بغداد: حيدر الجابر
وضعت الحكومة أولى عربات قطار رحيل القوات الأميركية على السكة الطويلة، لتنهي العلاقة التي بدأت في 2003، ثم انتهت في 2011، قبل أن تعود في 2014 تحت غطاء "التحالف الدولي"، وقررت الحكومة البدء بأعمال اللجنة العسكرية العليا المشتركة بين بغداد وواشنطن، لوضع خطوط واضحة للعلاقة بين البلدين.
وقال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، في تصريح صحفي: إن "رئيس الوزراء بذل جهوداً مضاعفة خلال السنة الماضية للوصول إلى اتفاق مستقبل (التحالف الدولي)"، وأضاف أن "إنهاء مهمة (التحالف الدولي) في العراق ضرورة لاستقرار البلد"، مؤكداً أن "الاجتماعات المقررة للجنة العسكرية العليا ستكون مهنية عسكرية بحتة".
ولن يكون طريق التفاوض مفروشاً بالورود، إذ يشترط الأكاديمي والمراقب للشأن السياسي، د. حيدر علي، توفر عدة شروط لتحقيق مقاربات حقيقية في ما يتعلق بإنهاء مهمة "التحالف الدولي" والوجود الأجنبي في العراق.
وقال علي لـ"الصباح": إن "أهم شرط هو الإجماع الداخلي ببعده السياسي المكوناتي، فضلاً على تثقيف حكومي واسع لبيان وجهة نظر عراقية رسمية تحاكي المطالبات الشعبية بإيجاد حلول ملموسة لإنهاء التوتر والوصول إلى مرحلة من الاستقرار".
وأضاف، أنه "ينبغي تحقيق شرط آخر؛ هو الذهاب بعقلية ستراتيجية نفعية للحوار مع الولايات المتحدة، انطلاقاً من قناعات كبيرة بأهمية إنهاء الوجود الأميركي في العراق، عبر تفاهمات مرحلية وضمانات واسعة تؤطر المهمة وتضع نهايات واضحة لهذا الوجود". وتابع، أنه "لا بد من توافر الرغبة باستكمال (الحوار الستراتيجي العراقي – الأميركي) الذي من شأنه تحديد الأولويات العراقية وشكل التعاون وطبيعة العلاقة المستقبلية، فضلاً عن الالتزامات الدولية تجاه العراق"، مؤكداً أنه "يجب على دوائر صنع القرار العراقي أن تحدد اتجاهات الأداء السياسي العراقي في ضوء مكانة ودور العراق الإقليمي والدولي من خلال توسيع الشراكات وتعدد مسارات العلاقة وعدم الاعتماد على حليف واحد".
ودعا علي، إلى "تحالفات متعددة مع ضمان بقاء العراق خارج سياسات المحاور الإقليمية، لإيصال رسائل اطمئنان على المستوى الدولي وعلى مستوى البيئة الإقليمية بأهمية احتواء العراق وإعادته إلى وضعه الطبيعي، ورفده بعناصر القوة التي تؤهله للتخلي عن الدور الأميركي".
من جهته، أشاد الكاتب والصحفي العراقي، سامان داود، بأداء الحكومة العراقية الدبلوماسي.
وقال داود لـ"الصباح": إن "العراق بصفته دولة؛ عليه أن يتعامل مع جميع الدول - بضمنها الولايات المتحدة الأميركية - بحسب المصالح، وهو قادر على ذلك لو توفرت الإرادة السياسية مع الشعبية".
وأضاف، أن "الحكومة الحالية، تتخذ دوراً دبلوماسياً جيداً، وهذا نتيجة محاولتها حل الخلافات بشكل ودي بما يفيد العراق"، منبهاً إلى أن "هذا الأمر لن يطول بحسب اعتقادي، فإن صبر الحكومة له حدود، والواضح أن هناك تغييراً قادماً ومن الممكن أن تقوده الحكومة الحالية إذا اتخذت إجراءات أمنية وسياسية لتعزيز هوية الدولة وقوتها".
تحرير: محمد الأنصاري