واشنطن : وكالات
في تصريحات مثيرة، أعلن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، أنه "سيشجع" روسيا على مهاجمة أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذين لم يفوا بالتزاماتهم المالية بشأن إنفاقات الدفاع، وذلك في أشد انتقاداته للتحالف العسكري، الذي أعرب منذ فترة طويلة عن تشككه فيه.
وخلال تجمع انتخابي بولاية كارولينا الجنوبية، أمس الأول السبت، روى ترامب للحاضرين محادثة دارت بينه وبين رئيس دولة في اجتماع غير محدد لحلف شمال الأطلسي.
وقال ترامب: "وقف أحد رؤساء دولة كبيرة وقال لي: (حسناً يا سيدي، إذا لم ندفع، وتعرضنا لهجوم من روسيا، فهل ستحمينا؟)، فقلت له: "لم تدفع، إذاً أنت متأخر في السداد؟ لا لن أحميك، في الواقع، أودّ أن أشجّعهم على فعل ما يريدون بكم.. بحق الجحيم عليك أن تدفع، عليك أن تسدد فواتيرك".
وبينما يناقش المشرعون الأميركيون تقديم مساعدات جديدة لأوكرانيا، قبل الذكرى السنوية الثانية للعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، قال الرئيس الأميركي السابق مراراً وتكراراً، إنه "من غير العادل إلزام الولايات المتحدة بالدفاع عن الدول الثلاثين الأخرى الأعضاء
في "الناتو".
وتأتي أحدث تصريحات من ترامب، بعد أن رفض الجمهوريون في مجلس الشيوخ، يوم الأربعاء الماضي، مشروع قانون من الحزبين، كان سيتضمن تمويلاً جديداً تشتد الحاجة إليه لأوكرانيا، بالإضافة إلى مساعدة لحليفتها "إسرائيل"، إلى جانب إصلاحات لمعالجة أزمة الحدود بين أميركا والمكسيك.
وفي رده على تصريحات ترامب، وصف المتحدث باسم البيت الأبيض، أندرو بيتس، حديثه بأنه "أمر مروع ومضطرب"، و"يعرض الأمن القومي الأميركي والاستقرار العالمي واقتصادنا في الداخل للخطر".
ويواجه الرئيس السابق دونالد ترامب أمام المحاكم الأميركية عدداً من التهم، منها حيازة وثائق سرية والتدخل في نتائج انتخابات 2020 الرئاسية، والرشوة خلال الحملة الانتخابية وغيرها من القضايا.
من جانب آخر، رحّب ترامب برفض الكونغرس الأميركي مشروع قانون لإصلاح نظام الهجرة، وتعهد بعمليات ترحيل واسعة للمهاجرين إذا أعيد انتخابه رئيساً للولايات المتحدة.
ويأتي ترحيب ترامب بعد رفض مجلس الشيوخ الأميركي أمس الأول السبت مشروع إصلاح نظام الهجرة في الولايات المتحدة، رغم أشهر من المفاوضات الشاقة بشأن إقراره.
وتشير التقارير إلى أن ترامب استخدم نفوذه لدى أعضاء الكونغرس الجمهوريين لعرقلة مشروع القرار، حارماً بذلك الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي من المرجح أن يواجهه في الانتخابات الرئاسية التي ستجري في تشرين الثاني المقبل، من فرصة تحقيق انتصار في قضية الهجرة.
وقال ترامب خلال التجمع الانتخابي في ولاية كارولينا الجنوبية: "دعونا لا ننسى أننا حققنا هذا الأسبوع أيضاً انتصاراً كبيراً يجب على جميع المحافظين الاحتفال به. لقد سحقنا المشروع الكارثي لجو بايدن".
وأشاد الرئيس الجمهوري السابق، بأداء أعضاء الكونغرس الجمهوريين ودورهم في عرقلة إقرار مشروع القانون، وقال: إن "المجموعة كلها أدت عملاً رائعاً في الكونغرس. لقد سحقناه".
وأكد ترامب أن ترحيل المهاجرين سيكون في سلَّم أولوياته في حال انتخابه رئيساً للولايات المتحدة، وأضاف "منذ اليوم الأول، سأنهي كل سياسات الحدود المفتوحة لإدارة بايدن، وسنطلق أكبر عملية ترحيل وطنية في تاريخ الولايات المتحدة. ليس لدينا
خيار آخر".
وبنى الرئيس السابق شعبيته في حملته الرئاسية الأولى في عام 2016 التي أوصلته إلى البيت الأبيض، من خلال وعوده بمحاربة الهجرة وبناء جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك للحد من تدفق المهاجرين إلى أميركا.
ويخوض الرئيس السابق معركة انتخابية للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية، وتشير التوقعات إلى أنه المرشح الأكثر حظاً في الفوز بترشيح الحزب، رغم محاكمته في 4 قضايا جنائية تتراوح بين الحصول على وثائق سرية للغاية ومحاولة قلب نتائج الانتخابات السابقة التي خسر خلالها أمام الديمقراطي جو بايدن.