العنصريَّة الصهيونيَّة.. شواهدُ تاريخيَّة وفكريَّة
د. نادية هناوي
يعرض إدوارد سعيد في كتابه (مسألة فلسطين) وثائق هي عبارة عن رسائل وخطابات تدين الصهيونيّة وتؤكد بشاعة عنصريتها. وبعض تلك الوثائق تعود لسياسيين غربيين وصهاينة، وبعضها الآخر يعود لكتاب ونقاد ومؤرخين. منهم عالم الأخلاق الأمريكي والسياسي اللاهوتي رينهولد نيبور (1892 - 1971) والناقد الأمريكي ادموند ويلسون (1895 - 1972) مؤلف كتاب (قلعة اكسل) ومن كتبه الأخرى مخطوطات البحر الميت 1955، واعتذار الى اروكيوس 1959، وله مقولة ذهبت مثلا هي (من يهتم بمن قتل روجيه اكرويد) إحدى شخصيات الكاتبة اجاثا كرستي.
ويأتي ذكر نيبور وويلسون في معرض حديث ادوارد سعيد عن مزاعم الصهاينة في احتلال فلسطين، وكيف أنّهما دعما تلك المزاعم؛ فويلسون مثلاً وجّه معرفته الموسوعيّة ومنطقه الديالكتيكي من أجل صناعة أفكار مغلوطة إدّعى أنّها تمثل تاريخ الإنسان في حين هي مجرد متخيلات وتهويمات تساوي بين الخيال والتاريخ ولا تفرّق بين الرمزي والواقعي. هذا وغيره جعل ادوارد سعيد يرى (أنَّ القضية كلها ليست مجرد اعتداء على وجود الفلسطينيين الإنساني وإنّما هو اعتداء على التاريخ نفسه.. مؤامرة تسهم فيها الصهيونيَّة بهروبها الأزلي من الحقيقة والتاريخ معاً) (كتابه: القضية الفلسطينية والمجتمع الأمريكي، ص19).
ولا يخفى أن ويلسون - وانطلاقاً من عنصريته في البحث التاريخي- لم يتعد بتاريخ الادب حدود عصر النهضة. وأظهر ميلا كبيرا نحو مجموعة أدباء وجد فيهم إحساسا بالفرديَّة أو الإرادة الفرديَّة ولأنّهم (بالغوا في خطورة الفرد وانهمكوا في التفاعل الذاتي حتى الجنون) (قلعة اكسل، ص228.)
عن هذه العنصريّة والمغالطات التاريخيّة يتحدث ادوارد سعيد باستفاضة في المبحث الثاني من الفصل الأول من كتابه (مسألة فلسطين) ، مستعملا الصيغ المجازيّة بكثرة، تعبيراً عن جسامة الوضع التاريخي الذي هو بصدد الحديث عنه، يقول ادوارد سعيد:
(بهذا التماثل التام بين الصهيونيّة والعنصريّة الأوروبيّة للبيض، يكون الأمر سهلا على وايزمان وبكل الجوانب الأكثر استهجانا للهيمنة الثقافيّة كما هو الحال في هذا التظاهر بمعرفة الشرق والتخصص بالاستشراق من قبيل معرفة القبائل العربية ونحوها. فاندمج الصهيوني والأوروبي الأبيض ضد الشرقي الملوّن الذي يبدو أنّ ادّعاءه السياسي الرئيس هو كمي (مجرد أرقام) ويفتقر الى الإجادة؛ ذلك أنَّ الصهيوني يفهم العقل الشرقي من الداخل ويمثل العرب ويتكلم معهم ويشرح للأوروبي وضعهم. إنَّ كلا من الصهيونية وأوروبا تشتركان في مثل هذا اللعب النظيف: الحضارة والتقدم من دون أن يستطيع الشرقي فهمها. وكما يوضح وايزمان، فإنَّ الصراع في فلسطين هو أولاً/ صراع من أجل انتزاع الأرض من السكان الأصليين والسيطرة عليها، ثانياً/ أن صراع الصهيونية مع العرب في فلسطين أو في أي مكان من المنطقة هو صراع معتدٍّ ومستعمر، مما يعزز الصراع القديم بين الغرب والإسلام. ولم تكن هذه مسألة استعمارية -بالنسبة لوايزمان- بل هي مسالة حضارية أيضا. لقد كان واضحاً تماماً للمؤيدين للصهاينة من الغربيين مثل بلفور أنَّ استعمار فلسطين ينبغي أن يكون هدفاً للقوى الغربيَّة ومنذ بدء التخطيط الصهيوني، استخدمها هرتزل ثمّ استخدمها وايزمان كما استخدمها كل قائد اسرائيلي، ومنذ ذلك الحين وإسرائيل بمثابة أداة لإبعاد الاسلام ومن بعده الاتحاد السوفيتي أو الشيوعية فيما بعد.
