البُرَاق النبويّ بين الاشتقاق اللغوي وإعادة تأويل الأخبار الواصفة

ثقافة 2024/04/03
...

شاكر الغزي

البُراق، اسم أُطلق على وسيلة النقل النبويّة في رحلتي الإسراء والمعراج. جاء في معجم الغنيّ أنَّه دابَّةٌ ركِبها النَّبيُّ محمد ليلة المعراج، وفي معجم اللغة العربية المعاصر: دابَّة مُجنَّحة فوق الحمار ودون البغل، ركبها رسولُ الله ليلة الإسراء والمعراج.
وممّا ذُكر في أوصاف البُراق: دابة بيضاء من مخلوقات الله، دون البغل وفوق الحمار، وقيل تشبه الفرس. وفي بعض الأخبار عن الواقديّ: لها جناحان. وفي حديث أنس: يضع حافره عند منتهى طرفه.
ونقل ابن حجر عن النسائيّ عن أنس، قوله: وكانت تُسخَّر للأنبياء قبله. وعلّق ابن حجر: وفيه دلالة على أنَّ البُراق كان مُعدّاً لركوب الأنبياء. وفي حديث الإمام الباقر أنَّ البُرَاق‏ مُضطرِب الأذُنين، عيناه فِي حافرِه، وخُطاهُ مدَّ بصرِه... لهُ جناحان من خلفه. وفي حديث الإمام الصادق: عليه ألفُ ألف مِحفّة من نور.
وفي حديث ابن عبّاس أنَّ النبيّ لما جاءه جبرائيل بالبُراق وأمره بالركوب، قال: ما هذه؟ فقال: دابّةٌ خُلقت لأجلك، فقال له النبي: وما سير الدابّة؟ فقال: إن شئتَ أن تجوز بها السموات السبع والأرضين السبع فتقطع سبعين ألف عام مرّة كلمح البصر قدَرت.
وفي بعض الأخبار أنه (إِذا انتهى‏ إِلى‏ جبلٍ قَصُرَت يداهُ وطالت رِجلاهُ، فإِذا هبط طالت يداهُ وقصُرَت رِجلاهُ)، وهذا ليس إلّا تعبيراً عن سهولة وإنسيابية الحركة بحيث تهبط وترتفع بسلاسة. وفي عيون أخبار الرضا، أنّ الرسول قال: إنَّ الله سخّر لي البُراق، وهي دابّة من دوابّ الجنة، ليست بالقصيرة ولا بالطويلة، فلو أنّ الله تعالى أذن لها لجالت الدنيا والآخرة في جَرْية واحدة، وهي من أحسن الدوابّ لوناً.
ويمكن التعرّف على ماهيّة البُراق من خلال التأمُّل في ثلاثة أمور:

1 - مادة الاشتقاق:
تسمية (البُراق) من مادّة (بَرَقَ)، وهي مشتقّة من (البَرْق)؛ ففي لسان العرب: أبرَق‏ بسيفه‏ يُبْرق‏ إذا لمع به، وما برَق‏ في السماء نجم، أي: ما طلع، وكلُّه من‏ البَرْق، والبُرَاق‏: دابّة يركبها الأَنبياء، مشتقّة من البَرْق. وقال ابن دُريد: اشتقاق البُراق من البَرْق، لسرعته. وفي عوالم العلوم والمعارف، أنّ البُراق سمّي بذلك لنصوع لونه وشدّة بريقه، وقيل: لسرعة حركته تشبيهاً بالبرق.
والبَرْقُ هو الضَّوْءُ يَلمع في السماء على إثر انفجار كهربائي في السحاب؛ ومنه قولهم: مرَّ كالبرق أو بسرعة البرق: أي مرّ سريعاً جدّاً.
وجهاز البرق هو التلغراف الذي ينقل الرسائل من مكان إِلى آخر بعيد بوساطة إِشارات خاصة، والبَرْقِيَّة: رسالة ترسل من مكان إِلى آخر بوساطة التلغراف. ومنه مكتب البرق، وعامل البَرْق المُكلَّف بإرسال البرقيّات، ومصلحة البرق وهي جهة حكوميّة تتولَّى ما يتّصل بجهاز التلغراف من إرسال البرقيّات وتوزيعها.

