صراع الرئاسة الأميركية

قضايا عربية ودولية 2024/01/23
...

علي حسن الفواز



تصاعد الصراع بين مرشحي الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية يكشف عن خطورة المشكلات التي ستواجه مؤسسة الرئاسة الأميركية، وعن طبيعة مسار إدارتها للملفات المعقدة في الشرق الأوسط وفي أوكرانيا، وفي الصراع التجاري مع الصين، والسياسي مع روسيا.

الاتهامات بين المرشحة نيكي هيلي السفيرة السابقة للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة وحاكمة ولاية ساوث كارولاينا، وبين المرشح الرئيس السابق دونالد ترامب تحولت إلى شكوك، ليست سياسية فقط، بل عقلية وأخلاقية، وإلى لعبة في “التنابز اللفظي” حول ملفات أمنية سبق أن كانت جزءاً من تحديات الرئاسة السابقة، فترامب يتهم كيلي بفشلها في السيطرة على الاعتداء الذي تعرّض له مبنى الكابيتول خلال رئاسته، وكيلي تصف ترامب بعدم أهليته العقلية ليقود الولايات المتحدة في رئاسة جديدة.

فوز ترامب بالانتخابات التمهيدية في ولاية “أيوا” أعطى انطباعاً ضاغطاً عن الخارطة الانتخابية المقبلة، وعن إمكانية أن يحظى بالفوز في ولايات أخرى، ليجعل من شعبويته رهاناً على مواجهة تحديات المرحلة الجديدة، ومنها ما يتعلق بالتحشيد الانتخابي ضد الحزب الديمقراطي، وتقليل فرص الرئيس الحالي جو بايدن للفوز بولاية ثانية، وهذا مايجعل الشعارات الانتخابية صارخة وحادة، فكيلي تختار ملف الشرق الأوسط ودعم الكيان الصهيوني، وكذلك دعم الملف الأوكراني لكسب المزيد من الرهانات في الداخل الأميركي، وفي مغازلة أوروبا التي بدأت تخشى على مركزيتها خلال الصراع الروسي الأوكراني، بينما يجد ترامب في الحفاظ على المركزية الأميركية شعاره الرئيس في حملته الانتخابية، وفي تعزيز قوتها التجارية، والتقليل من الحماس للدعم الخاص بأوكرانيا التي يسعى إلى عدم الإفراط بالخصومة مع الرئيس الروسي فلاديمر

 بوتين.

ما بين هذا وذاك تبدو الصورة غامضة، والضغط السياسي والاقتصادي والأمني سيكون على أشدّه، لاسيما بعد تعليق حاكم فلوريدا رون ديسانتيس حملته الانتخابية، وتصريحه بأنه سيدعم ترامب في هذه الانتخابات، وهو ما يعني ضغطاً جديداً على كيلي التي بدت متوترة، وأكثر انفعالاً، وكأن ما سيجري خلال مواسم الحملات الانتخابية سيشهد كثيراً من الضغط والصراع والتنافس في ولايات متأرجحة، وبين جمهور يبحث عن التغيير وسط سياسات مضطربة، وتحديات يختلط فيها الاقتصادي والسياسي بالأمني وبهموم المواطن الأميركي الذي يعاني من مشكلات داخلية كثيرة جرّاء التضخم والبطالة وغيرها من أعراض رأسمالية الحرب.