولو حصل هذا التأهل فاننا لن نكتفي به على المدى الأبعد.

نرى أننا في أفضل حالاتنا ومهما كانت النتيجة في بطولة آسيا المقامة حالياً في قطر فاننا سنخرج منها أكثر قدرة وأشد عزيمة من ذي قبل.

من المعيب ان نسمع من هنا وهناك بعض التعليقات التي تسيء لمعنويات فريقنا وتقلل من قيمته.

لقد خضنا العديد من المباريات القوية في عهد كاساس ونعتقد أننا جميعاً سعداء بما حصل فهذا الفريق الذي شاهدناه في اللقاء الودي الأخير أمام كوريا الجنوبية وسنراه اليوم أمام إندونيسيا هو منتخب عراقي جديد تماماً وهو يعطينا اشارة كاملة أن هذا هو العراق الكروي وهذا هو مستوانا.

إنه الاستقرار الحقيقي وليس الاستقرار الذي طالبوا به بشأن التشكيلة.

نقول وبكل ثقة إنَّ هؤلاء اللاعبين هو مستوانا الحقيقي ومن هناك سنبدأ التطوير هذا إنجاز كبير يحسب لكاساس واتحاد الكرة ولم يسبق لنا في تاريخنا كله أن وصلنا إلى هذا الوضوح في الرؤية ولم يحدث في تاريخنا الكروي كله أن قطعنا الشك باليقين وجمعنا كل عناصرنا ووقفنا بكل قاماتنا أمام المرآة، لقد فعل الاتحاد ومعه كاساس في خلق نتيجة مبهرة.

غير المهم الآن نتيجة مباراتنا مع اليابان، من المؤكد اننا سنستمتع ونفرح ونقضي أوقاتاً جميلة لكن المشوار قد بدأ فعلاً وماهذه المباراة إلا فرصة أخرى لتجريب قدراتنا وخلق التجانس وتطوير عضلاتنا من أجل الهدف الأسمى والأكبر الا وهو بلوغ كأس العالم.

الكل للأسف يتحدث عن خروجنا من دور المجموعات، يتحدث عن هزيمتنا أمام اليابان يتحدث عن فشل كاساس واللاعب المغترب وهي تقولات تصدر جهراً وسراً وهذه تكشف عن جهل عميق في الرياضة فما حصل لنا في هذه الفترة التي تقارب السنة أو تزيد عنها كان عملاً اعجازياً بحق لماذا؟ لأن كاساس لم يفعل كما فعله السابقون، اتخذ تشكيلة واشتغل عليها وقال لنا هذا منتخبكم لقد قام الرجل بالتفتيش عن الجميع. ألغى الامتيازات والتدخلات والوساطات والمحسوبيات وقدم لنا صفوة ما نملك من طاقات رياضية جديرة بتمثيل المنتخب.

الآن واقصد هنا مع مباراتنا اليوم أمام اندونيسيا بدأت تدريبات المنتخب من اليوم ومن هذا اللقاء بدأ المعسكر الاستعدادي لمونديال 2026.

لايجدر بنا أن نسأل ماهي التشكيلة وكيف كانت الصفوف والاخفاقات .. الخ من هذه التقولات التي تصلح في قنوات تحليل من الدرجة العاشرة، كلنا اليوم مع منتخبنا الفتي الذي نثق بوطنيته وبرغبته الحقة في إسعاد الجماهير.