جنان الهلالي 

تشكل المرأة عنصراً حيوياً وأساسياً في بناء المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات وعقبات تعترض طريقها نحو التمكين الكامل والمشاركة الفعالة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. حيث تعتبر رحلة المرأة نحو التمكين والتغيير رحلة مليئة بالتحديات والإنجازات.

فعلى الرغم من التقدم الذي تحقق في العديد من المجتمعات، إلا أن العديد من النساء ما زالوا يواجهون التمييز والظلم وقيوداً اجتماعية تحول من دون تحقيق حقوقهن الأساسية في عالمنا اليوم، حيث تتحدى المرأة التقاليد والأعراف القديمة، وتسعى بجدية نحو تحقيق مكانتها ودورها في المجتمع.

يتجسد هذا السعي في مواجهة التحديات وتحقيق التغيير من خلال التمكين الذاتي والتحرك النشط نحو تحقيق الأهداف. في عالم مليء بالتحديات والتغيرات. فالمرأة محور أساسي في تشكيل مستقبل البشريَّة. إنّها ليست مجرد شريكة في الحياة، بل هي قوة حقيقية تمتلك القدرة على إحداث التغيير وتحقيق التميز. كما تعد المرأة محركاً أساسياً للتغيير والتطور في المجتمعات، فهي تجسد القوة والإرادة والعزيمة في مواجهة الصعاب وتحقيق النجاح. ومن خلال دورها الفعّال في مختلف المجالات، تعزز المرأة الابتكار والإبداع، وتسهم في بناء مستقبل أفضل للجميع. إنّها تجسد الأمل والإرادة في بناء مجتمعات أكثر تفاعلية وعادلة، حيث يتمتع الجميع بالفرص والحقوق بغض النظر عن النوع الاجتماعي أو الخلفية الثقافية. يضمن التمكين الحقيقي للمرأة العديد من الفوائد للمجتمعات بأسرها، حيث يتعزز دور المرأة في تحقيق التنمية المستدامة وبناء مجتمعات أكثر عدالة واستقراراً. كما تعتبر رحلة المرأة نحو التمكين والتغيير أكثر من مجرد مسار، إنها مغامرة مليئة بالإصرار والإيمان بالقدرة على تحقيق الأحلام. ورغم شعارات الحرية ما زالت المرأة تحت مطرقة العقبات وتواجه تحديات متعددة في مسارها، من التمييز الجنسي إلى العقبات الثقافية والاقتصادية. 

إنّ رحلة المرأة نحو التمكين تتطلب تغييراً جذرياً في الفكر الاجتماعي والثقافي، وتعزيز دورها في صنع القرار والمشاركة الفعّالة في جميع المجالات. ويتطلب السعي الجاد لتمكين المرأة توفير فرص متساوية للتعليم والتدريب، وتشجيع الابتكار وريادة الأعمال، وتعزيز حقوق المرأة وحمايتها من جميع أشكال التمييز والعنف. ويكمن نجاحها في قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص وتغيير الواقع نحو الأفضل. إن تمكين المرأة يعني تمكين المجتمع بأسره. وهو مسعى يجب علينا جميعاً العمل عليه. ويتطلب جهوداً مستمرة وتعاوناً من جميع أفراد المجتمع، وهو استثمار يستحق الجهد لبناء مجتمعات أكثر تسامحاً وتقدماً للجميع.

وأهم الخطوات التي يمكن للمرأة اتخاذها لتعزيز نجاحها وتمكينها:

* التعليم والتدريب: السعي للحصول على التعليم والتدريب المناسبين يمنح المرأة المهارات والمعرفة اللازمة لتحقيق أهدافها والتأثير بشكل إيجابي في مجال عملها.

*تطوير المهارات الشخصية: تعزيز المهارات الشخصية مثل الاتصال الفعّال، والقيادة، وحل المشكلات، يساعد المرأة على تحسين أدائها والنجاح في مجال عملها. *التواصل والشبكات الاجتماعية: بناء شبكات علاقات قوية وتواصل مع الأشخاص المؤثرين في مجالها يمكن أن يفتح أبواباً لفرص جديدة ودعم مستقبلي.

*تحديد الأهداف ووضع خطط عمل: تحديد أهداف واضحة ووضع خطط عمل ملموسة يساعد المرأة على التركيز وتحقيق نتائج إيجابية.

*الاستماع إلى الذات والثقة بالنفس: الاستماع إلى أصواتها الداخلية والاعتماد على قدراتها يمكن أن يمنح المرأة الثقة اللازمة للتصدي للتحديات وتحقيق النجاح.

*التوازن بين الحياة العملية والشخصية: السعي لتحقيق توازن صحي بين الحياة المهنية والشخصية يساعد المرأة على الشعور بالرضا والسعادة في حياتها بشكل عام.

*الدعم الاجتماعي والأسري: الحصول على الدعم والتشجيع من الأسرة والأصدقاء يمكن أن يكون عاملاً مهماً في تعزيز ثقة المرأة ومساندتها في رحلتها نحو التمكين والنجاح.

في الختام، فإن قوة المرأة ليست فقط في قدرتها على تحمل المسؤوليات وتحقيق النجاح، بل في قدرتها على تحويل التحديات إلى فرص وتغيير الواقع نحو الأفضل. إن تمكين المرأة يعني تمكين المجتمع بأسره، وهو مسعى يجب علينا جميعاً العمل عليه بتعاون وتضافر الجهود، وهي مسؤولية تقع على عاتق الجميع لدعمها وتعزيزها بكل الوسائل الممكنة.