مباراة التأكيد

الرياضة 2024/01/24
...

د عدنان لفتة

حتى نؤكد أن ماتحقق في مباراة اليابان لم يكن ضربة حظ أو صحوة كبيسة لا تحدث إلا نادراً، لابد أن نكون في قمة مستوياتنا عندما نواجه فيتنام في ختام دور المجموعات.
إظهار قيمتنا الفنية كمنتخب يعيش زهو أيامه تألقاً وإبداعاً وتصاعداً في الأداء لا أن نتراجع ونغفو على وسادة هزيمة اليابان وأحلام انبهار آسيا بها. المدرب كاساس مطالب بمنح الفرصة لبقية أفراد المنتخب التوّاقين لأوقات من الجهد والتفاني الواصل بهم إلى منافسة أساسيي التشكيلة على مواقع الحضور وإثبات الكفاءة والطاقات الكامنة، فرصة لا تقدر بثمن لإظهار مواهب أخرى تعطِّر أجواء منتخبنا وتمنحه القوة والفاعلية بين كبار القارة وأوتادها. المهمة نفسية أكثر منها فنية للتخلص من مشاعر الفوز على اليابان زعيم القارة وأعظم فرقها وجعلها حافزاً للأفضل وليس سبيلاً للغرور والتعالي على منتخبات اعتادت المغادرة من أبواب المجموعات من دون حضور لافت أو نتائج تشفع لها.
الهدف الأكبر ليس كسب العلامة الكاملة من النقاط كرصيد لم يسبق لمنتخبنا تحقيقه آسيوياً، ولا البقاء في الصدارة دون خسارة فحسب بل طمعاً بمزيد من نقاط التصنيف الدولي النافعة لنا في قرعة تصفيات الدور الثاني من كاس العالم وتعتمد على موقع كل فريق في اللائحة الدولية الشهرية للمنتخبات.
أربع مباريات متتالية لكاساس حقق  فيها كل النجاح والألق في جولتي افتتاح تصفيات كاس العالم على حساب إندونيسيا وفيتنام ثم في جولتي مجموعتنا بكاس الأمم أمام إندونيسيا واليابان، والعراقيون يريدون استمرار التوهّج والنجاحات الداعمة لمنتخبنا الجديد الراغب بكتابة التاريخ كأكثر منتخب يسجل انتصارات متتالية ويحظى بثقة الشارع الرياضي.
مباراة فيتنام فرصة مثالية أخرى تقربنا من كبار القارة الذين ابتعدنا عنهم كثيراً في السنوات الأخيرة، فرصة للعودة إلى مربع الكبار الذهبي بدلاً من التحسُّر على واقعنا واستمرار خيباتنا الدولية لعقود من الزمن خلت من الألقاب الرفيعة المؤثرة في تاريخ منافسات القارة.
مباراة ثالثة في الكأس الآسيوية تحتاج إلى تركيز ذهني وصلابة دفاعية وإبداع في وسط الميدان وشهيَّة تهديفية مفتوحة تقودنا إلى إثارة الرعب في صفوف المنافسين للانتصار عليهم نفسياً قبل المواجهة الفنية كي يفكروا ألف مرة ومرة وهم يقابلون أسود الرافدين والهرب منهم كما تفعل أغلب المنتخبات المشاركة في تجنُّب مواجهة اليابان وكوريا الجنوبية في الأدوار الإقصائية للبطولة.  واثقون بلاعبينا، متفائلون بهم  في مواصلة مشوار النجاح وعدم الاستهانة بالمنتخب الفيتنامي حتى إن ضاقت فرص بلوغه ثمن النهائي وارتعدت شباكه الباكية على الخسارة الصادمة أمام إندونيسيا، علينا التفكير بأنفسنا وتقديم كرة حقيقية مؤكدة لنبوغ مواهبنا وارتفاع حسِّهم الفني والمهاري للتألق في مباراة ملهمة أخرى تزيد من قوتنا وعزيمتنا على أبواب ثُمن النهائي النافذة الآسيوية الثانية لتأكيد الجدارة العراقية وصحوتها لتحقيق وملامسة الإنجاز التاريخي الثاني  وهو أمر لم يعد مستحيلاً مع نخبة من المواهب التي نفخر بها جميعاً.