الروائيَّة جين سمايلي: المشهد القرائي اليوم متنوّع واستكشافي جداً

ثقافة 2024/04/03
...

ترجمة: نجاح الجبيلي

  جين سمايلي: ولدت عام 1949 روائيَّة أميركيَّة حائزة جائزة البوليتزر عن روايتها “ألف فدان” عام 1992. من رواياتها الأخرى “حصان الفردوس”- 2000، بعض الحظ “2014”، عمل خطير- 2022
*ما الكتب الموجودة على منضدتك؟
-”أساطير: الأساطير الإغريقية إعادة تخييل” لستيفن فراي. “الأرض المجوفة” لجين غاردام “إليوت الشاب: من سانت لويس إلى “الأرض اليباب” لروبرت كراوفورد. “أما/ أو” إليف باتومان، “الشارع الكبير: رواية في قصص” لغريغ ساريس. “المباركة” لنانسي متفورد.
*ما آخر كتاب مدهش قرأتِه؟
-”الحصان” بقلم جيرالدين بروكس. لقد قرأت جميع روايات بروكس، والعديد من الكتب عن الخيول والسباقات، ولكن هذا الكتاب كان اكتشافاً حقيقياً، إذ يتنقل حول العالم (بدءًا من جورج تاون، ثم ينطلق إلى سيدني، أستراليا، ويتجه لاحقاً إلى القرن التاسع عشر)، ويتحول إلى مسعى لاكتشاف وكشف بعض أسرار سباقات الخيل المبكرة. الأسلوب حواري ومسلٍّ، على الرغم من أنَّ الموضوع يمكن أن يكون دراميًا. يتم استكشاف كل شخصية بعناية وبشكل معقول، بما في ذلك لينغستون، حصان السباق الممتاز وواحد من أفضل الفحول على الإطلاق، والذي كانت علاقته الأقرب مع راعيه العبد وفارس التدريب، الذي كانت رؤيته حول الحصان مذهلة. هناك الكثير من الدراما، نظرًا لأحداث عصر (خمسينيات القرن التاسع عشر)، لكن بروكس تتعامل معها بشكل مثالي. كما أنها تكشف الكثير عن فنون سباق الخيل والعلوم البيولوجية. أفضل كتاب عن الخيول قرأته على الإطلاق، بما في ذلك كتابي بالكامل.
*هل هناك أي روايات كلاسيكية قرأتِها مؤخرًا لأول مرة؟
لا أعرف تمامًا ما الذي تقصده بكلمة “كلاسيكي”، لكنني قرأت مؤخرًا كتاباً للكاتبة أوكتافيا بتلر، وإذا كانت كلمة “كلاسيكي” تعني كتابًا يجب على الجميع قراءته والتعلم منه، فهذا هو الكتاب. لقد اشتريته منذ سنوات مضت، وكان مركوناً على كوم من كتبي العديدة. رأيته وفتحت الغلاف وقرأته في يوم واحد. إنَّ وصف الساردة وهي تنتقل ذهابًا وإيابًا في الوقت المناسب بين كونها جارية عند عائلة بعض أسلافها وعيش حياتها الحالية في لوس أنجلوس أمر مذهل.
منذ نحم عام، قرأتُ أيضًا كتاب جورج إليوت “فيليكس هولت، الراديكالي” ككتاب صوتي. أحب الاستماع إلى الكتب الصوتية لأنك تسمعها كلمة كلمة. عندما حاولت قراءة كتاب إليوت، رأيته بمثابة نظرة على النظام السياسي البريطاني في القرن التاسع عشر، ولم أكمله، على الرغم من أنني كنت دائمًا أحب رواية “ميدل مارش”. لكن عندما كنت أقرأه، لم ألاحظ روح الدعابة التي كانت تتمتع بها إليوت، والتي تظهر بوضوح في الكتاب الصوتي. لقد وسعت رواية “فيليكس هولت” إحساسي بروح جورج إليوت وتفكيرها.
*أمن الممكن أن يكون الكتاب العظيم مكتوبًا بشكل سيئ؟ ما المعايير الأخرى التي يمكن أن تتغلب على النثر السيئ؟
- لست متأكدة من كيفية تعريف “مكتوب بشكل سيئ”. أتذكر أنني قرأت رواية “موبي ديك” منذ حوالي 20 عامًا، وكنت أقرأها ببعض الاهتمام، ونسيتُ كل شيء عنها بحلول اليوم التالي. في نفس الوقت تقريبًا، قرأت “يوليسيس”، وعلى الرغم من أنني بالكاد أفهم أي شيء، إلا أنَّ الصور التي تخيلتها أثناء قراءتي ظلت عالقة في ذهني. وأعتقد أيضًا أنَّ الأسلوب العتيق لروايات القرن الثامن عشر، على سبيل المثال، قد يبدو مثل “كتابة سيئة” اليوم، لكن خصائص الأسلوب العتيق تقدم معلومات حول كيفية تفكير الكتّاب والقراء في الأشياء في الوقت الذي كانت الكتب تُنشر فيه.
