عواطف مدلول
التخطيط المسبق والاستعداد لتحقيق الأهداف وسيلتا الناجحين بالحياة، وهناك رأي يؤكد إن لم تضع خطة خاصة لك، فستكن ضمن خطط الاخرين، ومن ثم لن يفلح أبدا أي إنسان بالعيش، مثلما يرغب ويريد نتيجة تجاهله ذلك الامر، لأنه حتما سيصبح مجرد تابع دائم لمن حوله، بالنتيجة سوف يصل كثيرون لأحلامهم من خلاله، بينما يبقى هو ثابت بمكانه مدى العمر (إلا إذا حدثت له صحوة)، يعيش دور الضحية، محاولا كسب العطف لتكرار خساراته العديدة، وفشله في صناعة عالمه، الذي ينبغي أن يرفع استحقاقه ويجهز نفسه له جيدا كي يناله.
انتقالات إيجابيَّة
الشباب هم الفئة الاكثر تخبطا بالحياة، ويسير بعضهم فيها بلا أهداف واضحة، وإن وجدت فإنها لا تتبع الوتيرة والحماس نفسهما، فتضحى مجرد احلام قد يفشلون بتحقيقها عندما تعترضهم أول عقبة، أو ربما نسبة ما ينجزون منها ضئيلة، مقارنة لما ينبغي، لأن ينقصها التخطيط الناجح لها.
الطالب الجامعي أنس عبد الله يعتقد أن بعض الامور لا يفترض أن نخطط لها، ونترك الحياة تأخذنا نحوها، فبرأيه أن المفاجآت والانتقالات الايجابية، تحصل سريعا عندما نتوقعها لا نرسمها ونحددها، فتخلق أمامنا ظروفا مناسبة لنعيشها، ونقف على أبوابها، إذ إن بلوغها بتلك الطريقة يكون أجمل وأروع.
وبعكسه تماما سرى رعد، التي يسكنها هاجس الحلم والطموح الكبير، لا تترك الأمور تحدث معها صدفة، لذلك تنظم حساباتها وخططها مسبقا، وتسعى مجتهدة لتحقيقها، فتجد أن هذا الشيء ضروري، حتى لا تهدر الوقت وتضيعه بالانتظار والامال الوهمية، لذلك تطرق كل المحاولات وتعبر المستحيل كي تصل لأهدافها.
وفرة الخيارات
بينما القلق يسجل أعلى درجاته لدى لينا مجيد، التي تتصارع وتتسابق مع نفسها، حينما تضع هدفها، وتنصرف اليه عن كل شيء من حولها، حتى تبلغه واذا لم يتم لها ذلك، فإنها تتأثر جدا وتتأذى نفسيا حتى الانهيار، وهذا الموضوع يكاد يكون مصدرًا لخوفها على نفسها، لأن أي خسارة أو خذلان، يسببان لها وعكة صحية لا تنجو منها بسهولة.
في حين يجد أحمد سعدون ليس مهما أن تتحقق جميع الأهداف، والطريق نحوها هو الاهم، بما يحمل من مسرّات وأحزان، عراقيل أو تسهيلات، منها نتعلم ونكتسب المزيد من المعرفة، لنعيد ترتيب أفكارنا من جديد، وبالنهاية الرضا والقناعة هما الاساس، الى جانب عدم السعي لتقليد الآخرين ومحاولة أن نكون نسخة منهم، فالحياة تتميز بوفرة الخيارات، التي لا حدود لنفادها، وتكفي جميع البشر، والذكي من يصل لمرحلة الوعي بذلك الامر ويدركه بالشكل المفيد.
