القدس المحتلة: وكالات
قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة إسماعيل الثوابتة: إن الوضع الإنساني في شمال قطاع غزة تجاوز المرحلة الكارثية، وإن بعض الأسر تحصل خلال 48 ساعة على نصف وجبة غذائية فقط، وأوضح أن شبح المجاعة يحاصر أكثر من 400 ألف مواطن في محافظة شمال غزة.
قال رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، إنه أصدر توجيهات لجيشه بالتخطيط لإجلاء مئات الآلاف من سكان رفح، قبل الاجتياح البري المرتقب للمدينة التي باتت الملاذ الأخير لمئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين الذين هجرهم الاحتلال من مناطق عديدة بقطاع غزة.
وأشار نتنياهو، في مقابلة أجرتها معه قناة "إيه بي سي نيوز" بثّت مساء أمس الأحد، إلى أن جيش الاحتلال سيضمن "ممراً آمناً" للمدنيين قبل الهجوم المرتقب، وقال إن هناك مناطق في شمال رفح "تم تطهيرها ويمكن استخدامها كمناطق آمنة للمدنيين"، بحسب زعمه.وتوعد رئيس الوزراء الصهيوني – المدعوم أميركياً - بالسيطرة على رفح التي وصفها بـ"المعقل الأخير لكتائب حماس"، في إشارة إلى كتائب عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".وردّ نتنياهو على الانتقادات والتحذيرات القلقة بشأن مصير مئات آلاف النازحين المدنيين إذا شنّ الاحتلال هجوماً برياً على رفح، قائلاً: "أولئك الذين يقولون إنّنا يجب ألّا ندخل رفح مُطلقا، يقولون لنا في الواقع إننا يجب أن نخسر الحرب، ونترك (حماس) هناك".وتأتي هذه التصريحات، في حين تتصاعد التحذيرات من التداعيات الإنسانية الخطيرة لأي هجوم على رفح المكتظة بمئات الآلاف من النازحين الذين لجؤوا إليها من شمال غزة وجنوبها، بسبب القصف المستمر وأوامر الإخلاء الصهيونية.
وحذّرت حركة "حماس" أمس الأول السبت من وقوع "مجزرة" في رفح التي تؤوي أكثر من مليون نازح فلسطيني في جنوب قطاع غزة، وقالت في بيان: "نحذّر من كارثة ومجزرة عالمية قد تُخلِّف عشرات آلاف الشهداء والجرحى إذا تم اجتياح محافظة رفح".من جهته، حذّر مسؤول السياسة الخارجيّة بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل من الهجوم الصهيوني المرتقب على رفح، وقال إنّه سيخلف "كارثة إنسانيّة لا توصف".
وحذّر العراق وسلطنة عمان والسعودية، من التداعيات الخطيرة لاستمرار الاحتلال في عدوانه على قطاع غزة وتوجهه نحو اقتحام رفح. من جهتها، حذرت الخارجيّة الأميركية هذا الأسبوع من أن "تنفيذ عملية مماثلة الآن (في رفح)، بلا تخطيط وبقليل من التفكير، في منطقة يسكنها مليون شخص، سيكون كارثة"، وفي انتقاد ضمني نادر لإسرائيل، قال الرئيس الأميركي جو بايدن هذا الأسبوع: إن "الرد في غزة مُفرط"، مؤكداً أنه بذل جهوداً منذ بدء الحرب لتخفيف وطأتها على المدنيين، بحسب زعمه.بدوره، شدد وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه على أنه "وإن كانت صدمة الإسرائيليين حقيقية" بعد السابع من تشرين الأول الماضي، فإن "الوضع في غزة غير مبرر".أما وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، فقال عبر منصة "إكس": "نشعر بالقلق العميق إزاء احتمال شن هجوم عسكري على رفح".وفي السياق ذاته، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن زيادة رقعة العملية العسكرية "الإسرائيلية" ستكون لها نتائج وخيمة، محذرا من أي تصعيد إضافي. وأضاف، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرته البلغارية ماريا غابرييل بالعاصمة المصرية، أن الوضع الإنساني في غزة لا يحتمل مزيدا من التدمير والضحايا. وفي الشأن ذاته، قالت هيئة البث "الإسرائيلية" الرسمية إن مصر هددت إسرائيل بتعليق العمل بمعاهدة السلام بين الجانبين، إذا تحرك جيشها بريا في رفح.
ونقلت الهيئة "الإسرائيلية" عن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قولها، إن القاهرة وجهت كذلك تحذيراً إلى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مفاده أن عليها التوصل إلى صفقة تبادل أسرى في غضون أسبوعين، وإلا فإن "إسرائيل" مستمرة في عمليتها البرية في القطاع. ومنذ السابع من تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال حرباً مدمرة على غزة أدت حتى الآن لسقوط أكثر من 28 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، ونحو 70 ألف جريح، إلى جانب تدمير مدن القطاع وتهجير وتجويع سكانه.