*صفي تجربتك المثالية في القراءة (متى وأين وماذا وكيف؟).
- لقد نشأتُ وأنا أقرأ في حوض الاستحمام وفي السرير. أقرأ الآن في حوض الاستحمام الساخن لدينا (104 درجات فهرنهايت). من المريح القراءة والاستماع إلى الطيور، والنظر إلى الظلال الوامضة أو النجوم، ثم العودة إلى كتابي.
*ما الكتاب المفضل لديك الذي لم يسمع عنه أحد؟
-”سَنة لير” لجيمس شابيرو. الاعتقاد السائد هو أننا لا نستطيع أن نعرف الكثير عن حياة شكسبير، لكن شابيرو يفتح حياته من خلال الاستكشاف المفصّل لما كان يحدث عندما كان شكسبير يكتب مسرحيات “الملك لير” و”مكبث” و”أنتوني وكليوباترا”. إنه يصف بشكل معقول ما سيشهده رجل في عصره في مهنته ويحاول فهمه بينما كان عليه الاستمرار في كسب لقمة العيش. وبينما كنتُ أقرأها، شعرت وكأنني أسير في الشارع مع السيد بيل.
*ما الكتاب الذي يجب على الجميع قراءته قبل سن 21 عامًا؟
-”ديفيد كوبرفيلد”، لأنه يتعين عليك قراءة إحدى روايات ديكنز لكي تفهم إنجلترا في القرن التاسع عشر (المكان واللغة على حد سواء) وهذه هي الرواية الأكثر سلاسة وسهولة في الخيال.
*ما الكتاب الذي لا ينبغي لأحد أن يقرأه حتى سن الأربعين؟
بالنسبة لي، هو “بيت الجملونات السبعة” [ناثانيال هوثورن]، الذي جربت قراءته بعد قراءة “الحرف القرمزي”[ناثانيال هوثورن] في المدرسة.
*مَنْ هم الكتاب- الروائيون والكتاب المسرحيون والنقاد والصحفيون والشعراء- الذين يعملون اليوم والذين تبدين إعجاباً بهم أكثر؟
إيزابيل ويلكرسون، ديفيد هاكيت فيشر، جيرالدين بروكس، ليلى لالامي، أنيت جوردون ريد.
*هل تعد أي كتب بمثابة متعة آثمة؟
-لا أشعر أبدًا بالذنب تجاه قراءة كتاب، ولكن أعتقد أنَّ راندي رينبو يود مني أن أشعر بالذنب تجاه “اللعب مع نفسي”.
*هل سبق أن قرّبك كتاب من شخص آخر، أو حال بينكما؟
- لقد استحوذت على زوجي من خلال قراءة روايتي “فردوس الحصان” له بينما كنت أعمل عليها.
*ما الشيء الأكثر إثارة للاهتمام الذي تعلمته من كتاب مؤخرًا؟
- تفاصيل الانتقال غربًا في الولايات المتحدة، بفضل كتاب “تخوم بعيدة” لديفيد هاكيت فيشر وجيمس سي كيلي، حول كيفية توسع مستعمرة فرجينيا غربًا. يشرح المؤلفان سبب مغادرة المستعمرين، وأين ذهبوا، وكيفية شكل ما أحضروه معهم من التاريخ الأميركي. الكتاب الآخر هو “قلب أميركا المحطّم” من تأليف والتر جونسون، والذي يدور حول التاريخ المضطرب لمدينة سانت لويس التي نشأتُ فيها. وكما يوضح جونسون، “من حملة لويس وكلارك الاستكشافية إلى مقتل مايكل براون على يد الشرطة في عام 2014 وانطلاق حركة “حياة السود مهمة”، فإنَّ العديد من الأحداث التي نعتبرها مركزية في تاريخ الولايات المتحدة وقعت في سانت لويس”. لقد وجدتُ الأمر محبطًا إلى حد ما، لكن جونسون لديه أمل. كنتُ أيضًا من أشد المعجبين بكتاب “فجر كل شيء” لديفيد جريبر وديفيد وينجرو، لأنه يتحدى الطريقة التي نرى بها عالمنا الحالي ويقارنها بثقافة الحياة السابقة والمختلفة.