الخطوات الصحيحة
يؤكد الدكتور سعد جوراني الأكاديمي والخبير بعلم الفوضى في الانظمة الاجتماعية، يفضّل أن يهيئ كل فرد خطته الشخصية عند نهاية كل عام، من أجل أن يعيش حياته القادمة بشكل سوي، بلا أي نوع من الاضطرابات، وبذلك يتمكن من تحقيق السعادة له ولمحبيه وأهله، حيث يستطيع اتباع بعض الخطوات الصحيحة للوصول الى مبتغاه، ومنها أن يدون في جدول خاص ماذا انجز خلال الفترة الماضية القريبة، وما هي الأعمال التي لم ينجح في اتمامها، حيث يقوم بالخطوة الثانية بدمج الأعمال المتبقية من السنة السابقة مع أهدافه الجديدة للعام الجديد ووضعها في جدول مقسم الى 12 شهرا، وتوزع الأهداف بين مدار العام، كل حسب وقته الملائم له، وهكذا تتم إضافة الطموحات الحديثة مترتبة زمنيا على طول العام. فتصبح هناك خطة عامة للأهداف.
موضحا بقوله: تتوزع تلك الاهداف زمنيا وعلى حسب طريق حياة كل واحد منا، حيث يتم اختياره للسير من خلاله بموجب الثقافة التي يتمتع بها صاحب هذه المساعي، اما كيف تسير فيتعلق ذلك بالطريقة التي يعيش حياته اليومية كي يحقق اهدافه الكبرى، وبالتالي فإنه يجب أن يعمل على تقسيمها الى أجزاء، كل جزء يمثل طريقا لتحقيق هدف واحد يقع في نهايته، ليلحقه جزء طريق خاص بهدف لاحق، وهكذا لبقية الاهداف الى نهاية العام.
ثوابت رئيسة
مشيرا إلى أن تقسيم الطريق السنوي الى اجزاء كل جزء خاص بهدف واحد، يعني أن طول الجزء يعتمد على ثقل الهدف وكيفية تحقيقه، فاحيانا طريق جزئي يأخذ أشهرًا عدة، واحيانا اخرى يأخذ أسابيع أو أياما عدة وهكذا، إذ إن تحديد طول الطريق الجزئي يعتمد على عوامل عدة، منها ثقل الهدف والذي يتطلب خطواتٍ لتحقيقه تحدد طول الطريق، ثم تدخل عوامل اخرى قد تزيد من طوله أو تقصره، مثل المناسبات العائلية والشخصية، ومتطلبات العمل والعائلة والقرابة والأصدقاء والأحداث الفجائية الشخصية أو الوطنية.
ويلفت جوراني إلى أنه بصورة عامة، يمكن تطبيق قاعدة لتحديد طول الطريق، فنحاول أن نحقق الهدف خلال 70% من الطول المحدد مسبقا، وذلك لتلافي الاحداث المفاجئة، عندئذ تتوزع الأهداف في جدول سنوي وشهري واسبوعي ويومي، الجدول اليومي هو الذي تدخل فيه ثوابت حياته الرئيسية، مثل الحاجات اليومية والمهنية والعائلية والاصدقاء والصحية.
عناصر بيئيَّة
مبينا أن لكل شخص أشياءً وأناسًا خاصة بحياته تلك ليست اهدافه، تسمى عناصر هي التي يمكن أن يديرها ويتحكم بها يوميا واسبوعيا، بحيث يتعامل معها في أوقات لا تتداخل مع أوقات نشاطه الرئيس لأقرب هدف، أشياؤك هي العناصر البيئية في بيتك، والتي تخدمك وتتعامل معها يوميا باستمرار، هذه تحتاج إلى أوقات يومية تقع خارج فترة عملك أو منزلك، اذ حتى اعضاء عائلتك يجب أن تحدد متى تلتقي معهم، وكذلك مجتمعك الخاص خارجا، وهم كل الافراد الذين تعرفهم ومستمر بالتعامل معهم، وينبغي أن تحدد اوقات اللقاء بهم اسبوعيا أو شهريا، على أن يكون اللقاء مثمرا، كي لا تعم الفوضى حياتك وتضيع أهدافك من دون أن تصل لها.