مدافن النفايات.. تدمرُ الأرض

علوم وتكنلوجيا 2024/04/01
...

 ترجمة: شيماء ميران

تظهر دراسة جديدة أنَّ مدافن النفايات هي أحد أهم عوامل تغيرات المناخ بنحوٍ أكثر مما كنَّا نعتقد سابقاً. يرى الباحثون أنَّ القمامة المدفونة على مدى عقودٍ من الزمن تطلق اليوم أطناناً من انبعاثات غاز الميثان الى الغلاف الجوي، ما يؤدي الى تغير درجات الحرارة عالمياً وزيادة مشكلات تغير المناخ.
لا يعدُّ هذا اكتشافاً صادماً، إذ كان معروفاً أنَّ مدافن النفايات هي المكان المثالي لانبعاث غاز الميثان بسبب تراكم وتعفن الخضراوات القديمة والأدوات وغيرها من النفايات المنزليَّة.
ومع ذلك، تشير الدراسة الجديدة الى أنَّ انبعاث غاز الميثان من مدافن النفايات أعلى بكثيرٍ عمَّا أبلغت به الهيئات التنظيمية الفيدرالية سابقاً، إذ يصل الى ثلاثة أضعاف، بعد أنْ قام الباحثون بقياس نحو عشرين بالمئة من 1200 مكب نفايات كبير تقريباً في أميركا.
ووجدوا أدلة تشير الى أنَّ مدافن النفايات هي محركٌ مهمٌ لانبعاث غاز الميثان ومن ثم لتغيير المناخ ككل. يقول «رايلي دورين»، مهندس وعالم سابق في وكالة ناسا ومؤسس شركة Carbon Mapper: “لقد كان الأمر معتماً أمامنا في ما يخص الانبعاثات الصادرة عن مدافن النفايات”.
تؤكد الدراسة الجديدة وبأدلة دامغة أنَّ انبعاثات غاز الميثان من مدافن النفايات يتجاوز ما نتخيله بكثير. وهذا ما يثير القلق بسبب العواقب التي تؤثر في ظاهرة الاحتباس الحراري الجامح على الأرض.
مع أنَّ الميثان لا يدوم طويلاً في الغلاف الجوي، لكنه أقوى من غاز ثاني أوكسيد الكربون، إذ يسبب دفئاً يصل الى ثمانين مرة أقوى من ثاني أوكسيد الكربون على مدى عشرين عاماً. وهذه مشكلة كبيرة، لأنَّ مدافن النفايات تضخُّ باستمرار هذا الغاز الى غلافنا الجوي.
واليوم، تقدر وكالة حماية البيئة أنَّ مدافن النفايات هي ثالث أكبر مصدرٍ لانبعاثات غاز الميثان، إذ تنبعث منها كميات من الغازات الدفيئة تعادل ما تطلقه 23 مليون سيارة تعمل بالغاز طوال عام كامل، وتمَّ قياس هذه التقديرات وفق النمذجة الحاسوبية، لأنَّه من الخطر على العمال مستنشقي الغاز قياس الانبعاثات بشكلٍ صحيحٍ في مكبِّ النفايات.
لذلك، اعتمدوا بشكلٍ كبيرٍ على تحليق الطائرات وأجهزة قياس الطيف التصويري لتصنيف غاز الميثان المتصاعد من مدافن النفايات في عموم أميركا. فضلاً عن اكتشاف العديد من المواقع الساخنة وأعمدة الميثان الكبيرة التي قد تستمر لاشهر أو سنوات.
ولحسن الحظ، فإنَّ العديد من المدافن مجهزة بأنابيب خاصة لنقل غاز الميثان المنبعث بعيداً عن المنطقة، ليتمَّ حرقه أو استخدامه لتوليد الكهرباء والحرارة، لكنْ قد تكون الأنابيب عرضة للتسرب ما يؤدي الى إطلاق الميثان مرة أخرى الى الغلاف الجوي.
لذلك يؤكد الباحثون أنَّ مدافن النفايات ستحتاج الى تحديد مواقع التسريب وإصلاحها، ليس لمعرفة كمية الانبعاثات من مدافن النفايات بدقة فقط، بل لضمان سلامة العمال أيضاً.
بالتأكيد، هناك طرقٌ كثيرة لتقليل غاز الميثان الذي تنتجه النفايات، من خلال إيجاد طرقٍ جديدة للتخلص من النفايات مثل تحويل النفايات العضوية الى سماد. وما أكدته الدراسة أنَّ مدافن النفايات تدمرُ الأرض.

عن دي نيوز