علي حنون
يقيناً، أنَّ التشجيع يُمثل ركناً مهماً من أركان الدعم، الذي يُقدّم للمنتخب الوطني لكرة القدم وهو الفاصلة المُؤثرة، التي غالباً ما تُشكل رؤية واقعية تُسهم في عديد المناسبات بتحفيز أسرة المنتخب من أجل إصابة النتائج الإيجابية، ولعلنا في مناسبات سابقة وقفنا على الدور الكبير للمُؤازرة الجماهيرية في تحقيق أسود الرافدين لأفضل النتائج، وبلا ريب فانه بذكرنا لظفر منتخبنا الوطني بلقب خليجي 25 مطلع العام الماضي، إنما نأتي على الجهد المُتميّز الذي لعبته جماهيرنا وساهمت من خلاله في كسبنا للبطولة، وهذه موضوعة ليس لنا أو لغيرنا أن ينكرها أو يتغافل عنها..لذلك غالباً ما تعتمد منتخباتنا في فعالية كرة القدم تحديداً على جماهيرنا في الدعم والتحفيز وتعتبرها الورقة المُتاحة للتفوق، لاسيما أنها (أي جماهيرنا) صارت مضرب الأمثال في الإيثار والتشجيع وجلب الأنظار. تأسيساً على ما جئنا عليه من مكانة أثيرة لجماهيرنا ودورها الإيجابي، فإننا نتمنى باستمرار مشاهدتها وهي تُؤدي المطلوب منها في إطار صورة واضحة تُتقن فيها فرضها التشجيعي دون الخروج عن النص، لأنَّ أي (شطحة) هنا أو هناك سَتُؤثر سلباً في سمعة ومكانة جماهيرنا، التي عُرف عنها الالتزام والتمسك برؤيتها الثابتة، التي حددتها هي بنفسها والتي تنأى بموجبها عن كل سلوك غير مرض، ولاسيما عندما تكون هناك مشاركة خارجية مثل الاستحقاق الذي تتواصل مشاركة منتخبنا فيه وهي بطولة أمم آسيا..ونحن هنا لا نقصد أننا وجدنا من روابط التشجيع التي حطت الرحال في الدوحة لتعضيد حضور منتخبنا الوطني، ما يضربها في سوء، بل على العكس فقد سارت في فعالياتها على طريق تسويق الدعم الجميل، الذي عكس التزامها وتمسكها بمُحددات وضعتها خارطة تشجيع للأسود دون أن تضع سلوكها (الجمعي) في دائرة الانتقاد من قبل الآخرين.
لكن الملاحظة، التي نرى أن تشخيصها في هذه المرحلة وفي هذه المناسبة هي موضوعة مطلوبة وتُشكل فاصلة مهمة طالما أنَّ الغاية منها هي تعبيد الطريق أمام جماهيرنا لأداء دورها كشريك برؤية مهنية أكثر، تتعلق ببعض السلوكيات الفردية وهي يقيناً وإن جاءت عفوية، فإنها لا تغفر لمن يسلكها لأنها تترك أثراً سلبياً وتضرب تأثيراتها جدار المؤازرة الجماعية، حيث شاهدنا البعض يتصرف تحت عنوان التشجيع بقلة خبرة ووفق امتدادات يعتمد فيها على (التهريج) في غاية ينشد منها تسويق اسمه بصورة غير مقبولة، وقد يكون مثل هكذا تصرف متاح في حال ذهب صاحبه كسائح أو مُتفرج لكن أن يكون ضمن قائمة تحمل عنوان مشجع منتخب وطني فهذا الأمر الذي نُشكل عليه، لأن من يمثل الوطن وبأي صفة فانه يكون سفيراً وهذه الصفة تُجرده الكثير من السلوكيات الفردية وتفرض عليه تصرفات لا يجب أن يحيد عنها.
لذلك ولتلافي هذه الحالات في المستقبل، ولأننا نعتقد أنَّ مثل هكذا أشخاص (سَيُستنسخون) في الاستحقاقات المُقبلة لطالما وجد آخرون أن السير في سبيل (الـتهريج) سيأتيهم بـ(طشة) مجانية وسريعة وتجعلهم قبلة للبرامج والمنصات، نقول ولتشذيب مثل هكذا سلوكيات علينا الركون إلى تنظيم المشاركة الجماهيرية في أي فعالية لمنتخبنا الوطني من خلال تشكيل رابطة لتشجيع المنتخب الوطني وتكون هناك إدارة مُنتخبة تضع شروطها وتوجيهاتها لمن ينشد التواجد مشجعاً للمنتخب الوطني وإلزامه بتعليمات تضمن مؤازرة مثالية وتعكس صورة نفخر بها جميعاً وتظهر لنا جمهورنا كمنظومة تشجيع بزي جميل وسلوك منضبط بعيد بتفاصيله عن أي (طشة) فردية أو توجهات أنانية.