الدبلوماسية العراقية.. تحدٍّ جديد لاستضافة القمة العربية

العراق 2024/02/25
...

 بغداد: حيدر الجابر

قدّمت الحكومة العراقية طلباً لاستضافة القمة العربية للعام 2025، لتكون رابع قمة تستضيفها بغداد بعد 1979 و1990، و2012.
وقال المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي: إنّ "العزلة التي عانى منها العراق إبّان النظام السابق، والحرب على الإرهاب، لم تتيحا الفرصة لتأهيل البنى التحتية الأساسية للدولة، بما يسمح باستضافة الأحداث الإقليمية والعالمية المهمة والكبيرة" .
وأوضح الأكاديمي والباحث بالشأن السياسي عبد العزيزي العيساوي، في حديث لـ"الصباح"، أن "رسائل داخلية وخارجية قد توجهها القمة العربية في حال تم عقدها في بغداد" .
وقال العيساوي: إن "استضافة القمة العربية في بغداد سيكون لها وقع إرسال أكثر من رسالة، منها خارجية أن العراق لم يعد متأثراً بالأحداث الإقليمية، وإنما بدأ منذ العام 2020 بلعب دور مؤثر ووسيط ويستقبل القادة العرب وغيرهم"، مضيفاً أن "العراق يريد إيصال رسالة بأن ما حدث من انتقالة في الدبلوماسية إنما هو نهج سيستمر مع كسر عزلة السنوات السابقة" .
وتابع أن "زيادة التأثير الدبلوماسي لأية دولة سيزيد من فعاليّاتها الاقتصادية والرياضية والاجتماعية وغيرها" .
وتابع العيساوي أن "القمة العربية هي أهم قمة يستضيفها العراق، وفي عام 2012 تم عقد قمة بغداد السابقة في ظروف حرجة أمنياً"، مبيناً أن "العراق حقق نجاحات واستقراراً سياسياً سيمكِّنه من استثماره على الصعيد الخارجي" .
وتطرَّق العيساوي إلى العامل الداخلي بالقول: إن "الحكومة تريد إقناع المواطنين بأنها ليست خدمية فقط، وأن دورها ليس محلياً"، مشيراً إلى أن "القمة العربية ستمنح العراق دوراً أكبر بالتزامن مع تراجع دور دول إقليمية وعربية انشغلت بصراع داخلي وخارجي، وعراق اليوم أفضل من عراق الأمس، بعد أن وضعت دول إقليمية وعربية في وضع حرج فرضته الحرب في غزة " .
في حين، قال المستشار السياسي لرئيس الوزراء فادي الشمري لـ"الصباح": إن "طلب استضافة القمة العربية المقبلة يعكس رغبة العراق في المساهمة بشكل فعّال في الشؤون العربية وتعزيز دوره في تعزيز التعاون وتحقيق التنمية" .
وذكر الشمري أن "ما تحقق من استقرار أمني يشهده العراق، عامل أساس لجذب القمم الدولية والإقليمية" .
بينما رأى الأكاديمي والباحث في الشأن السياسي حيدر علي أن "الدبلوماسية العراقية تؤسس لمرحلة جديدة، وهي تغيير الخطاب السياسي العراقي وإرسال رسائل تطمين للمحيط العربي والإفصاح عن رغبة عراقية حقيقية في الارتباط بالمصالح والحصول على قدر من التمكين في الأداء" .
وأكد علي، لـ"الصباح"، على "دور الدبلوماسية المنتجة التي تكون من مخرجاتها قوة مرتكزات سياسة الدولة الخارجية بعَدِّها من أدواتها الفاعلة "، لافتاً إلى أن "استضافة بغداد للقمة العربية أحد معطيات نجاح المسار الدبلوماسي العراقي وإضافة يمكن أن تكون نوعية تحسب لستراتيجية الدبلوماسية العراقية التي تعتمد على الاستمرارية والقدرة على الاختيار ما بين البدائل" .
وتابع أن "القمة في بغداد قد تكون مدخلاً مهماً يضاف إلى عناصر قوة العراق وفاعليته في بيئته الإقليمية العربية ولها عدة مؤشرات لعل الأبرز منها انعكاس الإجماع العربي في القمة ومركزه بغداد على القرار العربي"، ولفت إلى أن "مواقف العراق المبدئية من القضية الفلسطينية، وقدرة العراق على لعب دور الوساطة المحورية بين الأطراف الفاعلة في المنطقة، إضافة إلى الجانب المعنوي بالقمة وانعقادها كا ذلك يؤشر مكانة العراق ضمن مجاله الحيوي العربي" .
ونبَّه علي إلى أن "الأهم من بين ذلك قبول الآخر أي مدى تقبُّل الحاضنة العربية لعودة العراق لمكانته ووزنه الطبيعي حتى إن كان نسبياً"، وشدَّد على أن "كل هذه المعطيات بما فيها انعقاد القمة في بغداد سيكون مرتبطاً بمجموعة محدِّدات أهمها امتلاك العراق لاستقلالية قراره السياسي والقدرة على صناعة أمنه المرتبط إقليمياً وستراتيجيات السياسة الخارجية القائمة على الحياد والابتعاد عن المحاور" .