بغداد: رشا عباس
تصوير: الصباح
باغان سبعينية غلب عليها طابع الشجن، استذكرت نقابة الفنانين العراقيين من خلال اصوات نخبة من المطربين الفنان الراحل رياض احمد في أمسية رمضانية.
اقيمت بالقرب من شواطئ دجلة، بحضور جمهور غفير من الشباب المتأثرين بصوت الفنان الراحل وخامته الجنوبية، التي جعلته يتميز على اقرانة، لا سيما في اداء الاطوار الريفية والمواويل الحزينة، حتى اطلق عليه لقب "أمير الشجن" لقدرته على التحكم بالتون والطبقة الصوتية، التي لم تكن مألوفة.
بحسب احمد رياض احمد نجل الفنان الراحل.
واضاف رياض: الامسية التي سلطت الضوء على أهم محطات حياة والدي الراحل، لم تكن الاولى من نوعها، على مدار سنوات وانا مواكب لاستذكار تلك القامة الفنية، التي افتخر بها شخصيا واعتز بتاريخها الذي ترك اثرا طيبا في نفس الجمهور.
فالفنان الراحل عرف صوته من قبل الوسط الفني أواخر الستينيات ومطلع السبعينيات، حينما التحق بالمسرح العسكري، وكان يتمتع بالكرم والطيبة والمواقف التي لا تنسى فهو لم يكن مغتراً بالشهرة، بل على العكس من ذلك ظل قريبا من محبيه يشاركهم أفراحهم وأحزانهم، ويقضي معظم اوقاته برفقة الملحنين والكتاب، بحثا عن اعمال يظهر بها الى جمهوره ويتواصل معهم بكلماته، التي هي اليوم حاضرة لتعطي درسا اكاديميا بالغناء السبعيني وبساطته.
الفنان عقيل موسى في اغنية "ها خويا ها" رد الدين للفنان الراحل قائلا:" الفن رسالة لا بد أن نؤديها بصدق ونواصل العطاء، على الرغم من المعوقات والصعوبات، فاحياء تلك الامسيات والاحتفاء بفنانين رواد أعطوا الكثير من وقتهم، لإيصال كلمتهم إلى الجمهور، ماهو الا وفاء واخلاص لاكمال مسيرتهم الفنية وايصال هذا الارث الفني للجيلين الحاضر
والمقبل.
متمنيا أن تزدهر تلك الجلسات التي من خلالها نستعرض اهم الاسماء ومحطاتهم الفنية، ليشاطره الرأي الفنان محمد المدلول ويقدم شكره وتقديره الى نقابة الفنانين، كونها أتاحت لهم الفرصة التعرف على جمهور الفنان الراحل، الذي هم اغلبهم شباب مستمعون لأغاني رياض ومتأثرون بها، موضحا من واجبنا احياء تلك الامسيات كونها إرثا نعتز به ويهمنا أن يستمر
ولا يندثر.
باجواء حماسية اشعل الفنان حسين المسافر لهيب الماضي وذكريات الطرب الاصيل وأخذ صوت الجمهور يعلو مع نسمات دجلة
ويلامس قلب الفنان الكفيف، الذي طالما سمع صوت الفنان الراحل بقلبه وتمنى رؤية ملامح هذا الانسان العذب قائلا "تعلمت منه كيف يخرج الإنسان حزنه عن طريق الفن، حتى باتت تلك الجلسات طقسا أبحث عنه باستمرار، لا سيما امسيات استذكارية تخص الفنان الراحل بدعوة من نجله أحمد، الذي اشاد بصوتي واعطاني وسام الشرف لأقدم بعضا من اعمال والده
بصوتي.
من جانبه، استرجع الفنان عمار العربي ذكرياته مع الفنان الراحل قائلا:"عندما كنت اسمع بحضور رياض احمد في إحدى الحفلات استعد لتحضير نفسي وارتبك وانا انتهز الفرصة لاقدم على مسمعه بعضًا من اغانيه، التي عشقتها وتدربت على ادائها منذ الصغر، فهو مطربي المفضل الذي شجعني على الغناء، وحثني
لمواصلة مشواري والعمل على نفسي لاخذ مكاني بين المطربين الهاوين للفن، وبمرور الوقت صار رياض الشخصية المفضلة والقريبة من روحي
تاثرت بأغانيه الجميلة وصوته الحزين النابع من ملوحة الأرض".