حداد وتعازٍ وتحقيق بفاجعة «الهارثة»

العراق 2024/04/04
...

 البصرة: سعد السماك 


عقد مجلس محافظة البصرة بحضور المحافظ ووزير التربية أمس الأربعاء، جلسة طارئة لمناقشة تداعيات حادث دهس التلاميذ المفجع في منطقة الهارثة شمال المحافظة، بينما دعا رئيس الجمهوريَّة عبد اللطيف رشيد الجهات المعنية إلى بذل أقصى الجهود لاتخاذ ما يلزم وضمان عدم تكرار مثل هذا الحادث المؤسف.

ووفقاً لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، فإنَّ وزير التربية إبراهيم نامس الجبوري الذي توجَّه إلى البصرة، سيتابع "التحقيق في تفاصيل ومسببات الحادث، والإجراءات السريعة المطلوبة؛ لضمان تفادي تكرار مثل هذه المآسي، فضلاً عن دعم أسر الضحايا والوقوف إلى جانبهم وهم يمرّون بأوقات صعبة، تستدعي التضامن والمواساة". 

 وكانت شاحنة (براد) قد دهست عشرات التلاميذ أثناء خروجهم من مدرسة (الشهيد شاكر صيهود) للبنين الابتدائية بمنطقة الهارثة شمال محافظة البصرة، وأسفر ذلك عن وفاة 6 تلاميذ وإصابة 11 آخرين.

وأعلن وزير الصحة، صالح الحسناوي، أنَّ "حادثة البصرة كانت نتيجة تصادم سيارتين في وقت خروج التلاميذ من المدرسة". 

كما أعلنت وزارة الداخلية إلقاء القبض على سائق الشاحنة، ووجّه وزير الداخلية عبد الأمير الشمري بتشكيل لجنة تحقيقية للذهاب إلى محل حادث الدهس لمعرفة ملابساته والوقوف على أسبابه. 

إلى ذلك، دعا رئيس مجلس النواب بالنيابة، محسن المندلاوي، للإسراع في كشف نتائج التحقيق في الحادثة، بينما عزّى نائب رئيس مجلس النواب شاخوان عبد الله، أهالي البصرة بالحادث الأليم لدهس التلاميذ.

بدورها أعربت منظمة "يونيسيف" عن حزنها الشديد إزاء الحادث المأساوي الذي وقع في منطقة الهارثة في البصرة، كما عبرّت بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق، عن تعازيها الحارة للعائلات المتضررة من الحادث المأساوي الذي وقع في البصرة. 

من جانبها، أعربت السفارة الأميركية في بغداد، نيابة عن بعثة الولايات المتحدة في العراق، عن "أحر التعازي لجميع المتضررين من الخسارة المأساوية في أرواح الأطفال جراء الحادث الذي وقع في منطقة الهارثة بالبصرة". 

إلى ذلك، دعا مختصون إلى ضرورة تطبيق قانون المرور وتعليماته في الشارع، مطالبين بعدم ذهاب حادثة دهس الهارثة إلى الحداد والتعزية فقط، بل يجب إيجاد معالجات وافية للحد من وقوع حوادث مشابهة تتكرر كل يوم في البلاد.

وأوضح، المختص عقيل الهاشمي، لـ"الصباح"، أنَّ "الإحصائيات الرسمية السنوية بيّنت أنَّ العراق سجّل أعلى معدل وفيات في العالم نتيجة الحوادث المرورية مقارنة بعدد السكان وعدد العجلات".

وأضاف أنَّ "هناك تجاوزات خطيرة تتعلق بعمر وخبرة وتدريب سوّاق العجلات خصوصاً الشاحنات، وقد شهدت الطرق السريعة حوادث مأساويّة راح ضحيتها آلاف الأبرياء". 

وذكر الهاشمي أنَّ "نحو 90 ‎%‎ من العجلات غير مستوفية لشروط السلامة العامة، إضافة إلى تلف الإشارات الجانبية والأمامية خاصة في الشاحنات التي تتجول خلال الليل بالطرق السريعة إلى قطعة من الحديد الأسود، وتسببت في حوادث مرورية مرعبة". 


تحرير: محمد الأنصاري