بغداد: علي موفق
وجنان الأسدي
في كلِّ مرة تنبّه الأمطار على هشاشة وقدم البنى التحتيَّة لأغلب المحافظات وحاجة أغلب المناطق إلى الالتفات من قبل الجهات المعنية لتنفيذ شبكات ومشاريع جديدة تسهم بعدم غرقها ومأساتها المتجددة مع هطول زخات المطر، لا أن تكتفي بأعمال فوقية تسر الناظرين.
وفوق كل هذا وذاك، وبدلاً من أن تسارع الحكومات المحلية في المحافظات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لنجدة المنكوبين وبيان عودة نشاطها إلى الواجهة، نجدها تسارع لإعلان العطل.
وتسببت الأمطار الغزيرة الأخيرة الهاطلة على أغلب مناطق البلاد بتضرر مناطق عديدة في شمال ووسط وجنوب البلاد في مشهد أصبح مألوفاً نتيجة قدم أغلب مشاريع البنى التحتية وعدم تنفيذ أخرى نوعية تسهم في استيعاب الزيادات الحاصلة بأعداد السكان وتوسع المناطق.
مدير دائرة المجاري في أمانة بغداد محمود عزيز، قال لـ"الصباح": إنَّ شدة سقوط الأمطار يوم أمس الأول التي وصلت إلى 68 ملم في الساعة في مناطق جنوب بغداد و36 ملم في مناطق أخرى تعد فوق الطاقة الاستيعابية للمحطات بعشرات المرات. وأضاف أنَّ الاستعدادات المبكرة التي قامت بها الأمانة خلال نيسان الماضي المتضمنة تنظيف جميع الخطوط الرئيسة لمحطات المجاري بأحدث أجهزة السونار الحرارية أسهمت بتجاوز ذلك وسحب جميع تلك الكميات دون حدوث غرق، على حد قوله.
وعزا مدير دائرة المجاري حدوث غرق في بعض المناطق منها زيونة وغيرها إلى انطفاء التيار الكهربائي في بعض المحطات، مما أدى إلى توقف عملها لدقائق لحين تشغيل المولدات التي تم تجهيزها في وقت سابق وتوفير مادة (الكاز)، مما أدى إلى تجمع المياه والحاجة إلى الوقت لتتمكن خطوط المجاري من سحب المياه المتجمعة.
وبيّن أنَّ الدائرة أعدّت خطة استباقية استعداداً لموجة الأمطار المتوقعة خلال الأسبوع المقبل، إلى جانب وجود خطة للموسم الشتوي المقبل ستتم المباشرة بتنفيذها قريباً.
من جهته، قال رئيس فريق الجهد الخدمي جابر الحساني لـ"الصباح": إنَّ الفريق قام ليلة أمس الأول بالكشف عن جميع المناطق التي نفذ فيها الفريق مشاريع البنى التحتية للتعرف على مدى عمل شبكات تصريف مياه الأمطار ومعرفة المعوقات، لكن لم يتم رصد أي غرق في تلك المناطق والتي كانت سابقاً تعاني تكدس الأطيان والمياه في الطرق.
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد غرق مناطق عديدة في المحافظات بفعل موجة الأمطار الغزيرة التي هطلت يوم أمس الأول، وإعلان أغلب المحافظات تعطيل الدوائر بسبب ذلك.
بدوره، قال المختص في شؤون البنى التحتية المهندس كريم الناصري لـ"الصباح": إنَّ أغلب مشاريع البنى التحتية في المحافظات قديمة وبحاجة إلى تنفيذ مشاريع جديدة لاسيما في الأقضية والنواحي، لكن هذه المشاريع بحاجة إلى مبالغ كبيرة مع وضعها في سلم أولويات المشاريع التي من المؤمل إدراجها في خطط عام 2024.
وأضاف أنَّ هناك محافظات ما زالت نسب المخدومين فيها بشبكات الصرف الصحي والأمطار متدنية، لذا فهي تحتاج إلى معالجات لاسيما أنَّ حل توفير الآليات الحوضية والصاروخيات غير كفيل بمعالجة الموقف بسرعة تلافياً لتجمع مياه الأمطار.