النقاط أولاً

الرياضة 2024/01/17
...

د عدنان لفتة
بداية سارَّة لمنتخبنا الوطني بكسب النقاط الثلاث الأولى في منافسات كأس أمم آسيا في الدوحة من بوابة إندونيسيا كانطلاقة حقيقيَّة لمشواره الآسيوي المفعم بالأمل والتفاؤل.

بداية نقطيَّة نافعة ومحفزة لكي نكون أفضل وأقوى في المواجهة الثانية أمام اليابان التي تمثل المعيار الحقيقي لتقييم مستوى فريقنا والقيمة الفنية التي يملكها أفرادا ومجموعة.

الأداء الفني العام لمباراة إندونيسيا لم يكن مقنعاً فلم نقدم ما نملكه من قدرات، ولم نحقق طموحنا الكامل فيها فالمبتغى كان أن نسجل أهدافاً أكثر كي نتصدر المجموعة ونشكل الضغط على اليابان كما فعل الأردن الفائز على ماليزيا برباعية أتاحت له الاعتلاء على رقاب كوريا الجنوبية المنتخب التاريخي في آسيا.

الأداء الفردي للاعبين لم يكن بكامل الجودة المفترضة ولاسيما من عناصر الخبرة الذين ارتعشوا واهتزوا في المحاولة الهجومية الوحيدة لإندونيسيا وسمحوا بالتسجيل في شباكنا دون التصدي اللازم للكرات المارة من تحت أقدامهم!!

المدرب كاساس يحتاج إلى دقة أكبر في خياراته وتحديداً في أوراق التبديل كي يزيد منتخبنا قوة وشراسة بدلاً من إشراكه لاعبين لا يجيدون التفوق في المواجهات الثنائية ويكثرون من الكرات الخاطئة الضارة بفريقنا وحيويته.

المباراة الأولى انتهت ومكسبنا فيها النقاط وهو الأمر الأهم في عالم كرة القدم بيد أننا نتطلع إلى صورة مطمئنة تجعلنا أقرب إلى القمة الآسيوية وكبارها عندما يحين موعد الحسم وتوزيع المغانم بين سادة القوم!

المطلوب الآن أن يحسن المدرب وجهازه الفني معالجة الأخطاء وترميم خطه الدفاعي ومنح التدفق لوسط الميدان بالعناصر الأكثر فاعلية وإنتاجا، لا وقت للمجاملات وتطييب خواطر البعض على حساب منتخبنا الوطني فالفرصة لمن يستحقها، وتمثيل فريقنا يجب أن يكون للأكفأ، والأفضل القادر على دعم فريقنا وتحقيق الإضافة له.

مشجعونا كانوا على الموعد في الوقوف مع المنتخب ومساندة الفريق بفضل الخطوة الرائعة لرئاسة الوزراء بتيسير أمور سفرهم وتهيئة الطائرات لهم، وجهود السفارة العراقية الرائعة في الدوحة بشراء التذاكر ورعاية المشجعين والاهتمام بهم والوقوف خلف ممثل الوطن في جهد حقيقي يحسب لهم دعماً لبلدنا وكرتنا وتشريفه.

المطلوب من إدارة الوفد مزيد من الضبط والالتزام وتقليل التواجد البشري للضيوف في تدريبات المنتخب لمنح المدرب ولاعبيه الفرصة للتركيز على الجوانب الفنية والبدنية وعدم الانشغال باستقبال الزائرين ومراعاتهم.

العمل الآن يجب أن ينصب على الجوانب النفسية أكثر من أي شأن آخر، فهزيمة اليابان تبدأ من الإيمان بأنفسنا وقدراتنا وإمكانية تحقيق الحلم دون التفكير الانهزامي بأنَّ الخسارة حتمية أمام اليابان المصنفة الأولى في آسيا القادمة من كوكب آخر والتي تملك أفضل نظام كروي في القارة.

الإيمان بأنَّ كرة القدم لا تعرف المستحيل، وأنَّ الإرادة تصنع المجد، لقيادتنا إلى أفضل نتيجة متذكرين أنَّ العراقي المتعادل مع البرازيل في عقر دارها بأولمبياد ريو، الصامد أمام إسبانيا في كأس القارات يمكن أن يكتب التاريخ مرة أخرى بحروف من ذهب.