ضربة جزاء العاني

الرياضة 2024/01/22
...

كاظم الطائي

عرفته بداية العقد التسعيني من القرن المنصرم وزاد إعجابي به وهو يغازل بقلمه الساخر تارة قضية يعد الاقتراب منها في ذلك الزمن خطأ أحمر لكنه يعالج موضوعاته بخبرة السنين الطوال ومهنية زادته ثقة بما يكتب ويطرح من تساؤلات لم تكن على وفاق مع السلطة
أيمن حبيب العمر وعبد الله العراقي وغيرها من أسماء ابتكرها الرجل  ليواصل كتاباته في مجلة ألف باء التي عملت فيها ليضمن النزر اليسير من العيش ويرد بها على عاديات الزمن بعد أن منع من الكتابة بأمر من الجهات العليا آنذاك لما تركته موضوعاته من تحقيقات وتقارير واستطلاعات ومقالات  وفنون صحفية أخرى من أثر في الشارع وما خفي كان أعظم
النقد اللاذع وبأسلوب ممتع دخلت موضوعات الكاتب المبدع حسن العاني نفوس القراء ومنهم أبناء المهنة الذين حرصوا على مواصلة إبي عمار كتاباته بأسماء مستعارة أحياناً في صحف اسبوعية ويومية مثل العراق  ومجلة ألف باء وباسمه الصريح تارة أخرى في إصدارات محلية وعربية لما تمثله موضوعاته من اهتمام وإثارة ومقبولية لدى المتابعين
أشرف على صفحات منوعة وأقسام صحفية ومنها رياضية ولم يبخل بتقديم كل ما ينفع الصنعة من لمسات تضعها في الصميم ولا أنسى أبداً كتاباته الساخرة التي تسلط الضوء على الواقع بأسلوبه الراقي وخبرته الطويلة في مهنة البحث عن المتاعب
مختلف العناوين أُنيطت بالعاني حسن ومنها مستشار التحرير في صحيفة الصباح في البدايات الأولى لها لأكثر من عام وإسهاماته في مجلة الشبكة والصباح والصباح الجديد وغيرها في العقدين المنصرمين والنتاج المثمر لعقود أخرى قبل ذلك في صحف ومجلات عديدة وتبقى مقالاته في زاوية ضربة جزاء من بين ملامح ما واجه بها العاني نقد الظواهر وكشف المستور وبيان الحال
كان رياضياً في شبابه اهتم بكرة القدم ومارس فنونها في سباقات المدارس والملاعب الشعبية وتحدث في كتاباته عن ميله للهجوم في مراكز اللعب وكذلك في الحياة لتسجيل الأهداف في مرمى الخصوم  ولم يتردد في الإشارة إلى أنه عمل بأعمال بسيطة ليعيل أسرته ولم يرضخ لتحديات الزمن
شباك العاني حسن الذي رحل عنا قبل أيام إلى دار حقه كانت مشرعة للإبداع والأهداف السامية التي تركها في جيل الأمس واليوم ولعلها وفية لضربة جزاء حرص على تسديدها في صفحات قلوبنا نستعيد ذكرياتها في أسطر دامعة تفي الرجل حقه بعد رحلة عقود في مسيرة السلطة الرابعة وطالما أمدَّ العاني بفيض روحه المحبة للخير مداد إقلام خرجت من معطفه أو تزودت من رحيق مدرسته الرائدة
كم من العبر والدروس التي أسداها العاني حسن وهو يقلب مواجع الكثير من المشكلات الحياتية بضربة جزاء لم تسدد على عجالة بل ترك لها حرية الانتقال من الأمتار المحددة الفاصلة بين الحارس وصاحب التسديدة وتداعيات وخيال الكاتب في سرد الحدث بماهو خارج عن المألوف أو ما كان يسعى له في زاوية لم تغب عن الذاكرة وماخفي كان أعظم
رحل الكاتب والإنسان حسن العاني وبقيت نتاجاته الأدبية والصحفية ناطقة عن رحلة قلم خاض  غمار المنافسات بأمهر ذكرى في ميادين كثيرة كانت للرياضة فيها حصة