2 - صيغة الاشتقاق:
صيغة (البُراق) على وزن (فُعال)، والغالب في هذه الصيغة أن تُصاغ من الفعل الثلاثيّ لتدلّ على أحد أمرين: ما دلَّ على داءٍ، مثل: زُكام، صُداع، دُوار، أو ما دلَّ على صوتٍ، مثل: عُواء، نُباح، مُواءُ. وهذه الضوابط الصياغية غالباً ــ وإن كانت غير مطّردة ــ تتبع المعنى.
وهنا، فالأقرب أنّ هذه الصيغة تدلّ على الصوت، أي أنّ هذه الدابة تصدر صوتاً شبيهاً بصوت البرق (الرعد)، فهي مشتقّة على صيغة فُعال من البرق لتدلّ على أنّ لها تصويتاً رعديّاً كصوت البرق.

3 - صفة (دابّة):
إطلاق وصف (دابّة) على البُراق، لا يقتضي بالضرورة أنّها من دوابّ الحيوانات، وإن كان هذا اللفظ يطلق على كلِّ ما يدبّ على الأرض، وقد غلب على ما يُركَب من الحيوان أو ما يستعمل في الحمل والنقل كالخيل والبغال والجمال. بل يمكن أن تطلق لفظة دابة الآن، على كلّ وسائط نقل البضائع والأشخاص كالسيّارات والمركبات، ومن ذلك: الدبّابة، التي تستعمل لحمل أو نقل  الجنود والأسلحة في الحرب. وفي الإصحاح الأول من سفر التكوين: قال الله لتخرج الأرض ذوات أنفسٍ حيَّة كجنسِها، بهائم ودبَّابات ووحوش أرض كأجناسها. وفيه أيضاً: قال الله نعمل الإنسان على صُورتنا كشبَهِنا، فيتسلَّطون على سمك البحر وعلى طير السماء، وعلى البهائم، وعلى الأرض، وعلى جميع الدبَّابات التي تدبُّ على الأرض.
وفي الجزء الثاني من كتابه (وحي القلم) قال مصطفى صادق الرافعي: لم يوصف البراق بأنه دابة إلا رمزاً، إذ لا يأتي للعرب أن يفهموا ما يُراد منه. وعندنا أنه سمي البراق من البرق، وما البرق إلا الكهربائية، وهذا هو المراد منه. فتلك قوة كهربائية متى نَبَضت جمعت أول العالَم بآخره. وهذه هي الحكمة في أنَّ آية الإسراء لم تذكر أنّه كان محمولاً على شيء؛ إذ لم يكن محمولاً إلا على الروح الأثير.
وعليه؛ فالمُتخيَّر أنّ لفظ (دابّة)  تعبير عن كونه ممّا يُركب، بمعنى: وسيلة أو واسطة مُعدَّة ومخصَّصة لركوب النبيّ محمّد، والأنبياء من قبل، والتنقّل بهم بسرعة عالية في أنحاء الأرض، أو بين الأرض والسماء. ولهذا السبّب فقد وُصفت كثيراً بأنّها (رَكوبة الأنبياء).
وهذه (الدابّة) تتميّز بثلاثة أوصاف أساسية:

