إسرائيل ترفع حالة الاستنفار وإيران تتوعد بالرد

قضايا عربية ودولية 2024/04/03
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط
 طهران: محمد صالح صدقيان

رفع الجيش الإسرائيلي أمس الثلاثاء، حالة الاستنفار على الحدود الشمالية مع لبنان، بعد استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي مقرّ القنصلية الإيرانية في دمشق، ومقتل الجنرال في الحرس الثوري محمد رضا زاهدي ورفاقه، بينما شدد حزب الله على أنّ «تصفية القادة لن تمر دون أن ينال العدو العقاب ‏والانتقام».
المصادر العبرية التي أفادت أمس الثلاثاء بأن الجيش الإسرائيلي رفع حالة الاستنفار على الحدود الشمالية مع لبنان، خشية من الرد على الاستهداف في دمشق؛ نقلت عن الجيش الإسرائيلي أن رئيس الأركان أجرى تقييما أمنيا في القيادة الشمالية وصدق على خطط عسكرية للمراحل المقبلة من القتال، بينما أشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن «القصف في سوريا بمثابة رسالة من الجيش إلى حزب الله». حزب الله اللبناني الذي ينخرط في اشتباك عسكري عنيف مع الجيش الصهيوني منذ يوم 8 تشرين الأول 2023 لم يتأخر في التعليق على القصف الإسرائيلي للقنصلية الإيرانية في دمشق، إذ ذكر في بيان له قائلًا: «التحق بركب الشهداء العظام القادة الأعزاء في الحرس الثوري الإسلامي في إيران، القائد ‏الجنرال محمد رضا زاهدي والقائد العميد محمد هادي حاجي رحيمي، والإخوة الأعزاء حسين أمان ‏اللهي ومهدي جلالتي ومحسن صداقت وعلي آقا بابايي وعلي صالحي روزبهاني، وذلك جراء جريمة ‏ارتكبها العدو الإسرائيلي باستهدافه واغتياله للقائد زاهدي وإخوانه في مبنى القنصلية الإيرانية في ‏دمشق».
وشدد الحزب على أنّ «هذه الجريمة تدل على أنّ العدو الإسرائيلي ما زال على حماقته، حين يعتقد أنّ تصفية القادة يمكن ‏أن توقف المدّ الهادر لمقاومة الشعوب، وبكل تأكيد فإنّ هذه الجريمة لن تمر دون أن ينال العدو العقاب ‏والانتقام». وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية بدورها أدانت بشدة الاعتداء الإسرائيلي على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، مؤكدة أن «استهداف المقار والبعثات الدبلوماسية يشكل خرقاً موصوفاً للقانون الدولي، وانتهاكاً خطيراً لاتفاقيتي فيينا للعلاقات الدبلوماسية والقنصلية اللتين تضمنان حصانة وحرمة المقرات الدبلوماسية».
وكانت مقاتلة إسرائيلية قصفت مساء أمس الأول الاثنين، مقرّ القنصلية الإيرانية في دمشق، ممّا تسبّب بسقوط 13 قتيلاً بينهم قياديان وعناصر بالحرس الثوري، في ظلّ تصاعد التوتر الإقليمي.
وفي شأن متصل، ذكر موقع «أكسيوس» الإلكتروني - نقلا عن مسؤول أميركي لم يذكر اسمه - أن الولايات المتحدة أبلغت إيران بأنها «ليس لها أي دور أو علم مسبق بالهجوم الإسرائيلي على مجمع دبلوماسي في سوريا».
من جهته توعد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بالرد المناسب على الهجوم، قائلاً: «على الكيان الصهيوني أن يدرك أن هذه الجريمة الجبانة لن تبقى من دون رد».
وفي طهران، نقلت وكالة «إرنا» الإيرانية الرسمية عن وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان قوله إن وزارته استدعت فجر أمس الثلاثاء القائم بأعمال السفارة السويسرية في طهران باعتبارها راعية للمصالح الأميركية في إيران، في أعقاب الهجوم على القنصلية الإيرانية، وقال عبد اللهيان إنه «تم إرسال رسالة مهمة إلى الإدارة الأميركية بصفتها حامية للكيان الصهيوني»، مشددا على أنه ينبغي على واشنطن «تحمل المسؤولية».
وأدانت دول عربية وإسلامية الهجوم الإسرائيلي، منها قطر والإمارات وسلطنة عمان والأردن والعراق ومصر وباكستان.