لقد تم ربط الصهيونيّة وإسرائيل بالحرية والديمقراطية وبالمعرفة والنور وبما نفهمه ونناضل من أجله. وعلى النقيض من ذلك كان أعداء الصهيونية مجرد نسخة من القرن العشرين لروح الاستبداد في الشرق حيث الشهوانية والجهل . وإذ لم يفهموا المشروع الصهيوني الجديد، وذلك لأنَّهم كانوا منفصلين وبشكل يائس من قيمنا. ولا يبدو مهما أن يكون للمسلم المتخلّف أشكال حياة خاصة يحق له أن يعيشها كإنسان أو تكون له أرض يعيش عليها عظيما وربما اكثر بحكم اهميتها في قرون من العيش الفعلي مقارنة باليهودي الذي كان يشتاق الى صهيون في منفاه. كل ما يهم حقاً هو المثل العرقيَّة التي عليها تقوم الصهيونيّة وبها يتأكد تفوق الرجل الأبيض وحقه في الأرض التي يعتقد أنّها تتوافق مع تلك المثل. وكم أصبحت هذه المفاهيم أفكاراً مقبولة في الخطاب المشترك للديمقراطية الليبرالية الامريكية المتنورة وموثقة بشكل حاسم.
كل من الأمثلة التي سأذكرها توضح وجهة نظر الصهيونيّة/ إسرائيل بطريقتين مترابطتين: الأولى؛ إنَّ الصهيونية بمفردها أعجوبة وشيء رائع ومثير ولا أحد مسؤول عنه، لأنّه متوافق بشكل كامل مع الافكار الغربية حول المجتمع والإنسان. والأخرى أن العقبة التي تقف في وجه الصهيونية أو إسرائيل شائنة وغبيَّة وغير أخلاقيَّة، وهذا أمر بالغ الأهمية فلا ينبغي الاستماع إلى العرب مباشرة. ووحدها الصهيونيَّة يمكنها أن تتحدث نيابة عنهم.
