القدس المحتلة: وكالات
يواصل الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ أحزمة نارية بقصف المنازل والأحياء السكنية في مناطق متفرقة من قطاع غزة جواً وبراً وبحراً، واستشهد وأصيب عشرات المواطنين، الليلة قبل الماضية وفجر أمس الأربعاء، جراء القصف ومازالت عشرات الجثث تحت الأنقاض.
ونفذت طائرات الاحتلال أحزمة نارية على مربعات سكنية في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، طالت عشرات المنازل، ما أدّى إلى ارتقاء عشرات الشهداء والجرحى، غالبيتهم لا يزالون تحت أنقاض المنازل.
واستهدفت مدفعية الاحتلال بعشرات القذائف منازل المواطنين في حي الزيتون، بالتزامن مع إطلاق مسيرات الاحتلال النار باتجاه المنازل وعلى كل ما يتحرك في أزقة الحي وشوارعه.
ولم تستطع طواقم الدفاع المدني، ومركبات الاسعاف من الوصول إلى المناطق المستهدفة بالحي لانتشال جثامين الشهداء ونقل المصابين، حيث يعاني أهالي الحي من أوضاع إنسانية صعبة، وسط عملية نزوح محفوفة بالمخاطر باتجاه الأحياء الغربية من المدينة وخصوصاً حي الرمال، ومستشفى الشفاء.
كذلك شنّت طائرات الاحتلال سلسلة غارات طالت عدة أحياء من مدينة غزة، خصوصاً في تل الهوى والصبرة والشجاعية، ما أسفر عن ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى، جرى نقل معظمهم إلى مستشفى الشفاء.
واستهدفت طائرات الاحتلال منزلين في مخيم النصيرات، ما أدّى إلى استشهاد سبعة مواطنين بينهم أطفال، وإصابة نحو 15 آخرين، وجرى نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح المجاورة.
أما في خان يونس، فقد قصفت مدفعية الاحتلال محيط مستشفى ناصر الطبي، (خرج عن الخدمة كلياً)، ما أدّى إلى إصابة عدد من المواطنين وتضرر المباني، فيما لا تزال قوات الاحتلال تحاصر مستشفى ناصر، الذي يتواجد داخله نحو 120 مصاباً ومريضاً وطاقماً طبياً.
وفي المحافظة الوسطى، استشهد 6 مواطنين وأصيب عدد آخر بجروح، في قصف للاحتلال لمركبة مدنية في شارع أبو حسني بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
ووفق مصادر طبية فقد استشهد نحو 45 مواطناً جراء قصف الاحتلال المتواصل منذ الليلة الماضية على مناطق متفرقة من المحافظة الوسطى.
وفي شمال القطاع، أفادت مصادر طبية، باستشهاد عدد من المواطنين من ذوي الأمراض المزمنة نتيجة عدم تلقيهم الرعاية الطبية ونفاد الأدوية والغذاء والماء. ويقيم في الجزء الشمالي من قطاع غزة (محافظة غزة وشمالها) أكثر من نصف مليون مواطن لم يغادروا بيوتهم، يتهددهم خطر الموت جوعاً، وتمنع قوات الاحتلال إيصال شاحنات مساعدات غذائية للمواطنين في الجزء الشمالي من قطاع غزة بقوة السلاح، وتعرضت قوافل مساعدات إنسانية للقصف.
وفي رفح جنوبي القطاع، قصفت طائرات الاحتلال ثلاثة منازل في مخيم الشابورة وسط المدينة، كما أطلقت الزوارق الحربية عدة قذائف سقطت في محيط خيام النازحين في منطقة المواصي غرب رفح، ما أدّى إلى اصابة عدد كبير منهم، وجرى نقلهم إلى مستشفيات أبو يوسف النجار، والكويتي، والاماراتي في
المدينة.
وفي السياق، أفادت بلدية غزة، بأنّ قوات الاحتلال دمّرت نحو مليون متر مربع من الطرق والشوارع في القطاع منذ بدء العدوان وحرب الإبادة وحولت غزة إلى مدينة منكوبة تعيش كارثة حقيقية.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة، أمس الأربعاء، ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 29313 والإصابات إلى 69333 منذ السابع من تشرين الأول 2023.
وأشارت الوزارة في التقرير الإحصائي اليومي أنّ الاحتلال الاسرائيلي ارتكب 11 مجزرة في الساعات الـ24 الماضية ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 118 شهيداً و163 إصابة، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
وأظهر تقرير أعدّه باحثون مستقلون من الولايات المتحدة وبريطانيا، أنه لا يزال من الممكن أن يموت نحو 8 آلاف شخص آخرين في قطاع غزة خلال الأشهر الستة المقبلة، حتى لو توقف العدوان الآن؛ بسبب الأزمة في قطاع الصحة العامة الناجمة عن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول 2023.
وتعرضت مستشفيات في غزة للدمار بسبب العدوان، وبات أكثر من 85% من سكان القطاع وعددهم يبلغ مليونين و300 ألف نسمة بلا مأوى وسط ارتفاع حالات الإصابة بأمراض؛ مثل: الإسهال وسوء التغذية في مناطق اللجوء المكتظة.
ووردت هذه الأرقام في تقرير أعده أكاديميون في "كلية لندن" للصحة والطب الاستوائي ومركز "جونز هوبكنز" للصحة الإنسانية في الولايات المتحدة، وهي جزء من تقديرات أكبر لعدد الوفيات الإضافي الذي قد يسببه العدوان في غزة خلال الأشهر الستة المقبلة.
ويتوقع الباحثون أن تكون الإصابات البالغة هي السبب في غالبية الوفيات الإضافية في غزة إذا استمر العدوان أو تصاعدت وتيرته. لكن الوفيات الناجمة عن سوء التغذية والأمراض المعدية؛ مثل: الكوليرا وعدم القدرة على تلقي الرعاية لأمراض -مثل السكري- ستقتل الآلاف أيضاً.