لندن: وكالات
نشرت شبكة «سكاي نيوز» البريطانية أمس الأحد، تقريراً عن التوترات المتصاعدة في منطقة البحر الأحمر، ونقلت أن مراقبين ينظرون إلى حادثة الهجوم الحوثي على سفينة «مارلين لواندا» البريطانية على أنها دليل يشير إلى «فشل الستراتيجية البريطانية الأميركية في ردع تهديد الحوثيين والقضاء عليه».
دومينيك واغورن كتب في تحليل على الموقع الإلكتروني للشبكة، أن النقطة المهمة في هذا الهجوم هي معرفة جماعة الحوثي أن السفينة مملوكة لبريطانيا ولم يتم استهدافها عبثاً، وأضاف أن الأفعال الأميركية البريطانية كانت دائماً بمثابة «مقامرة» قائمة على احتمالين: إما أن عرض القوة في الهجمات الأميركية البريطانية سيجعل الحوثيين يفكرون مرتين في ما سيخسرونه من الهجمات، أو قد يؤدي ذلك إلى إثارة «عش الدبابير» الحوثي بشكل أكبر وإثارة غضبهم، مما يدفعهم إلى مضاعفة جهودهم وبذل قصارى جهدهم في التصعيد.
وبحسب كاتب التحليل فإن المعطيات في الهجوم الأخير الذي استهدف السفينة البريطانية تشير إلى رجوح الاحتمال الثاني، وأضاف: «يصر رئيس الوزراء البريطاني ومسؤولو وزارة الخارجية على أن ما يحدث في البحر الأحمر لا علاقة له بما يحدث في غزة»، مؤكداً أن «هذا غير صحيح، فهجمات الحوثيين واسعة النطاق على الشحن الدولي بدأت بعد شهر من الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس». وتابع: «تبقى الحقيقة أن الحوثيين بدؤوا هجماتهم بسبب الحرب في غزة، ومن المرجح أن ينهوها عندما تنتهي»، وقال واغورن إن «بريطانيا وأميركا رغم التصعيد الحوثي تصران على دعم إسرائيل في حربها التي أدت لمقتل أكثر من 25 ألف فلسطيني».
وأكمل: «لجعل البحر الأحمر آمناً مرة أخرى، سيتعين على الحلفاء القضاء تماماً على تهديد الحوثيين للشحن البحري، وهذا مستحيل طالما أن الحوثيين يحتفظون بقدرات الصواريخ والطائرات بدون طيار».
وبحسب الكاتب، فإن «الهجمات على الحوثيين جعلت منهم أبطالاً في اليمن وخارجه. وبهذا المعنى، فبدلاً من إضعافهم، تعززت قوتهم بفعل الضربات الجوية». في غضون ذلك، صرحت جماعة «أنصار الله» اليمنية، بأنها ستواصل استهداف السفن الأميركية في البحرين الأحمر والعربي، إلى حين السماح بدخول الغذاء والدواء إلى الفلسطينيين في قطاع غزة. وقال عضو المجلس السياسي الأعلى المشكّل من «أنصار الله» محمد علي الحوثي: «نقول للأميركي إن كل ما حشدته وكل المعارك، التي أشرفت عليها والطائرات والصواريخ التي قصفت بها بلدنا لم تثنِنا على الإطلاق عن مواجهتك بشكل مستمر»، مضيفاً أنه «إذا أرادت أميركا الحفاظ على هيبتها وسفنها، فإن المعادلة بسيطة، وهي إدخال الماء والدواء والغذاء لأبناء غزة وفك الحصار عنهم وإيقاف العدوان عليهم».
وتشن جماعة «أنصار الله» الحوثية اليمنية موجة تلو الأخرى من الهجمات بالطائرات المسيرة والصواريخ على سفن تجارية، منذ 19 تشرين الثاني الماضي، رداً على عدوان إسرائيل على غزة. وتسببت هجمات الحوثيين في اضطرابات شديدة بحركة الشحن الدولية، ودفعت بعض الشركات إلى تعليق مرورها من البحر الأحمر وسلوك الرحلة الأطول والأعلى تكلفة حول إفريقيا.
بدوره، قال موقع «كالكاليست» الإسرائيلي المتخصص في الاقتصاد، إن 2400 سفينة على الأقل غيّرت طريق ملاحتها باختيار مسار بديل عبر رأس الرجاء الصالح، مما يرفع مدة الرحلة بين أوروبا وآسيا من 35 إلى 49 يوماً، وترتفع بذلك تكاليف الشحن، وبينها الوقود والتأمين.