شهدت سينما "ريو" غرناطة لاحقا عرض الفيلم العراقي " من المسؤول" للمخرج عبد الجبار ولي ، الذي تدور احداثه حول قصة حب مراقب البلدية المحبوب جودي (كاظم المبارك)، لمعصومة بنت المحلة (ناهدة الرماح)، اللذين يتزوجان وبعد انفرادهما في غرفتهما تنهار معصومة وتطلب منه أن "يستر عليها" فيصاب بالذهول والصدمة، لكنه يتماسك ويسألها عن قصتها، فتخبره أنها اغتصبت من قبل ذئب بشري وهي مراهقة، فيقتنع بما تقول، ويعيشان أياماً هانئة لا يعكرها، سوى حزن معصومة ومرضها، ويعرضها على طبيب صلف ومتعالٍ (سامي عبد الحميد)، فتكتشف أنه الشخص ذاته الذي اغتصبها، وتخبر زوجها فيضربه ضربة مميتة، لتنتهي حكاية عاشقين من عالم الفقر
الحزين. صور المخرج معظم مشاهده بإنارة طبيعية، إذ جابت كاميرا دفيجا وهو مصور هندي مخضرم شوارع وساحات ومحلات بغداد، بلقطات معظمها طويلة وبعضها، بلقطة واحدة، واستعان المخرج بمهندس صوت من شركة "جقماقجي للأسطوانات" المعروفة، يدعى ناجي صاحب أخفق إلى حد ما في بعض المشاهد، إذ لم يستطع ضبط ما يصدر من أصوات، ما سبب تشويشاً على المشاهد، وينتمي الفيلم إلى الواقعية الجديدة، على الرغم من دراسة مخرجه للسينما في أميركا، وهي مفارقة حقاً، وأعتقد أن السبب يعود إلى فقر
الإنتاج.
أعدت الشركة حملة تسويق ضخمة تضمنت إعلانات في الصحف والمجلات، إذ كلفت الفنان التشكيلي الرائد حافظ الدروبي بتصميم إعلانات الفيلم وطبعها في القاهرة، وكذلك استثمروا جهود موزع الفيلم في العراق والعالم العربي إسماعيل شريف، الذي قدم للشركة مساعدات خاصة في مصر، أثناء طبع الفيلم هناك.