عمان : يعرب السالم
تزدحمُ عمَّان بالكتب والمكتبات وكذلك بأكشاك الكتب المتنوعة التي تلوّنُ الأرصفة في وسط البلد، هكذا يطلقون التسمية على مركز المدينة. وتعدُّ عمان ملتقى فكرياً لكل العرب والجاليات الأوروبيَّة من مختلف الجنسيات، لكثرة المعارض التي تقامُ فيها وتعدد النشاطات الثقافيَّة والاجتماعيَّة.
فمروراً بكثرة دور النشر أو الأكشاك كدار الأهلية أو دار أزمنة أو دار فضاءات أو دار الشروق
أو كشك الطليعة أو كشك حسن أبي علي وغيرهم ممن احترفوا بل أدمنوا بيع الكتب في وسط البلد، فإنَّك تجد أنَّ الكتاب العراقي حاضرٌ في أغلب الأماكن والمكتبات من خلال عناوين عراقيَّة تهتمُّ بالتاريخ والسياسة والفن والأدب والطب والهندسة والسيرة الذاتيَّة، فضلاً عن الكتاب الأكاديمي ومجالات فكريَّة أخرى عديدة.
من خلال تواجد "الصباح" في العديد من المكتبات والأكشاك، فإنَّ أغلبهم يؤكدون أنَّ الكتاب العراقي له حضورٌ طاغٍ ويحظى بإقبالٍ واسعٍ. وأنَّ الكتب ذات الطابع السياسي التي تتحدثُ عن تاريخ العراق المعاصر أو الروايات التي تتناول أحداث العراق، مرغوبة جداً وتنفد بسرعة من المكتبات.
تحدث لنا السيد سامي صاحب كشك الطليعة بعد أربعين عاماً قضاها في بيع الكتب، وأكد أنَّه "مهتمٌ بالنتاج الفكري والثقافي العراقي". وأشار الى "أهمية المطبوع العراقي والى اختفائه في فترات سابقة، لكنه عاود الظهور بقوة بعد العام 2008 من خلال دور نشرٍ عربيَّة وأجنبيَّة وخاصة.. وأنَّه شخصياً يهتم بالنتاج الأدبي العراقي".
وأشار الى أنَّ "آخر الإصدارات العراقيَّة التي يعرضها في واجهة الكشك أسهمت في تعرفه على العديد من المثقفين العراقيين وكذلك الفنانين الذين يقيمون في عمَّان".
وتشكل الأكشاك المتخصصة ببيع الكتب، ظاهرة ثقافيَّة جميلة في العاصمة عمَّان فهي إحدى دلائل الثقافة ومصابيح الوعي الإنساني، وبالأخص مع أؤلئك الذين يتعاملون مع اكسير العقول ألا وهو القراءة.
ومن الملاحظ أنَّ هذه الأكشاك هي قبلة كل السياح والزائرين لأنها ذات جماليَّة خاصَّة تشتمل على الممنوع والمرغوب ونفائس الكتب.
وكأن الثقافة متلاقحة مع بعضها البعض أو ميول المثقفين متشابهة، ففي يوم الجمعة كما شارع المتنبي في بغداد يلتقي المثقفون والأكاديميون والفنانون والشعراء والإعلاميون والقراء في هذه الأكشاك. لتكون متنفساً ثقافياً لهم، يُمكنهم من الإطلاع على الجديد من الإصدارات، ومكاناً لتبادل التهاني بصدور كتابٍ جديدٍ أو اقتناء كتبٍ وتبادلها مع بعضهم البعض أو التوقيع على إصدار جديد لمؤلف.
تبقى اكشاك الثقافة بعتاقتها المنتشية برائحة الكتب وزبائنها على تعدد مشاربهم ظاهرة ثقافيَّة وجماليَّة تحملُ ألقاً من نوعٍ خاصٍ، هي تميز الحرف وسطوته في عالمٍ متصارعٍ لا يستقر ليبقى الكتاب هو رسالة المحبة والسلام أينما حل.