ينكا ايلوجوبا
ترجمة: كريمة عبد النبي
تميّزت أعمال ديريك فردجور، وهو في الخمسين من عمره الآن، باستخدامه لمئات القصاصات الورقيَّة وترتيبها على قطع القماش لخلق لوحات جذابة.
بدأت هذه الطريقة لدى الفنان في سنٍّ مبكرة من حياته في مدينة ممفيس الأمريكية، حين كان يعبث بأقلام التلوين على قطع الكرتون التي كان يستخدمها والداه الغانيان لبسط الملابس بعد كيها لتكون خالية من
التجاعيد.
وعلى الرغم من أن فردجور لم يدخل أية مدرسة لدراسة الفن لغاية الثلاثين من عمره، إلا أنّه غزا عالم الفن وهو في سنِّ المراهقة تحت إرشاد أستاذه في الثانوية بيل هايكس. والآن تدور الكثير من الأسئلة عن أعماله في مدينة ممفيس بولاية تينيسي الأمريكية، التي تمثل خزائن من عجائب تعكس مهارات هذا الرسام مع رؤيته عبر أعماله التي استضافتها قاعة بيزيل الشهر المنصرم في مدينة تشيلسي جنوب غرب العاصمة الانكليزية لندن.
ويوصف معرض هذا الفنان بأنّه مصغّر ومتنوّع لما ضمّه من أعمال نحتيَّة ولوحات فنيَّة أظهرت مهاراته.
بدأ هذا الرسام يحصد ثمار فنّه الذي بدأ في سنٍّ مبكرة. وتحتل أعماله الطابق الأرضي من قاعة بيزيل للفنون، حيث تمَّ تقسيمها إلى ثلاثة أقسام ابتداء من المدخل المتعدد المستويات إلى جدران الطابق البيضاء وانتهاءً بالمساحات المخصصة لعرض لوحاته الفنيَّة.
وفي مدخل القاعة نجد أعماله النحتيَّة معروضة تحت إضاءة عالية، فيما تمَّ استخدام الجدار الأرجواني كرف وضع عليه بعضاً منها. ومن بينها عمل فني من السيراميك مكوّن من مجموعة رؤوس تمثل الهيكل الهرمي لأيِّ مكان عمل.
وهناك أيضا "سايكلوراما" وهو عمل واحد يضمُّ أعمالاً متعددة نحتيَّة ولوحات فنيَّة مختلفة المواضيع.. أما مدخل القاعة فيضمُّ عملاً تحت اسم "دايوراما" يمثل اثنين من السود المحترفين في مسابقة الدراجات الهوائيَّة، وهي مسابقة تقليديَّة
معروفة.
واحدة من أعمال الـ "الدايوراما" لهذا الفنان تمثل وجهين لسيف واحد يظهر في الأول اثنين من متسابقي الدراجات الهوائية السود المعروفين بـ "الفرسان السود"، ويمثلان بطلين من فترة الحرب الأهليَّة. أما الوجه الآخر من السيف فيضمُّ تعليقاً كتبه الفنان عن الحاجة الملحة لبروز فن وفناني السود بعد حادثة مقتل جورج فلويد، وهو مواطن أمريكي من السود.
في مكان آخر من القاعة ظهرت بعض الأعمال التراثيَّة التي وصفت بالمؤثرة، كما يقول الفنان: بعد زيارته إلى تنزانيا، موطن زوجتي أليكس. كانت هذه الدولة ترزخ تحت الاستعمار الألماني. وقد مارس عدد من الناشطين في تنزانيا ضغوطاً على الحكومة الألمانية لاستعادة بقايا أسلافهم الذين قتلوا وهم يقارعون الحكم الاستعماري، ومن ثم تمَّ نقل جماجمهم الى أوروبا قبل مئات السنين.
في مكان آخر من القاعة وعلى جدران بيضاء نرى لوحة مصنوعة من قصاصات الأوراق الملوّنة تمثل رجلاً أسود يرتدي سترة وقلادة ذهبيَّة حول عنقه وحوله عدد من البالونات الملوّنة.
وتضمُّ هذه المساحة من المعرض عدداً من الأعمال النحتيَّة منها "القطيع" الذي يمثل عدداً من السيقان المقلوبة تدير عدداً من العجلات مختلفة الأحجام، وكأنّها في سباق، وهي ليست مصنوعة من المعدن، بل من البوليستر المغطى بلون الصدأ.
عن صحيفة نيويورك تايمزالأمريكية