بغداد: هدى العزاوي
جدد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في أكثر من موقف مؤخراً، التأكيد على قرار العراق الثابت في ضرورة إنهاء وجود ومغادرة قوات التحالف الدولي من الأراضي العراقية، ويوم أمس السبت، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول، عدم الحاجة إلى أي قوات أجنبية داخل الأراضي العراقية وأن الحكومة العراقية ماضية باتجاه إنهاء التواجد الأجنبي في العراق ولديها رؤية في المرحلة القادمة تشتمل على العمل الفني المشترك لإنهاء مهمة التحالف الدولي والانتقال إلى مستويات التعاون الأمني والعسكري الثنائي في التسليح والمشورة.
وأشار الخبير في الشؤون الأمنية والعسكرية، اللواء الركن المتقاعد الدكتور عماد علو، في حديث لـ"الصباح"، إلى أن "الخبرات الطويلة ومستوى التسليح المتطور الذي تستخدمه القوات المسلحة العراقية والتدريب العالي الذي تلقته أكسب القوات المسلحة بمختلف صنوفها القدرة على ملاحقة ومطاردة عناصر (داعش) الإرهابية، فضلاً عن ارتفاع مستوى قدراتها في مواجهة التحديات الأمنية الداخلية، وهذه المسألة باتت معروفة على المستويين الإقليمي والعالمي" . ولفت، إلى أن "العراق اليوم يحتل المرتبة 45 في تعداد الجيوش وهو على درجة عالية من التقدم، لذلك فإن مبررات بقاء القوات الأجنبية خاصة (قوات التحالف الدولي) لمحاربة تنظيم (داعش) الإرهابي لم يعد لها مبرر واضح، وتحديداً في ظل كثرة الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الأميركية للسيادة العراقية وتنفيذها لقصف مواقع الحشد الشعبي في عدد من المحافظات كان آخرها في العاصمة بغداد" .
ونوّ، بأن "محاولة إنهاء وجود القوات الأجنبية مسألة ليست بالجديدة، فما إن انتصر العراق على تنظيم (داعش) الإرهابي حتى شرعت الحكومة العراقية بمفاوضات لجدولة انسحاب قوى التحالف الدولي الأميركي من خلال الحوار الستراتيجي بين واشنطن وبغداد، وتشكيل لجنة فنية عسكرية كان يرأسها آنذاك الفريق الركن عبد الأمير الشمري، وهذه اللجنة أخذت على عاتقها وضع جدول زمني وبدء مفاوضات لخروج القوات الأجنبية من العراق، وأيضاً تحديد متطلبات وآفاق التعامل المستقبلي بين العراق و الدول التي كانت منضوية تحت ظل هذا التحالف من ضمنها القوات الأميركية وقوات حلف الناتو، وأيضاً إيجاد تعاون منبثق بين هذه اللجنة وحلف الناتو، حيث تم إرسال فريق للتدريب والاستشارة من قبلهم لدعم القوات المسلحة في جهودها لمطاردة وملاحقة عصابات (داعش) ورفع قدراتها العسكرية" . وأوضح، أن "كل ما ذكر آنفاً مبرر واضح لانتفاء الحاجة لبقاء قوات التحالف الدولي، خاصة بعد انحراف مهمة هذه القوات المتمثلة بقوات الولايات المتحدة الأميركية عن التفويض الممنوح لها في العراق المتمثل بمتابعة وملاحقة والحرب ضد تنظيم (داعش) الإرهابي" . بدوره، رأى المحلل في الشأن الدولي، الدكتور حيدر سلمان، في حديث لـ"الصباح"، أن "تواجد القوات الأجنبية في العراق بات حلقة مؤرقة للسياسة العراقية وورقة ضاغطة كبيرة على الشعب العراقي، فهذه القوات ما زالت موجودة منذ إعلان العراق الانتصار على تنظيم (داعش) الإرهابي الذي كان سبباً لوجودها وقد زال، إلا إنها ما زالت موجودة وبات تواجدها يشكل مشكلة كبيرة وتفرقاً بين المكونات، وخروجها عن التفويض الممنوح لها في متابعة العناصر الإرهابية وتوجهها في استهداف شخصيات كبيرة، لتشكل لحظة فارقة يشوبها الحذر من العلاقة بين العراق وتواجد قوى التحالف الدولي" .
وأضاف، أن "جميع الحكومات المتعاقبة متيقنة بأنها لا تستطيع إخراج قوات الولايات المتحدة الأميركية بطريقة غير ودية، كونها مرتبطة معها سياسياً واقتصادياً وحتى اجتماعياً بعد سقوط النظام عام 2003، وبالتالي تحاول الحكومة العراقية إخراجهم بطريقة ودية تماشياً مع إرادات داخلية" . وأشار سلمان، إلى أن "التصريحات الأقوى بهذا الصدد؛ جاءت من قبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بأن هناك عملية إخراج للقوات ستكون من قبل اللجنة المؤلفة من الطرفين، خاصة أن لدينا قوات أمنية قادرة على حفظ الأمن بعد انتهاء مرحلة (داعش) الإرهابي، وأن تواجد القوات الأجنبية لا يتماشى مع الوضع العراقي بوجود مليون وستمئة ألف عنصر أمني متواجد في مختلف الأجهزة، ولا حاجة لنا ببقاء قوات التحالف الأجنبي في العراق" .
تحرير: محمد الأنصاري