خذ مثلاً رينهولد نيبور كحالة أولى وعلى حدِّ علمي لم يكن لديه الكثير من العلاقات مع العالم العربي أو الإسلامي في البداية باستثناء ما فعله هو في الاستيلاء من دون أدنى شك على الأفكار الثقافيّة. ومع ذلك وقّع نيبور إلى جانب ست شخصيات بارزة أخرى على رسالة طويلة بعثوها إلى صحيفة نيويورك تايمز في 21 نوفمبر 1947 تدعم فكرة تقسيم فلسطين، وهنا جوهر حجتهم (من الناحية السياسيَّة نود أن نرى بلدان الشرق الأوسط وهي تعيش الديمقراطية كما نفعل هنا اجتماعيا واقتصاديا، نريد ان تتطور هذه الاراضي بطريقة من شأنها أن تحسّن ظروف الحياة المحليّة وتفتح أسواقاً لموارد المنطقة. بعبارة أخرى كيفما ننظر إلى الشرق ننظر الى المصالح الامريكية من منظور بعيد المدى يفرض التحديث السريع للشرق الاوسط في مجالات الحياة الإنسانيّة كافة. إنَّ كل من يتعامل مع الشرق الاوسط بالحد الادنى من الموضوعيّة عليه ان يعترف بأنّه حتى الآن لا يوجد سوى طليعة واحدة للتقدم والتحديث في الشرق الأوسط }لاحظ هنا الاستيلاء في استعمال لغة شبه ماركسية لتعزيز المخطط الاستعماري الأساس{ وأن هذه هي فلسطين اليهوديَّة. العامل الثاني للتقدم هو لبنان المسيحي الذي يخضع في الوقت الحالي بشكل مصطنع للقوميين العرب والإسلاميين في الجامعة العربية، وهم ضد إرادة ومشاعر الأغلبيّة المسيحيّة في لبنان ولكن بالنسبة لهاتين الجزيرتين من الحضارة الغربية "فلسطين اليهوديَّة ولبنان المسيحي" فإنّ الشرق الأوسط العربي الإسلامي يقدم من وجهة النظر الامريكية صورة مخيبة للآمال).
لقد كانت سلطة نيبور الفكريّة عظيمة جداً في الحياة الثقافيّة الامريكية، ولذا فإنَّ ما يقوله هنا له قوة تلك السلطة على العربي الفلسطيني وبقدر ما هو موضوع تلك القوة، فإنَّ تصريحات نيبور ليست أقل عنفاً. (نود أن نرى ونريد بالنسبة لهذه الاراضي التي يسكنها ملايين العرب وما ترغب فيه ليس له اهمية تذكر. رغباتنا يجب ان تطغى على رغباتهم، إنَّ رغباتنا تنص على أمر غير قابل للاختزال هو أنّ هناك طليعة واحدة فقط للتقدم).
ولم يخطر ببال الموقعين على الرسالة أنّ رغبات الغالبية العظمى من الناس في الشرق الاوسط كانت طبيعيّة وان الاصطناع الذي تحدث عنه نيبور واصدقاؤه يمكن أن ينسب بشكل اكثر دقة إلى الصهاينة والموارنة ، وكم ينبئ هذا عن الاضطرابات اللاحقة في المنطقة عن غير قصد بمشكلات اسرائيل ولبنان الذي مزقته الحرب الأهليَّة. ولو كان نيبور أقل مخادعة لكان أطلق على هذه الجزر اسم معسكرات للتخفيف من الصور الميؤوس منها التي يقدمها حول العالم الإسلامي. ميؤوس منها لمن؟ ولماذا؟ لا يشعر نيبور أنه من الضروري أن يقول ما ينبغي أن يكون واضحا لأي غربي متحضر.
الاسلام هو عدو اليهودية والمسيحية ولذلك فإنّ سياستنا يجب ان تكون دعم فلسطين اليهودية ولبنان المسيحي. إن اهمال وجود أناس أحياء حقيقيين في المنطقة التي تحدث عنها نيبور بقوة هو احتمال غير وارد. لأنَّ شاشة الأيديولوجي ستمحوها فوراً. ولن يسمح له أن يتكلم كما يفعل اصدقاؤه الآخرون. الصهيونية تتقدم وتتحدث والاسلام والعرب على العكس
من ذلك.