أولاً: لونها أبيض:
ورد في كثير من الأخبار أنّ البُراق دابّة بيضاء اللون. وقيل سُمّيت بُراق لنصوع لونها، أو لشدّة لمعانها وبريقها. وتأويل التسمية وعلاقته باللون يشي بمدخلية الضوء (البرق، أو النور كما في رواية الإمام الصادق)، ومن المعروف أنَّ اللون الأصليّ للضوء الشمسيّ هو الأبيض.
ومن الملاحظات المهمّة في هذا الصدد هو أنَّ المركبات الفضائية (المكّوك) ذات لون أبيض، وقد يزداد المرء عجباً حين يعلم أنّه يتمّ إنفاق قرابة 11 مليون دولار على طلاء المركبات الفضائية بأكثر من 270 كغم من الطلاء الأبيض! والسبب وراء ذلك هو أن لا تتحوّل هذه المركبات إلى أفرانٍ طائرة يُشوى فيها روّاد الفضاء؛ لأنّ اللون الأبيض يعكس كثيراً من الإشعاع الشمسيّ ولا يمتصّه، ولذات السبب تكون بدلات روّاد الفضاء بيضاء، وكذلك محطّات الفضاء الدولية بيضاء، ليس من الخارج فقط، بل إنَّ دواخل المركبة والمحطّة الفضائيتين مطلية باللون الأبيض أيضاً. ومعظم طائرات السفر العادية بيضاء اللون. وثمّة سبب آخر، وهو أنّ الفضاء الخارجي فراغ مظلم، مليء بالمادة السوداء وبالتالي فلتسهيل رصد المركبات الفضائية من قبل المحطات الدولية، وبالعكس، تطلى المركبة والمحطة باللون الأبيض.
وفي رأيي، فإنَّ وصف البُراق بأنّها (بيضاء) ليس إلّا إشارة واضحة إلى كونها مركبة فضائية أشبه بالمكّوك.

ثانياً: حجمها بين البغل والحمار:
يبلغ طول البغل ما بين 1,2 ــ 1,8 م، وارتفاعه بين 0,9 ــ 1,7م، أما طول الحمار فيتراوح بين 0,8 ــ 1,6م. ولو قارنّا ذلك بحجم المركبات الفضائية؛ فسنجد أنّ ارتفاع المركبة الفضائية يبلغ 2,2 م، وطولها 1,7م وعرضها 2,6م!  وقد يبلغ قطرها حوالي 2م، وطولها 2,8م، وأخرى قد يبلغ قطرها 3م، وطولها 5,7م.
ولعلّ أحدث المكوكات الفضائية هي كبسولات مأهولة، ومنها المركبة أوريون (Orion)، وهي كبسولة ذات شكل مخروطيّ مصممة لنقل (6) رواد إلى القمر أو إلى المريخ أو أحد الكويكبات، أو إلى محطة الفضاء الدولية وإعادتهم، ويعوّل عليها في التخطيط لسفر رواد فضاء إلى القمر أو المريخ مستقبلاً. وعلى عكس مكوكات الفضاء التي تطلق بمحركات صاروخية ذاتية فإنَّ أوريون توضع على متن صاروخ حامل لإيصالها للفضاء، وعند العودة توجه للأرض وتخفّض من سرعتها عن طريق احتكاكها الشديد بالغلاف الجوي للأرض، ثم تنفتح مظلات لتهدئة ارتطامها بسطح الأرض.
وحجم هذه المركبة يقرب من 20م3، بارتفاع 3,3م، وقطر 5م، وهي أكبر من مركبة أبولو بثلاث مرّات، أي أنَّ حجم مركبة أبولو لا يتجاوز 7 م3، وارتفاعها بحدود 1,1م، وبتعابير اللغة التراثية فإنّ حجمها بين البغل والحمار.
أمّا عدد الطاقم، فهو عادةً يتراوح بين 5 ــ 7 أشخاص، في حين أنّ أصغر طاقم تألَّف من شخصين، وأكبر طاقم تألَّف من 8 أشخاص. غير أنّ الملاحظ أنّ غالبية الرحلات الفضائية ضمّت 3 أشخاص!.
ولو عدنا إلى رحلة النبيّ البُراقية فنجد أنّ الروايات تذكر وجود شخصين هما النبيّ وجبرئيل، في حين أنّ الخبر المرويّ عن الإمام الصادق ذكر أنّ البُراق تتسع لثلاثة أشخاص، وربّما أربعة! فلمّا ولد لإبراهيم من هاجر إسماعيل، وهو نازل في بادية الشام، اغتمّت سارة من ذلك غمّاً شديداً لأنّه لم يكن له منها ولدٌ، فشَكا إبراهيم ذلك إلى الله عزّ وجلّ، فأمره أن يُخرِج إسماعيل وأُمّه، فقال: يا ربِّ إلى أيِّ مكان، قال: إلى حرمي وأمني وأوّل بُقعَةٍ خلقتُها من الأرض وهي مكّة، فأنزَل اللّه عليه جبرائيل بالبُرَاق، فحَمَل هاجر وإسمَاعيل حتى وصل مكّة.

