د عدنان لفتة
استبشرنا خيراً بتصريحات مدرب منتخبنا الوطني خيسوس كاساس المؤكدة دوماً على سعيه الدؤوب لبناء منتخب قوي يمكن العراق من بلوغ كأس العالم 2026 وتقليص المسافة إلى المراكز الأولى في تصنيف آسيا للمنتخبات الوطنية.
تصريحات حظيت باستمرار بدعم الإعلام والشارع الرياضي الراغب بتشكيلة كفاءات قادرة على تحقيق أفضل الحضور والنتائج في المشاركات الدولية، لكنَّ كاساس بدأ يفاجئ الجميع بدعوات لاعبين لا تدخل ضمن مراحل البناء الحقيقي القاضي بالاعتماد على عناصر شابة للحاضر والمستقبل، عناصر يمكن الاستفادة منها لتقوية فريقنا وإيجاد التجانس والتماسك النافع لنا بمواجهة كبار القارة وليس تغيير الأسماء باستمرار وإعادة استدعاء لاعبين جربوا كثيراً ونالوا فرصتهم ولم يحققوا الطموحات والنتائج المرموقة التي نبحث عنها.
كاساس بدأ يعيد إلى الواجهة لاعبين رافقوا الإخفاقات والعثرات التي مرت بها كرتنا بينما تغافل عن دعوة الأسماء الأفضل في منافسات الدوري والتي يتوجب رعايتها والاهتمام بها وفق قاعدة مكافأة الأفضل وتمييزه عن الآخرين كي يكون حافزاً للجميع من أجل تحسين مستوياتهم وإبداعهم ونجد الأفضل يتدرج في الوصول للمنتخبات الوطنية.
الأرقام في كرة القدم هي الدالة على قيمة أي لاعب ومجهوداته واستحقاقه والغريب أنَّ الحارس الأفضل في المرحلة الأولى (حارس مرمى زاخو علي كاظم) لم تتم دعوته رغم أنَّ شباكه لم تصب إلا بثمانية أهداف فقط في أفضل رصيد بين جميع الحراس.
ومع علمنا جميعا أنَّ تشكيلة مباراة الفلبين الأولى في البصرة سيغيب عنها المهاجم أيمن حسين إلا أنَّ المدرب لم يستدع أي مهاجم آخر تعويضاً له وبقي مهند علي ميمي المهاجم الوحيد المتوفر بعد قرار عدم تواجد علي الحمادي بذريعة نيل الاستشفاء في فترة التوقف الدولي!!
التشكيلة مزدحمة بلاعبي الوسط الذين بلغ تعدادهم 13 لاعباً والأكيد أنَّ المدرب كاساس سيلجأ إلى التحوير لدفع أحدهم أو اثنين منهم إلى الهجوم وذلك بعض الحل لتسمية توليفة مناسبة، وعناصر الوسط معروفة في قدراتها وقابلياتها فما معنى دعوة صفاء هادي وأحمد ياسين في ظل هذه التخمة بلاعبي الوسط!!
المنطق كان إجراء عملية تقييم لمشاركتنا بكأس آسيا ووضع اليد على الثغرات التي أفقدتنا فرصة مواصلة المنافسة بالبطولة مع الإقرار بالظلم التحكيمي الذي تجرعنا مرارته لكننا هنا نتحدث عن الأخطاء المرتكبة من المدرب كاساس نفسه في عدم إدارة المباراة بشكل مناسب بعد طرد أيمن حسين، لابد من فحص أداء اللاعبين الذين ظهروا أشباحاً أمام الأردن في الوقت الذي انتظرنا منهم بريقاً وتألقاً يثبت أنَّ رقصاتهم في الدخول إلى ملعب المباراة معبرة عن القوة والحماسة والرغبة بالنجاح وليس استخفافاً واستهانة بالفريق الأردني دفعنا ثمنها قاسياً!!
التشكيلة المستدعاة لم تحقق طموحات الشارع الرياضي ولم تلب رغبات البناء الحقيقي الذي نتمناه لصناعة منتخب يهابه الجميع وقادر على تحقيق أفضل النتائج بكل الألق والعنفوان.
إعادة تدوير الأسماء لا تحقق أحلامنا ونخشى معها أن نفقد كل خطوات النجاح التي عملنا لأجلها عاماً كاملاً