المسرح العالمي في اتحاد الأدباء

ثقافة 2024/04/01
...

  بغداد: مآب عامر

بمناسبة يوم المسرح العالمي أقام "بيت المسرح" في اتحاد أدباء العراق، مجموعة فعاليات تضمنت جلسة خاصة بيوم المسرح العالمي، واحتفاء بـ "فرقة مسرح المستحيل" للمخرج أنس عبد الصمد بعنوان "مسرح المستحيل.. تراث فكري جمالي تجسد في 28 عاما"، فضلا عن عرض مسرحي لـ “فرقة مسرح التغيير/ كربلاء بعنوان "لو كنتَ بيننا" تأليف لؤي زهرة وإخراج عباس شهاب، وتمثيل قحطان الشمري، جعفر الأمير، عباس شهاب وموسيقى  جلال الزبيدي.
وتحدث الناقد المسرحي د.علاء كريم في الجلسة التي أدارها، قائلا " إن بيت المسرح يحتفي باليوم العالمي للمسرح هذا اليوم الذي له خصوصية، لما يعتمده فن المسرح من اشتغالات متنوعة، فهو نافذة جمالية للانفتاح على جميع التجارب والثقافات والعلوم المجاورة الأخرى".
ويتم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح سنويًا في 27 مارس/ آذار، والذي تروج له ITI من خلال مراكزها، وبدعم من مجتمعات المسرح فى جميع أنحاء العالم، وقد بدأ هذا اليوم من قبل ITI، بعد أن اقترح في المؤتمر العالمي التاسع لـ ITI في فيينا - نيابة عن المركز الفنلندي ITI - اطلاق يوم عالمي للمسرح، وتم دعم الاقتراح.
في العام التالي وتحديدا في 27 مارس 1962 ، تم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح من قبل مراكز ITI وأعضاء ITI المتعاونين ومحترفي المسرح والمنظمات المسرحية، واليوم يتم الاحتفال بهذا اليوم في أكثر من 90 مركزًا من مراكز ITI في جميع أنحاء العالم، مع جامعات مسرحية وأكاديميات ومدارس وعشاق المسرح في جميع أنحاء العالم الذين ينضمون للاحتفال بهذا اليوم.