وحده نيبور يستطيع التحدث باسم جميع الأطراف، يجب ألا نهمل رؤية بعض التنازلات حتى داخل التنظيم الحزبي تجاه اليهود الحزبيين والمسيحيين اللبنانيين. قبل ذلك بعام كتب نيبور مقالة بعنوان (رؤية جديدة لفلسطين) في مجلةThe spectator كانت لهجته هنا أكثر تصالحيَّة بعض الشيء حيث رأى أن أية نصيحة أو انتقاد أمريكي بشأن فلسطين لن يكون موضع ترحيب في بريطانيا في الوقت الحاضر. والوقت المعني هنا هو أزمة حل المشكلة التي لا نهاية لها والمتمثلة بالحد من الهجرة اليهودية إلى فلسطين. ومع ذلك يشعر نيبور أنه من واجبه أن يقدم أن لم تكن النصيحة فوجهة نظر جديدة في الأقل، وجهة نظر من شأنها ان تساعد البريطانيين.
وعلى عكس الرسالة الواردة في صحيفة نيويورك تايمز يتحدث هنا مباشرة عن سلطة إمبراطورية كما هو الحال إلى قوة إمبراطورية أخرى، يقول: (أنا أعلم أنه ليس هناك اعتبار كافٍ في امريكا للحقوق العربية أو للإحراج الذي تواجهه بريطانيا في التعامل مع العالم العربي ومن ناحية أخرى أجد من المحير أن يتحدث الانسان العادي هنا عن الرأي العربي من دون الاشارة إلى أن هذا الرأي يقتصر على دائرة صغيرة من السادة الإقطاعيين، وأنه لا توجد طبقة وسطى في هذا العالم. وأن الجماهير المغلوبة تعيش في فقر مدقع لدرجة أن الرأي يعتبر بالنسبة إليها ترفاً مستحيلاً. إحدى الصعوبات التي تواجه مشكلة العرب هي أن الحضارة التكنولوجية والدينامية التي ربما ساعد اليهود في تقديمها والتي كان من المفترض أن تحظى بدعم الرأسمال الامريكي تشمل تنمية الانهار والحفاظ على التربة واستخدام الطاقة المحليّة لن تكون قادرة على ذلك تكون مقبولة من لدن زعماء القبائل العربية ولكنها مفيدة للجماهير العربية ولذلك يجب فرضها مؤقتاً لكن ستكون له فرصة القبول النهائي من لدن الجماهير) ( مجلة The spectator 6 أغسطس 1946، ص162).
سواء قبل كتابة هذا المقال أو بعده، لم تتم إدانة نيبور بمناقشة الحقوق العربيّة ناهيك عن دعمها. إنّه ببساطة لم يفعل ذلك قط لذلك فإنّ جملته الافتتاحية ليست أكثر من مجرد حيلة بلاغيَّة لفرض رؤيته وهي أن الرأي العربي لا يهم (لأسباب اجتماعية زائفة يقدمها كما لو أن الجماهير لا تحتاج أيضا إلى قطعة أرض لتعيش عليها جراء جهلهم وانحطاطهم وتخلفهم)، وحتى هذه ليست نيته الحقيقيَّة التي هي ليست أكثر من مجرد القول بأنّه سواء كان لديهم رأي أم لا ، يجب ألا يسمح للعرب بعرقلة (الحضارة التكنولوجية والدينامية) التي جلبها اليهود الاوربيون الى فلسطين. (ربما كان من الأسهل أن نطرح مثل هذه النقطة لو أمكن على سبيل المثال من التأكيد بشكل مباشر على: أ- أنّ العرب أدنى مستوى. ب/ أنّهم مجرد مخلوقات بلا ارادة أو رأي في مجتمع صغير منحط بشكل مزرٍ وميؤوس منه والطبيعة الإقطاعيَّة للأسياد الذين يتلاعبون بالجماهير مثل الدمى. وبدلاً من ذلك يختار نيبور الشكل الأكثر صحة من الناحية الثقافية للتصريح ويقول إنَّ حجته في الواقع لا تقدم نيابة عن (الحضارة التكنولوجية والدينامية) التي جلبتها الصهيونيّة حسب بل إنّها تضع الجماهير في الاعتبار.
