ساسة لبنان يراقبون العد العكسي لصفقة القرن

الرياضة 2019/05/24
...

جبار عودة الخطاط/ بيروت
يراقب الساسة اللبنانيون  الخطوات التي تتخذها الإدارة الأميركية وإسرائيل بالتنسيق مع أطراف اقليمية لعقد  المؤتمر الاقتصادي أو الورشة التي من المزمع عقدها في المنامة أواخر الشهر المقبل تحت عنوان «من السلام إلى الازدهار» في إطار الشروع بـ «صفقة القرن» المرتقبة. 
ساسة لبنانيون أعربوا عن قلقهم من ارتدادات تنفيذ هذه الصفقة على الداخل اللبناني لأن هذه الصفقة تسعى الى تكريس شطب حق العودة لنحو ستة ملايين لأجئ فلسطيني في الشتات ومنهم أكثر من ربع مليون نازح يخشى اللبنانيون من مغبة توطينهم في لبنان فضلاً عن محاذير أمنية وسياسية أخرى.. فيما طالب ساسة لبنانيون آخرون الى التعاطي مع مؤتمر المنامة بواقعية والالتحاق بركبه. 
 
لا افق لنجاحها
وبهذا الشأن اكد الوزير السابق وئام وهاب رئيس حزب التوحيد العربي اللبناني  في تصريح خص به جريدة «الصباح» تعليقاً على مؤتمر البحرين والاستعداد لتنفيذ (صفقة القرن) فقال « أنا أعتقد أن صفقة القرن ستسقط ولن تحقق أهدافها وأقول للإدارة الأميركية إن من الغباء طرحكم حلاً لفلسطين بإلغاء فلسطين! وحلكم سيكون نصيبه الفشل..» وأكد وهاب» لا يمكن لأحد مهما كان موقعه التنازل عن القدس واللاجئين  وصفقة القرن لا افق لها للنجاح»، مشدداً على ان «اليوم ستكون حركة المقاومة اقوى في التفاعل مع الشارع بعد القرارات الاميركية في شأن القدس والجولان.
فيما قال النائب اللبناني زيادة حواط عن حزب (القوات اللبنانية)» يجب ان نكون متماسكين  من خلال وحدتنا الوطنية في لبنان فالمنطقة مقبلة على أحداث كبيرة  وبخصوص مؤتمر البحرين وصفقة القرن هناك موقف وطني جامع يرفض التوطين في لبنان وهذا الموقف غير قابل للنقاش ويجب اتخاذ الموقف اللبناني للحيلولة دون  وصول ارتدادات صفقة القرن الى لبنان وهناك عملية رسم للمنطقة كما أعتقد» . 
أما السياسي روجيه أده رئيس حزب السلام اللبناني فيبدو في موقع المغرد خارج السرب اللبناني غير المتفاعل أو المتوجس من معطيات الصفقة  إذ يقول  معلقاً على مؤتمر البحرين «علينا أن ننظر بإيجابية لمؤتمر البحرين وأن نتعاطى بواقعية مع صفقة القرن ونحاول استثمار المعطيات التي تقدمها الصفقة من حلول للقضية الفلسطينية ويمكن أن نتفاوض لانتزاع المكاسب بعد أن شبعنا خسارات لسنوات طوال وأعتقد ان القضية الفلسطينية اذا تم التوصل لوضع حل لها بهذه الصفقة أو بغيرها فان ذلك سينعكس إيجاباً على لبنان والمنطقة»!. 
 
ضغوط كوشنر
هذا  ورجّح مراقبون « أن يعمد صهر الرئيس الأميركي، جاريد كوشنير، الذي يعدّه الكثيرون عرّاب هذه الصفقة الى توظيف الأزمات الاقتصادية والصعوبات الحياتية الجمة التي يعاني منهما لبنان والأردن، للضغط على الجانبين للقبول بالخطة الأميركية واستيعاب اللاجئين الفلسطينيين من أجل القبول بالأمر الواقع المتمثل بالتوطين ففي تقرير له، أفاد  المحلل البريطاني (بيل لو) : «بان الأردن،  يستضيف نحو مليوني لاجئ فلسطيني، ولبنان يستضيف نحو 250 الف لاجئ فلسطيني وان البلدين يتعرضان  لضغوط من اجل القبول بالصفقة».
فالأزمات الاقتصادية الخانقة في البلدين تشكل أرضية خصبة لتمرير الضغوط الهادفة لإلحاق البلدين بقطار البلدان المؤيدة للصفقة فمصائب قومٍ عند كوشنر فوائد! فحجم الدين العام اللبناني مثلاً، بلغ حسب بيانات وزارة المالية اللبنانية، حوالي 85 مليار دولار أميركي، وتقدّر كلفة خدمة هذا الدين أو ما يعرف بالفوائد نحو 3 مليارات دولار سنوياً، ناهيكم عن العجز في الموازنة الذي يرفع من قيمة الدين كل سنة بحسب ارقام جمعية المصارف، حيث وصلت نسبته الى 152.8 بالمئة للناتج المحلي، وهو ثالث أكبر نسبة في العالم بعد اليونان بحسب صندوق النقد الدولي أما الاردن فيقف اقتصاده على شفير الهاوية وتجاوز الدين العام لديه الـ 100 مليار دولار في بلد تعصف به أزمات حياتية بالغة التعقيد تمخضت عن تظاهرات ناقمة العام الماضي. 
 
الورقة الاقتصادية
من جانبه، يقول مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الفلسطينية، اذن «الهدف من مؤتمر المنامة هو استعمال الورقة الاقتصادية للضغط على الفلسطينيين، والعرب المتاخمين لفلسطين مثل لبنان والأردن ومصر وابتزازهم، لقبول ما لا يمكن قبوله مما يجعل الهدف من مؤتمر البحرين هو «تمرير صفقة القرن التي هي ليست حلاً، وإنما هي محاولة لإضفاء شرعية أميركية ودولية على استمرار الاحتلال، ومحاولة لفرض التطبيع بين العرب
وإسرائيل».