كلمة يوم المسرح العالمي
وتناول كريم كيف أن لبيت المسرح كلمة في هذا اليوم لما له أثر فكري وجمالي على مدى أزمنة طويلة. كما وألقت د. سافرة ناجي كلمة يوم المسرح العالمي التي كانت بعنوان "الفن هو السلام"، وقالت في بعض منها،  إن "الفن الجليل بالتحديد، يتمكن بطريقته الرائعة من الجمع بطريقته بين الفريد والخاص من جانب والعالمي في جانب آخر يتيح لنا أن فهم ما هو مختلف، وما هو دخيل، والذي يقال عنه إنه عالمي بالخصوصية والفرادة، يخترق الفن والحدود الجغرافية." وذكرت أن في هذا العالم هناك إرهاب، هناك حروب، فللإنسان جانب حيواني أيضا، مدفوع بغريزة التعامل مع الآخر الغريب كتهديد، لوجوده بدلا من كونه أحجية ساحرة. هذه هي الطريقة التي يختفي منها التفرد والاختلافات التي يمكننا جميعا رؤيتها لصالح التشابه، حيث أن أي شيء مختلف هو تهديد لابد من القضاء عليه، وما يمكن رؤيته خارجيا من اختلافات مثلا بين الأديان أو الايديولوجيات السياسية المتباينة، يصبح شيئا يجب محاربته وهزيمته. الحرب هي صراع ضد ما هو أعمق، ضد فرادتنا. هو معركة ضد كل فن ما هو أعمق في كل الفن. لقد اخترت التحدث عن الفن بعمومه، وليس عن فن المسرح والكتابة المسرحية بشكل خاص، لكن هذا لأنه كما قلت كل الفن الجليل في أعماقي يدور حول نفس الشيء: حول الحصول على ما هو فريد تماما المحدد تماما ليصبح عالميا فهو يجمع بين الفرد والعالمي في التعبير عنه فنيا".
أما الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب في العراق عمر السراي فتحدث قائلا: مبارك هذا الفضاء الذي ننتمي له ونعيش في رحابه، أذكر كلمة للجواهري يقول فيها عن كواليس حياته بأنه اكتفى من الجلوس مع الجمهور وقضى شطرا من سنوات عمره بأن يكون خلف الشاعر لكي ينظر في أعين الجمهور ويعرف كيف يلقي القصيدة، وكيف ستتعامل الروح مع الروح. وتابع: ذلك تهنئة للأدب وهو يحتفي بمسرحه، حسبنا بأن نظرية الأدب لارسطو تحمل اسم الشعرية عن التراجيديا، عن الكوميديا، عن الملحمة، بكل تفاصيلها.
وأضاف أن: اتحاد الأدباء فخور بما يقدمه المسرحيون دائما بشاعرهم الكبير "شكسبير" وصولا إلى آخر كاتب معاصر ما زال يرفل بالجمال والابداع، مشيرا إلى أننا نستثمر فرصة هذا اليوم لكي نعبر عن شكرنا لبيت المسرح ومن خلاله إلى فرقة أريدو المتميزة التي قدمت عرضا مسرحيا متميزا في الأسبوع الأدبي الثقافي في اتحاد الأدباء.
مسرح المستحيل
في المقابل تحدث ضيف الفعالية انس عبد الصمد عن تجربته بمناسبة ذكرى ولادة هذه الفرقة، وقال: تأسست فرقة مسرح المستحيل عام 1996.. المستحيل في ذلك أن تقدم عرضا مسرحيا وتنقل نصا مسرحيا، فبدأنا بتقديم النصوص ترفض، وهي مقدمة في اسلوب "الميتا مسرح" وقدمنا أول عرض في المسرح العراقي - ولي فخر- أن يكون عرض جسدي في عام 1999.
وتابع: كان المسرح العراقي يقدم مشاهد صامتة في عروض المستحيل، وقد قدمت عرضا مع المخرج الراحل جواد الحسن، وكان اسمه "ميوليت ماكبث" وكانت انتقالة هذا العرض قبل الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، بالنسبة إلى اسلوب عملنا كنا نبحث عن شيء خارج المألوف، لا نقدم مسرحا صامتا فقط.
وقررت مع زميلي ياس عبد الرزاق تأسيس مسرح المستحيل وقدمنا اعمالا رُفضت إلى أن تغيرت الاوضاع في البلاد وتواصلت حينها مع صحفي ياباني، كما وتحدث عن رحلته اليابان وعودته إلى بغداد وتفاصيل مشاركته في مهرجان اليابانيين. كما وتناول الحديث عن تجربة المسرح الياباني والصيني وكيف اشتغل على عمل شكسبير وتحويله "بالميتا مسرح"وغير ذلك.

"لو كان بيننا"
وعن العرض المسرحي يقول المؤلف لؤي زهرة، إن: مسرحية - لو كنت بيننا- تتحدث عن عدالة الامام علي "عليه السلام" وتحاكي الواقع السياسي والواقع الاجتماعي الراهن، هناك ثيمة في هذه المسرحية وهي الفقر والحاجة الإنسانية لوجود هذا الحاكم بيننا. "لو كنت بيننا"هو سؤال فرضي لو كان الإمام علي بيننا ماذا سيحدث، هل سيقبل بما يدور حاليا من فساد مالي وإداري، ومن فقر ومجاعة؟ أو ما يدور الآن في غزّة.. هناك حيث الدمار الحقيقي؟ هل سيسكت الامام علي عن هذه الجرائم ؟ حتما لا. نحن الآن بحاجة إلى شخصية مثل شخصيته.