ضيّف نادي السرد في اتحاد الأدباء القاص والروائي ابراهيم سبتي احتفاءً بمنجزه الإبداعي، وبحضور عدد من الأدباء والمثقفين.
وتحدث الروائي علي لفتة سعيد الذي ادار الجلسة عن تجربة إبراهيم سبتي الأدبية، وكيف أنه كاتب مهم في السردية العراقية سواء بالقصة أو الرواية أو المقالة النقدية، كما وقد طرح العديد من الأسئلة المهتمة بالسردية العراقية، فضلا عن نتاج المحتفى به.
توقف إبراهيم سبتي على النقد والنقاد، قائلاً: هناك نقاد كثيرون هم مشجعون - وانا احترمهم- جدا، ولكن هناك أيضا نقاد لا اسميهم نقادا وإنما قارئون جيدون، وأنا اعتبرهم قراء وليسوا نقادا، ولأن الناقد يمتلك الأدوات والمناهج والمدارس النقدية التي يشتغل عليها، أما الباقون – القراء الذين يدعون اجادتهم لصناعة النقد- حتى ادواتهم تكون فقيرة، كما أنهم يعكزون على الآراء الجاهزة والمسبقة في العمل.
ومن السرديات القصصية التي تناولها المحتفى به: قصة مدرس يحلم بزيارة أميركا والالتقاء بالممثل العالمي المعروف كلينت ايستوود.
ولكن كيف الوسيلة للوصول، فيحلم بالالتقاء بهذا الممثل، الذي يتهمه بأنه ليس الشخص الذي راسله حتى يلتقي به،”فهو يمتاز بوجود شامة في وجهه وليس لديك شامة، فتبدأ المفارقات فإما بتسليمه للشرطة باعتباره مهاجرا غير شرعي، أو بالعمل لمدة خمسين سنة خادما في قصره حتى موته، كعقوبة لأنه قد زور الشخصية التي كان يراسلها الممثل. وهكذا تدور احداث القصة عن نجاة هذا المدرس من الموت المحقق بتفاصيل كثيرة تدخل القارئ بالحرب ووجود المارينز وغير ذلك من نجاته ايضا من طائرات (أف ١٦).. حتى يصحو بعد كل الاحداث هذه في الثامنة والنصف صباحاً ويقول تأخرت عن الدرس الأول.
جلسة الاحتفاء بالسبتي، تخللها العديد من المشاركات النقدية والمداخلات منها لمنذر عبد الحر، كمال لطيف سالم، حسين الجاف، د. نجاح كبة، عبد الزهرة علي، حسن البحار.
وتحدث الناقد علوان السلمان في ورقته النقدية التي شارك فيها بعنوان “المفارقة المحركة للذاكرة في بائع الضحك” المجموعة القصصية لإبراهيم سبتي، وتناول الناقد نصوصها المختلفة في تشكيلها وامتداد فضاءاتها واختلاف عنواناتها المؤدية إلى رحم كل نص، والتي أسهمت دار ميزوبوتاميا في نشرها وانتشارها، وقال عبر ورقته أنها تكشف عن انسيابية تعلن بدلالتها عن اكتناز مشحون بإيحاء اللحظة الوامضة التي تعبر عن جموحها وتمردها باعتماد مهارة التكثيف والاختزال والتركيز بانتقاء الالفاظ الموحية الدالة والقابلة للتأويل، فضلا عن انها تجمع بين الذاتي والموضوعي والواقعي والتخيلي بالرغم من قصرها ومحدودية ألفاظها فضائيا وتركيبيا، كونها تعتمد الإيجاز في عباراتها وانتقاء الفاظها التعبيرية الرامزة فتقدم نصاً مراوغاً. عبر ايقاع يحيرك الذاكرة ويستفز الوجدان من اجل استيعابها السياقات والدلالات. السايكو سيولوجية (النفسية/ الاجتماعية).
أما مداخلة الناقد علي شبيب فقد تطرق فيها الى تجربة المحتفى به، وقال: إبراهيم السبتي واحد من القصاصيين والروائيين الذي عرفته بتواصل يومي عبر منجزه الذي تعدد بين القصة والرواية والمقال النقدي، إبراهيم من جيل استطاع أن يتجاوز حيل ومماحكاة واغراءات وترهيب الحرب.
وركز شبيب على امتيازات نص المحتفى به وانشغاله بالمجريات الراهنة في العراق منذ بدء كتابته وإلى الآن لم يغادر هذه المنطقة على الاطلاق، بل كان نصيرا ومنحازاً للناس المظلومين بهذا المجتمع وكما نعرف التحولات الضاربة التي حدثت في العراق.
وأشار شبيب إلى أن نص إبراهيم سبتي لم يقترب من الحشو وهي محبوكة ولا توجد فيه مفردات أو جمل لا تخدم النص، هو حريص على أن يبقي علاقة جمالية بينه وبين المتلقي، هذه العلاقة أو الفسحة الجمالية تسهم في تحرير المزيج المعرفي بين الطرفين عبر التداولية ضمن شطرات النص المتعارف عليها، وكذلك أن هذه الفسحة تبعد القارئ على أن يكون مباشرا.