بغداد: شكران الفتلاوي
دعا مختصون في الشأن الاقتصادي والمالي إلى توسيع انفتاح البلد على الاستثمارات مع الجانب الأوروبي، خاصة بعد خروج الشركات الأوروبية من الاتفاقات الروسية طويلة الأمد، مبينين أن زيارة رئيس الوزراء الأخيرة إلى هولندا تمثل بوابة لهذا الانفتاح.
وقال الخبير الاقتصادي الدكتور مصطفى حنتوش لـ”الصباح”: إن هناك فرصة حقيقية للعراق للشراكة مع أوروبا، خاصة أن الأخيرة كانت لها شراكات طويلة مع روسيا وأوكرانيا في مجال الطاقة.
ولفت إلى أن أوروبا حالياً في عزلة بسبب الأحداث الأخيرة، منوهاً بأنه بالإمكان استغلال هذه الشراكة كبلد نفطي والتعاون مع الشركات الأوروبية خاصة أنها تبحث عن بلدان لتسويق منتجاتها ومنها المنتجات الحيوانية والبذور.
وأشار حنتوش إلى أن معظم البلدان في أوروبا، تبحث عن شراكات لتسويق منتجاتها وخاصة مع البلدان النفطية، والعراق واحد من تلك البلدان، يمتلك ثروات نفطية هائلة، كما أن البلد بحاجة إلى خبراتهم في مجال الثروة الحيوانية والبذور.
وتابع أن الشراكات مع هذه البلدان وخاصة الاتحاد الأوروبي حالة في منتهى الإيجابية، خاصة أنهم في مرحلة بحث عن شراكات بعد خروجهم من الاتفاقات الروسية الطويلة الأمد والاستغناء عن الغاز والنفط الروسي.
من جانبه، قال الخبير الاقتصادي صفوان قصي،: إن زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى هولندا مؤخراً تعدُّ مفتاحاً لإقناع المستثمر الأوروبي بالشراكة مع العراق.
وقال صفوان في تصريح صحفي: إن سياسة حكومة السوداني من الواضح أنها ماضية باتجاه جعل الاقتصاد العراقي يمضي نحو العالمية، مؤكداً أن لدى البلد موارد غير مستغلة في كل القطاعات وهناك فرصة لربط منظومة آسيا مع الاتحاد الأوروبي بعد إكمال ميناء الفاو في البصرة.
وأضاف أن البلد بحاجة إلى استثمارات من الجانب الأوروبي واستغلال ميناء (روتن دان) الهولندي الذي يعد أكبر ميناء في غرب أوروبا وهو عبارة عن بوابة نقل إنتاج ألمانيا وبريطانيا وباريس وبلجيكا وأن نحو 500 مليون طن من البضائع يتم دخولها عبر هذا الميناء سنوياً.
وبيَّن أن ربط ميناء الفاو بميناء روتن داون من خلال تركيا التي تعد شريكاً ستراتيجياً لنقل السلع والبضائع والأشخاص، وأن هولندا بالنسبة للعراق ستكون محطة الاتصال، كما أن الاتحاد الأوروبي بدأ يبحث عن استيراد سلع
بديلة للغاز والنفط.
ولفت إلى أن وجود السوداني في هولندا هو مفتاح لإقناع المستثمر الأوروبي بالشراكة عبر شركات التأمين البريطانية العملاقة، مشيراً إلى إمكانية نقل جزء من خطوط الإنتاج الألمانية والإيطالية إلى داخل العراق باعتبار أننا
نمتلك الطاقة الإنتاجية.
بدوره، قال المهتم بالشأن الاقتصادي عماد الفتلاوي لـ”الصباح”: إن التوجهات الأخيرة للدولة بوضع خارطة طريق لتفعيل التعاون مع الجانب الأوروبي تمثل خطوة مهمة في طريق التكامل الاقتصادي، لافتاً إلى وجود جهود مكثفة لحلحلة المشكلات والتحديات في هذا الجانب، خاصة في مجال البناء والإنشاءات والصناعة وحتى في جانب الزراعة والثروة الحيوانية.