عالم الهمزة

ثقافة 2024/04/16
...

 إنهاء الياس سيفو 


همزةٌ 

ترتجيني، كأني أنا ماسك الدهر 

مقبضٌ أرخيه

وإن شئتُ أوصدهُ ..

أيا همزةٍ 

ما أتاكِ رسولٌ 

بأن الألم ديّنٌ ندفعه.. لسوادٍ

على بياض العمر نَسيناه 

فالهمزة عالم  

فيه مَن يعلو حيث الأراجيح 

وينزل حيث الأراجيح أيضا

وما بالهُ

مَن يجد في اللاشئ مُعين 

كأن مارد النار مِن حبات الثلج قائم..

وما جدواه هذا العناء 

فما يعلو الماء 

طائفٌ لا ينتمي إلى الكنوز الدفينة 

لا يفهم لغة البحر.

فكيف يا همزة؟

فيكِ من يدعي الحياء

ويحكم ضمن مواثيق الدجل.

آه يا همزة..

يا أسرار الليل الخائف

يا زاوية يختبئ فيها ضجيج الدار

ما أدراك؟ 

أن المصير لا يتبدل ‘

وأن الصمت لا يشبه أبدا القرار.

تكونين دائما الاسوار العالية..

وخلفك لا يُسكن الفردوس.

كأني أحاول ألا أكون أنا الهمزة.

وكأن الهمزة عالمي، كأني إليه 

انتمي، وكأن الوصل لا يصدأ ...

وأن توالتْ سيول الهجر، والزمن 

الذي صعبًا مَرّ، توارى من الخجل.

كـأني أمتدُّ صوبه، وكأن 

الوصول مُحال، ليبقى في حُكم 

الأقدار مصيره.

كأني هناك في تلك الأعماق التي أرومُها  

وحدي، وأغادرها أيضا 

وحدي، واليد فارغة الّا من الابتهال.