بغداد: رحيم رزاق الجبوري
رأى عدد من المتخصصين في مجال التحكيم أنَّ تجربة حكم الفيديو المساعد التي تُعرف بـ (VAR) في دوري نجوم العراق حديثة العهد في ملاعبنا وتحتاج إلى المزيد من الخبرة كونها ما زالت في باب التطوير، متوقعين في المستقبل زيادة دقة القرارات عند تفسير الحالات، مطالبين في الوقت ذاته أهل الشأن الكروي بتقبلها والمساهمة في إنضاجها إلى جانب إدخال اللاعبين والإداريين في دورات وورش تدريبية مستمرة من أجل فهم القواعد الموضوعة لقانون اللعبة والتي تسهم بتقليل الاعتراضات المتكررة التي تحصل في اللقاءات.
أول المتحدثين إلى “الصباح الرياضي” كان الحكم الدولي السابق وخبير التحكيم رعد سليم الذي يؤكد أنَّ “تجربة حكم الفيديو المساعد التي تعرف بـ«VAR» في العراق جديدة وتحتاج إلى المزيد من الخبرة، ومع مرور الوقت يتحسن الأداء ويسهم في اتخاذ القرارات الصائبة»، مشيراً إلى أنَّ «هذه التقنية ليست مكتملة من حيث عدد الكاميرات واختيار اللقطات من عدة زوايا إلى جانب غياب تكنولوجيا تحديد اللاعب المتسلل».
ومضى يقول: “في دورينا هناك الكثير من المتابعين واللاعبين يحمّلون حكام الـ«VAR» أسباب اتخاذ القرار والتأخر فيه، بينما واجبهم يتلخص في تحضير الحالات وتقطيعها وعرضها على الحكم لاتخاذ القرارات وفي بعض الأحيان يطلب الحكم مراجعة حالة معينة لا يقع نظره عليها ليتم استدعاؤه لمعاينتها».
ويشدد على أنَّ « VARلاقى نجاحاً في مونديال روسيا 2018 وقلل من الأخطاء التي كان يرتكبها الحكام من دون قصد وتسببت في تغيير نتائج المباريات وطبقت هذه التقنية في أربع حالات فقط، وهي: اتخاذ القرارات المتعلقة بتسجيل الأهداف، وركلات الجزاء، والبطاقات الحمراء، وتصحيح خطأ لاعب معاقب».
بدوره يطالب الحكم الدولي أحمد كاظم بضرورة إدخال اللاعبين والإداريين في دورات وورش تدريبية مستمرة من أجل فهم القواعد الموضوعة لقانون اللعبة، وتقليل الضغوطات والاعتراضات المتكررة على قرارات الطواقم التحكيمية، كونها تجربة حديثة وسترافقها مشكلات وعوائق ستعالج وتنتهي بمرور الوقت”، متمنياً على أصحاب اللعبة من لاعبين ومدربين “فهم بروتوكول هذه التقنية جيداً وعدم التجمهر حول الحكم عند كل حالة يتخذها، مطالبين إياه بالرجوع لغرفة الفار وهذا مخالف لشروط البروتوكول».
وينوه بأنَّ “هذه التجربة تحسب للاتحاد العراقي المركزي الذي وفر جميع مستلزمات النجاح من أجل تطبيقها وقريباً ستجلب الفائدة المرجوة والكبيرة للدوري والحكام على حد سواء، كما هي خطوة تدل على مواكبة التطور الحاصل في لعبة كرة القدم”، واصفاً الحكم العراقي بأنه “يحمل قيمة عالية ويمتلك طاقات كبيرة وفهماً عالياً في تطبيق قانون اللعبة، لكنه يحتاج إلى الدعم والمساندة».
بدوره يقول أحد الحكام الدوليين، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، إنَّ تجربة VAR هي مختصر لثلاث كلمات (حكم الفيديو المساعد Video Assistant Referee) في الملاعب العراقية وقد شاهد الجميع أنَّ حكام دوري العراق استعانوا بهذه التقنية في حالات الهدف، وركلة الجزاء، وحالات الطرد المباشرة، والخطأ في تحديد هوية اللاعب».
ويعتقد في ختام حديثه أنَّ “هذه الخدمة ستسهم بشكل كبير في زيادة دقة قرارات الحكام في لعبة كرة القدم رغم حداثتها، ومع مرور الزمن ستوسع مدارك الفهم والاستخدام الأمثل لها من قبل الحكام والإداريين والمدربين والجماهير واستيعاب أهميتها في تحقيق العدالة».