ثالثاً: سريعة الحركة والتنقُّل:
تذكر الروايات أنّ البُراق سُمّيت بذلك لسرعتها! ففي حديث الإمام الباقر أنَّ خُطاهُ مدَّ بصرِه، وفي حديث أنسٍ: يضع حافره عند منتهى طرفه. وهو تعبير لطيف عن غاية السرعة، وقد فهم الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، من هذا الوصف ــ خلال برنامج (من مصر) على شاشة CBC ــ أنَّ البراق قطع المسافة من مكة إلى المسجد الأقصى ــ وهي مسافة 1120كم ــ في 6 ثوانٍ فقط!. وفي حديث ابن عبّاس أنَّ النبيّ لما جاءه جبرائيل بالبُراق سأله: وما سير الدابّة؟ فقال: إن شئتَ أن تجوز بها السموات السبع والأرضين السبع فتقطع سبعين ألف عام مرّة كلمح البصر قدَرت. وفي عيون أخبار الرضا، أنّ الرسول قال: لو أنّ الله تعالى أذن لها (للبُراق) لجالت الدنيا والآخرة في جَرْيَةٍ واحدة.
وتبعاً لهذا الفهم، أطلق على أول قطار فائق السرعة في المغرب تسمية قطار البُراق، والذي تم تدشينه سنة 2018. وكذلك سُمِّيت بعض شركات الطيران باسم البُراق، ومنها طيران البُراق في ليبيا، وخطوط طيران في أندونيسيا أُغلقت في عام 2006، بحسب موسوعة ويكيبيديا.
ويزوّدنا الفلكيون بالأرقام التالية:
إنّ سرعة الهروب من الجاذبية الأرضية تقدّر بـ(11,93كم/ثا)، وهو ما يقارب من 40 ألف كيلومتر في الساعة؛ ولذلك وصلت سرعة أبولو نحو 40,000 كم/سا. وأمّا الآن فيتمّ الحديث عن سرعتين أساسيتين: سرعة 28 ألف كم/سا للتحرر من الجاذبية والوصول إلى مدار الأرض، وأما الخروج التام من الأرض فيحتاج إلى 38 ألف كم/سا.
أمّا الوصول إلى الشمس فيحتاج إلى سرعة عالية جدّاً، وقد وصلت سرعة المسبار باركر ـــ وهو أسرع جسم صنعه الإنسان ــ إلى 532,000 كم/سا!.
ونعتقد أنّ سرعة البُراق المذكورة في الروايات، هي سرعة الضوء؛ وذلك ما تدلّ عليه تسميتها المشتقّة من البرق، وهو الضوء الخاطف، وقد ورد في خبر آخر عن النبيّ ذاكراً الصراط يوم القيامة، فقال: يمرُّ أوّلكم كالبرق، فقيل له: أيُّ شيء كمرِّ البرق؟ فقال: ألم تروا إلى البرق كيف يمرّ ويرجع في طرفة عين. ومن المعروف أنّ سرعة الضوء تبلغ 300,000 كم/ثا، أو ما يقارب مليار كم/سا!.
