بغداد: عمر عبد اللطيف
عرض سفير جمهوريَّة كوريا الجنوبية في العراق حصيلة العلاقة السياسية والاقتصادية بين البلدين، وبينما أشار إلى تقديم سيئول المنح الإنمائية إلى بغداد منذ العام 1991 بمجموع 600 مليون دولار، أكد أنَّ التبادل التجاري بين البلدين يتجاوز الـ9 مليارات دولار.
وقال سفير كوريا لدى بغداد سونغ سو جوي في لقاء أجرته معه "الصباح" إنَّ بلاده "قدمت المساعدات الإنسانية السنوية منذ العام 2003، من خلال وكالات الأمم المتحدة لتغطية مختلف القطاعات في الصحة والتعليم وغيرها، كما شاركت الوكالة الكورية للتنمية الدولية (كويكا) في تقديم المنح الإنمائية منذ العام 1991، بإجمالي نحو 600 مليون دولار، بينها مركز الرعاية الحرجة في مدينة الطب ببغداد بتكلفة 39.5 مليون دولار، ومستشفى معالجة أمراض القلب للأطفال في ذي قار بتكلفة 25 مليون دولار".
جوي أكد خبرة الشركات الكورية في مشاريع أنظمة الري وتحلية المياه والبحوث والتكنولوجيا الزراعية وإدارة المياه، ويمكنها المساعدة بمشاركة خبرتها ومعرفتها وتحقيق التعاون بين البلدين، مع حل مشكلة التغير المناخي والتصحر في العراق من خلال تطبيق طرق وتقنيات حديثة للحفاظ على البيئة. وأضاف السفير الكوري أنَّ "العراق يمتلك رابع أكبر احتياطي من النفط الخام في العالم، ويهتم اليوم بتطوير البنية التحتية لتحسين صناعة النفط والغاز وقدرات التصفية والتكرير، بينها تشغيل مصفى كربلاء بشكل كامل، للاستغناء عن 90 % من حجم المشتقات المستوردة"، موضحاً أنَّ "كوريا خامس أكبر قدرة لتكرير النفط في العالم بثلاث من أكبر خمس شركات تكرير وهي "هيونداي، جي إس، وإس كاي" التي شاركت بإنشاء مصفى كربلاء، وأظهرت كفاءتها وجدارتها، وقد حافظت الحكومة العراقية على هذه الشراكة لثقتها في قدرتها بكوريا".
وتطرّق السفير الكوري إلى مشاركة الشركات الكورية في المشاريع العراقية الستراتيجية، بينها ميناء الفاو الكبير، لافتاً إلى "اعتبار العراق سوقًا مهمة للصادرات الكورية وأبرزها السيارات والإلكترونيات، والتي بلغ حجمها ملياراً و196 مليون دولار، إذ يفضل المستهلكون المنتجات الكورية لجودتها العالية وأسعارها المعتدلة، أما حجم الاستيرادات من العراق فبلغت 7 مليارات و900 مليون دولار وتشمل النفط الخام ومنتجاته، وبينما قد يختلف حجم التبادل مع مرور الوقت، فقد كان ولا يزال هناك حضور لكوريا في المشهد الاقتصادي العراقي على مر السنين بسبب العلاقات الودية والتفاهم المتبادل بين البلدين".
ويرى السفير الكوري أنَّ "بالإمكان دمج مزايا كلا البلدين معًا لتحقيق مشاريع ذات قيمة وفوائد كبيرة للعراق، كما أنَّ كوريا تتطلع دوماً إلى المساهمة في مشاريع التنمية وإلى توسيع شراكتها مع العراق الصديق"، معرباً عن استعداد بلاده "للمشاركة في بناء الطرق والجسور كما حصل في ثمانينات القرن الماضي وتطبيق كفاءتها إذا تم طلبها في مشروع ذي منفعة متبادلة، إذ دخلت شركةMarine Service STX الكورية في التعاقد مع وزارة الكهرباء العراقية لبناء وإعادة تأهيل محطات توليد الطاقة، بينما تعمل الوكالة الكورية للتنمية الدولية (كويكا) على منحة للجانب العراقي لمشروع دعم وإعادة تأهيل المولدات المتضررة للتوزيع، ونأمل أن تسهم هذه المشاريع في تطوير وتحسين واقع الطاقة الكهربائية في العراق".
واعتبر السفير الكوري جهود بلاده في العراق "جزءاً من خطط إعادة الإعمار والتنمية، بوجود رغبة خالصة في سيئول لتطبيق خبرتها ومساعدة العراق بعد معاناته من الصراعات وعدم الاستقرار والذي أثر في البنية التحتية للبلاد". وبخصوص الجوانب الرياضية والثقافية والعلمية بين البلدين، أكد سفير كوريا الجنوبية في العراق أهمية التبادل الثقافي مع العراق بالنسبة لكوريا، "لأنَّ الثقافة تلعب دوراً في الترابط بين الشعوب وتعزز الصداقة بينهم، فعلى سبيل المثال، رياضة التايكواندو وهي أحد فنون الدفاع عن النفس تعتبر رياضة تقليدية كورية، سفارتنا تقيم بطولة كأس السفير للتايكواندو من كل عام بالتعاون مع اتحاد التايكواندو العراقي لتشجيع ازدهار هذه الرياضة في العراق، ويشارك بها العديد من المتسابقين الرياضيين والمحترفين من مختلف الأعمار". وتابع السفير، "لاحظنا أنَّ العديد من الشباب العراقيين يبدون دوماً إعجابهم بالثقافة الكورية لتعرفهم عليها من خلال الدراما وموسيقى الكي-بوب، لهذا تقيم سفارتنا مهرجانًا ثقافياً سنوياً، ويشمل أيضاً الطعام الكوري وقد تجاوز عدد الحضور في أحد المهرجانات ألف شخص وهو ما أدهشني وأسعدني، لأنَّ ذلك يعني أنَّ لكوريا مكانة خاصة لدى الشعب العراقي، بالإضافة إلى ذلك، تقدم الحكومة الكورية منحاً دراسية مدفوعة بالكامل في كوريا كل عام للدراسات العليا، وهذه فرصة رائعة للدراسة في كوريا واستكشافها والتعرف على ثقافتها".
تحرير: علي عبد الخالق