*ما المواضيع التي تتمنين أن يكتب عنها المزيد من المؤلفين؟
-أعتقد أنَّ المشهد القرائي اليوم متنوع واستكشافي جداً. هناك الكثير من الكتب عن البيئة، وتاريخ الأسطورة والدين، وعن جوانب من التاريخ لم نتعلمها في المدرسة، وحياة ومشاعر الكثير من الشخصيات التي لم تدخل عالم الرواية من قبل. تجري ترجمة المزيد والمزيد من الكتب من أنحاء أخرى من العالم إلى اللغة الإنجليزية، وبالتالي فإنَّ وصولنا إلى الثقافات الأخرى يتوسع أيضًا. أعتقد أنَّ السؤال ليس ما الذي يجب أن يكتب عنه المزيد من المؤلفين، ولكن ما الذي يجب أن يقرأه المزيد من القراء. من المُغري دائمًا للقرّاء قراءة روايات عن أشخاص يشبهونهم. إحدى فوائد دروس الأدب في المدرسة هي أنَّ الأطفال يتعرفون مبكرًا على أشخاص ليسوا مثلهم.
*ما الأنواع التي تستمتعين بقراءتها بشكل خاص؟
- أستمتع بالتاريخ والروايات الواقعية والمصورة وروايات الغموض.
 *رواية “عمل خطير” تدور حول لغز جريمة قتل غامضة، وهي تختلف عن أعمالك الأخرى. ما الكتب التي جعلتكِ مدمنة على روايات الجريمة؟
في الواقع، لقد كتبت رواية اللغز والجريمة- “المفاتيح المكررة”- في منتصف الثمانينيات. لقد كتبتُ ذلك لأنني أحببتُ أجاثا كريستي، واعتقدتُ أنها ستكون طريقة جيدة لتعلّم كيفية بناء الحبكة حتى أتمكن من الاستمرار في كتابة رواية “سكان جرينلاند”. في تاريخي في قراءة روايات اللغز والجريمة، بدأت مع نانسي درو، ثم انتقلت إلى شيرلوك هولمز، ثم إلى أجاثا كريستي، ثم إلى ديك فرانسيس وسو جرافتون.
*من المحقق الروائي المفضل لديك؟
كينزي ميلهون [في روايات سو جرافتون]
*وأفضل شخصية شريرة؟
كلب الصيد في “كلب الصيد من باسكرفيل”.
*ما الذي يجعلها رواية لغز جيدة؟
الغموض الذي لا يمكن التنبؤ به أثناء القراءة ويكون مفهومًا عند الانتهاء، بالإضافة إلى قدر كبير من التشويق الذي يمكنك التعامل معه.
*كيفَ تنظمين كتبك؟
 -عن طريق إزاحتها عن الطريق حتى لا أتعثر بها.
*ما الكتب الموجودة في مكتبتك والتي نسيتِها تمامًا؟
 كثيرة جدًا. وأحدث كتاب هو رواية “السنون” بقلم آني آرنو. لقد وجدته، فالتقطته، وقرأتُ الفصل الأول. أنا أتطلع إليها. وأنا أتساءل أين توجد تلك النسخة من كتاب “اللصوص” لجورج ماكدونالد فريزر.
*ما أفضل كتاب تلقيته كهدية؟
موسوعة الكتب العالمية.
*كيف تغيّرت أذواقك في القراءة مع مرور الوقت؟
لا أعتقد أنها تغيرت كثيراً.
 *بافتراض أنك تنظمين حفل عشاء أدبياً. من هم الكتّاب الثلاثة، أحياء أم أمواتاً، الذين ستوجهين لهم الدعوة؟
- ستيفن فراي، ب.ج. وودهاوس ونانسي ميتفورد. أعتقد أنَّ ستيفن فراي سيدير الحوار. وودهاوس يتحدث كثيرًا، لكنه مضحكٌ جداً، ونانسي ميتفورد تنظر إليّ وتقلب عينيها بين الحين والآخر، ثم تدلي بملاحظة حادة من شأنها أن تجعلني أضحك. سأقدّم حساء البصل الفرنسي، والمعكرونة محلية الصنع مع البيستو بالنعناع والفستق، وخبز الثوم، والسلطة المحلية، والحلوى، فطيرة الليمون مع طبق جانبي من جيلاتي الكرز محلي الصنع. كلبتنا ستتوجه إلى الجميع، حتى الأشباح، وتطلب علاجًا، ولن تتفاجأ إذا ظهر أحدهم أمام أنفها.
*لأنه مخيب للآمال، أو مبالغ فيه، ولكنه ليس جيدًا: ما الكتاب الذي شعرتِ أنه من المفترض أن يعجبك، ولم يحدث ذلك؟ هل تتذكرين آخر كتاب تركتِه دون أن تنهيه؟
-”الرعوية الأميركية” [لفيليب روث]
*ماذا تخططين لقراءته مستقبلاً؟
- سأقرأ “مذكرات واعترافات خاصة لخاطئ مبرر” بقلم جيمس هوج، لكنها إعادة قراءة. واستمع إلى نسخة صوتية من رواية “الرجل الأخير” لماري شيلي.