والخلاصة أنّ البُراق ليس حصاناً مجنَّحاً وحيدَ قرنٍ ذهبيّ، كما يقول الملحد ريتشارد دوكنز مستهزءاً؛ ولعلَّ هذه التصوّر الذي لدى دوكنز وآخرين غيره، جاء من لوحةٍ رُسمت في مدينة بخارى في أوزباكستان عام 1514م، تصور النبيّ ممتطياً البُراق أثناء رحلة الإسراء والمعراج، وهي محفوظة في متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك، ضمن مخطوطة كتاب بستان سعدي. ولا هو دابّة من الحيوانات؛ وأدلُّ دليلٍ على أنّه ليس من الدوابّ، ما ورد في حديث ابن عبّاس من أنَّ النبيّ لما جاءه جبرائيل بالبُراق، قال: ما هذه؟ فقال: دابّةٌ خُلقت لأجلك؛ فلو كان دابّة بين البغل والحمار لما سأل النبيّ ما هذه! فلا شكّ أنّه مطّلع على كليهما، ولكنّه مركبةٌ (رَكوبة) ما، لم يسبق له مشاهدة مثلها، وإنما جاءت التعابير في الأخبار باللغة التراثية من قبيل (دابّة بيضاء) و(دون البغل وفوق الحمار) و(خطاه مدّ بصره) وما شاكل لأنّ اللغة وقتها لم تكن تُسعِفُ بأكثر من ذلك، ولا شكّ أنها تعابير دقيقة في الدلالة.
وفي حديث آخر أنَّ النبيّ ليلةَ أُسريَ به، أُتيَ بالبُراق مُلْجَماً، مُسرَجاً، فاستصعبَ عليه، فقال له جبرائيل حين شَمسَ البُراق: لعلَّك مسسْتَ الصفراء اليوم؟ فأخبره النبيُّ أنّه ما مسَّها إلّا أنّه مرَّ بها.
والتفسير التراثيّ يقتضي أنَّ مُلجَماً حالٌ من اللِّجام الذي يوضَع في فم الدابَّة لنُقاد به، ومسرجاً حال من السرج الذي يوضَع على الدابَّة من فرشٍ ليجلس عليه الراكب، وأنَّ معنى استَصعَب عليه، أي: استعصى البُراق فلم يُمكِّنِ النبيَّ من رُكوبه؛ وشَمس بمعنى منَع ظهرَه، في حين نرى أنَّ مُلجماً بمعنى له مقود؛ ولذلك لم يقل: أُتي بالبراق وعليه لجامه وسرجه، بل مُلجماً، أي له آلية قيادة معيّنة، مُسرجاً أي فيه مقاعد لجلوس الراكبين، أمَّا عبارة استصعب عليه فتعني أنّ النبيّ وجد صعوبةً في قيادة هذه المركبة الغريبة عليه، والتي يُشاهدها للمرّة الأولى. وفي هذا الخبر ما يحتاج لتأويل معاصر ــ لا نُلمُّ به الآن ــ مثل علاقة الذهب بعدم اشتغال المركبة، أو معنى اهتزاز هذه المركبة (ارفضاض العرَق في خبر آخر).
إذن؛ فالبُراق وسيلة نقل خاصّة من صنع الله العليّ القدير مخصّصة لنقل الأنبياء، أقرب ما تكون ــ في فهمنا المعاصر ــ إلى المركبات الفضائية.
 وبتعبير أكثر معاصرة:
البُراق مركبة نقل فضائية بيضاء، لها جناحان من خلف، وذات سرعة قصوى يمكن أن تقطع مسافات شاسعة خلال وقت قصير جداً، ولها القدرة على الانتقال من الأرض إلى السماء (الفضاء الخارجيّ).