كاظم الطائي
يشد منتخبنا الأولمبي بكرة القدم الرحال إلى قطر لإقامة معسكر يسبق انطلاق البطولة الآسيوية للمنتخبات الأولمبية دون 23 عاما، بقيادة فنية عراقية يتولى الكابتن راضي شنيشل إدارتها، ويسعى لبناء رعيل متقدم للعبة في بلدنا، مع خطوات تهيئة قاعدة جديدة لكرتنا قادرة على المنافسات الدولية، بعد أن خضعت التشكيلات الشبابية والناشئة لمعايير العمر الحقيقي والموازنة بين أبناء البلد بحسب الموهبة في الداخل والخارج.
في المشاركة الشبابية التي أقيمت قبل مدة قصيرة في مدينة الاحساء السعودية، وزج بها فريقنا الشبابي بديلا من منتخبنا الأولمبي، اطلعنا على مواهب بأعمار فتية واجهت لاعبين من أستراليا والإمارات والأردن يفوقونهم تجربة وبنية جسمانية، وتركوا انطباعات حسنة عن جيل وضع أقدامه على مسار اللعبة، واكتسب العديد من المقومات بفضل شجاعة القرار، بالرغم من أن فريقنا حل بالترتيب السادس من مجموع 8 منتخبات مشاركة.
كان بالإمكان أكثر مما كان، وحصلت أخطاء ستنفع رحلة الإعداد، لوضع اليد على أسماء واعدة بقميص المنتخب، ستكون أفضل مع تطور القدرات والخبرات، وفي غضون سنوات قلائل سيشتد عودها وينضج فكرها وتسمو مواهبها.
المشاركة الجديدة لكرتنا في المحفل الآسيوي الذي سينطلق في منتصف الشهر الحالي في الدوحة، تدعو إلى الإحاطة بتلك التجربة التي ستبني جيلا مضافا من اللاعبين، سيصنعون مستقبلهم في بطولة قارية دون 23 عاما، مع منتخبات ليست سهلة، وفي مجموعتنا الثالثة نجد 3 منتخبات لها ثقلها القاري، هي تايلند والسعودية وطاجكستان، وفي مجموعات أخرى يتطلع اليابانيون والكوريون والأستراليون والإيرانيون والأوزبك والعنابي القطري وفرق أخرى، إلى تحقيق نتائج توضح سلامة النهج والإصرار على الإبداع في منتخبات الفئات العمرية عماد المستقبل.
سبق لكرتنا أن نالت مثل هذا اللقب في نسخ سابقة، لكن التحديات تعد أكبر مما كانت، في ظل حرص المنتخبات القارية على التطور والاستفادة من تجارب مدارس متقدمة تهتم بالقاعدة وتوليها الدعم المطلوب.
25 لاعبا عراقيا اختارهم الملاك الفني للبطولة الآسيوية، هم ذخيرة كرتنا في المحافل الدولية المقبلة، وسبقتهم تشكيلة شبابية سجلت وجودها في منافسات تفوق أعمار لاعبينا، وهناك نخبة وطنية تستعد للتصفيات المونديالية في حزيران المقبل، وما بعدها ترنو لمونديال أميركا وكندا والمكسيك في العام 2026 لترتفع الآمال بولادة جيل كروي سيرفع لواء اللعبة، ويعيد ترتيب تصنيفنا القاري والعالمي، الذي بدأ يتصاعد تدريجياً وحاليا بالمركز 58 عالميا والسابع آسيويا وعربيا، وما يفصلنا عن أقرب المنافسين خطوات قليلة، فمثلا الكرة السعودية جاءت بالترتيب 53 عالميا ولها حضور دولي مميز بوصولها للمونديال مرات عديدة وسعيها للعالمية من خلال استقطاب نجوم العالم لملاعبها، وتألق أنديتها مثل الهلال والاتحاد والأهلي والنصر والشباب قاريا، ومشاركاتها في بطولة أندية العالم، وغيرها من علامات فارقة، وما نيل المطالب بالتمني فقط.. أليس كذلك؟.