دعونا نترك جانباً حقيقة أنّه كان من الممكن أن يجد نيبور أمثلة كثيرة في التاريخ العربي الفلسطيني الحديث على انتفاضات شعبيّة عفويّة بحتة ضد الصهيونية أو أنّه كان من الممكن أن يجد حالات لفلاحين عرب يلجؤون عبثاً إلى المستوطنين الصهاينة طلباً للمساعدة ضد الملاكين العرب الغائبين.
ما لا يراهُ كما لم يره ماركس قبل مئة عام حين كتب عن البريطانيين في الهند كان هناك حق وطني يتم انتهاكه حتى من قبل الحضارة التكنولوجية والدينامية. عندما قامت بغارات استعمارية على الجماهير المغلوبة، فضلا عن ذلك ومن وجهة نظر لاهوتية مسيحية معروفة كان من المتوقع (وفي السنوات اللاحقة صار التوقع من دون جدوى) بعض التقدير لحقيقة أنه مقابل كل مهاجر يهودي يأتي إلى فلسطين من المحتمل أن يكون هناك عربي أو بعض العرب المشرّدين ومن ثم قمع حقوق الإنسان.
كنا نتوقع من نيبور أن يبذل بعض الجهد لسماع الجماهير المغلوبة ورغباتها أو في الاقل أن يفترض أن من بين رغباتهم الطبيعية إلى حد ما الرغبة في التفوق والافادة من الحضارة في عدم
التهجير.
لو كان نيبور يتحدث عن الوضع في جنوب افريقيا أو الجنوب الامريكي لما تم التسامح مع هذا النوع من التعالي والتطرف العنصري. وهو وضع يستحق تأملا أكثر عندما ندرك كما قلت أعلاه أن نيبور يعتقد أنه يعبر عن وجهة نظر ليبرالية متقدمة أو تقدميّة، حسناً لنتساءل هل من الممكن أن نيبور لم يكن يعلم بما كان يحدث في فلسطين أو كما أعتقد هو أنّ الصهيونية كانت متفوقة ثقافياً على الانحطاط العربي؟، يقودني هذا الى مثالي الثاني الذي سيوضح الى أيِّ مدى كان دعم الصهيونية بكل جوانبه يستلزم من الواقع العربي في فلسطين بعض القبول على مضض. ليس ذلك حسب، بل أيضا الشعور الايجابي بأنّ الصهيونية قامت بعمل جيد في تدمير فلسطين العربية. والمثال هو ادموند ويلسون وكان أيضا متحدثا وشخصية ذات مكانة ثقافية أكثر من نيبور وكان أيضا ناقدا كاثوليكيَّاً لامعاً للأدب والمجتمع والتاريخ والأخلاق. لقد جسّد ويلسون أكثر من نيبور مشروعاً للتمييز العنصري على مدى الحياة في الثقافة الغربية التي كانت معززة للحياة (هذه العبارة طريَّة بعض الشيء لكني استخدمها بإخلاص) وفي الآن نفسه تجتث الحياة.
ومهما كان انتماء ويلسون إلى الدولة أو أي شيء شوفيني أو حتى مؤسساتي، فان أي قارئ سوف يعرف انه رجل أدب وهو الأكثر قراءة على نطاق واسع في هذا البلد. كان ويلسون مهتما بشكل خاص باليهود والعبريين والعهد القديم.
عندما بلغ الستين كتب مقالا عن اليهود قال فيه (إن الثقافة لدى أي شعب آخر "غير الانجليز ثم البيورتانيين الأمريكيين" يبدو أنها تأثرت بشدة بعبارات ورؤى الكتاب المقدس العبري. وتشهد دراسته للغة العبرية وكذلك كتابه عن مخطوطات البحر الميت على التأثير الخاص لليهود واليهودية فيه وسيطرتها على فكره. ولا يمكن للمرء أن يجد مشكلة في مثل هذا الموقف بطبيعة الحال إلا عندما تكون إسرائيل موضع تساؤل).