رحلة إيمانيَّة مليئة بالمحبَّة والطاعات

ولد وبنت 2024/03/11
...

  سرور العلي 

تحرص الشابة زينب كريم (أم لطفلين)، على الاستعداد التام لاستقبال شهر رمضان من كل عام بلهفة وحب، فتقوم بتزيين جدران منزلها بأدوات الزينة الخاصة بهذا الشهر من الأسواق، مثل الفوانيس والأضواء والخيم، والأطباق التراثيَّة، وشراء المواد الغذائيَّة واللحوم والخضراوات، لإعداد أصناف مختلفة من الأطباق والحلوى، وتقول عن ذلك مبتسمة: {يعد رمضان من الأشهر القريبة إلى قلبي، وله لمسة خاصة ومميزة وروحانيَّة عالية، ففيه تزداد التقوى والسكينة وصفاء الذهن والروح، وتنتشر فيه الأجواء الإيمانيَّة}. وتطمح كريم أن تكون أسعار السلع والمواد مناسبة للتبضع، لا سيما أنّها ترتفع مع كل اقتراب لهذا الشهر، ما تسبب بتراجع حركة السوق.

ويركز الطالب الجامعي أحمد داوود على الجانب النفسي للتهيؤ للشهر الفضيل، من خلال أداء العبادات وصيام شعبان، وقراءة القرآن الكريم والنية، وإعطاء الصدقة للاستعداد للصيام والعبادة والصلوات، واغتنام الفرصة للتقرّب من الله سبحانه وتعالى.

وترى زميلته الطالبة فاطمة علي أنَّ هذا الشهر هو فرصة يمكننا استثمارها، للتزود بالطاعات ومصاحبة القرآن، والمداومة على ذكر الله من دون انقطاع، لا سيما أنه من أفضل أشهر العام، ويعد حدثا سنويا حافلا بالواجبات الدينيَّة، وهناك عدة خطوات للاستعداد له، ومنها النية والعزم والإخلاص، والإرادة ومحبّة الخالق، ومعرفة أحكام الصيام، وضوابطه وواجباته.

ولفت الموظف الشاب وسام رحيم إلى أنَّ شهر رمضان هو خطوة إيجابيَّة للشباب، لضبط النفس، والحد من الشهوات والملذات، والتغلّب على العادات السيئة، واستبدالها بأخرى جيدة، والاكثار من الصلاة وذكر الله، والابتعاد عن الانحراف، والسير على الطريق القويم، والالتزام بالتعاليم الدينيَّة، والتغيير من أنفسنا نحو الأفضل، والتوبة وطلب العفو والمغفرة من الله عز وجل، والتضرّع له والاستغفار الدائم، بخاصة أن الأجر يتضاعف في هذا الشهر، ويتجدد الإيمان

فيه.

وتستعد حوراء محمد (طالبة في مرحلة الثانوية)، بالوقوف إلى جانب والدتها في المطبخ، لإعداد أطباق عراقيَّة مشهورة، كالدولمة والكبة بمختلف أنواعها، والبرياني والمقلوبة والطرشانة، والعصائر والحلوى، كالكاسترد وحلاوة الشعيرية والمحلبي، كذلك ارسال بعضها إلى الأسر المجاورة لمنزلهم، كما اعتاد العراقيون على هذا التقليد المتوارث، لإرساء أسس المحبة والخير بين الجميع.

واعتاد حسين جبار على لعب “المحيبس”، وهي من الألعاب المشهورة في البلاد، وتلعب بعد انتهاء وجبة الافطار، وتكون من فريقين يتنافسان على خاتم، وقال عن ذلك:”بعد أداء واجب الصيام، نجتمع في منزل أحد الأصدقاء، لتبادل الأحاديث ولعب المحيبس، وتناول الحلوايات كالبقلاوة والزلابية، وشرب العصائر”.

كما يحرص الموظف فراس صالح على التنزه مع أسرته بعد الافطار في أحد المولات التجارية، أو المتنزهات أو زيارة المراقد الدينيَّة والأضرحة، والاستمتاع بالأنشطة الدينيَّة، وشراء الحلوايات الرمضانيَّة.

فيما يهتم الشاب حسن عبد الرحمن بحضور الفعاليات التي تقام في كل عام بشارع المتنبي، من ندوات ثقافيَّة وأمسيات، ومسابقات بين الحاضرين.

التربوي إياد مهدي عباس بيَّنَ: “دخلنا  شهر رمضان المبارك، الذي هو من أقدس الشهور عند الله، ففيه أنزل القرآن الكريم، هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان، وهو من الشهور المقدسة عند المسلمين في كل بقاع الأرض، وطريقة الاستعداد قد تختلف من شخص لآخر، وينبغي للشباب أن يستعدوا نفسياً، من خلال تهيئة الأجواء الإيمانيَّة، وعقد النية في إعلان التوبة، والاقلاع عن المعاصي والاستعداد لبذل الجهد في العبادة والطاعة لله تعالى، لنيل الثواب الجزيل، والتزود بالتقوى في هذا الشهر الذي أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، كما جاء في الحديث النبوي الشريف، ومن الضروري أن لا يتم تركيزهم على الجانب المادي فقط، كالطعام والشراب، والاكثار من شرائها بشكل مبالغ فيه، واهمالهم الجوانب النفسيَّة والروحيَّة، وتجليات الروح من خلال الاستجابة لما أمر الله تعالى به المسلم، من الصوم عن الطعام، وترك المعاصي وملذات الجسد، وإعطاء فرصة للروح، كي ترتقي وتسمو في عالم الفيض الرباني، والغوص في بحر العبادة والطاعة، واستخراج مكنونات الأجر والثواب، وغفران الذنوب، والاكثار من القيام والدعاء في لياليه وأيامه”.