الفنان العراقي وثنائيَّة الحضور والغياب الإعلامي

ثقافة 2024/04/17
...

 بغداد : رشا عباس
 تصوير: نهاد العزاوي

عدة عوامل تتحكم في الاعلام وتوجهاته، فاحياناً يسلط الاعلام كشافاته على فئة من الفنانين، ويهمل فئة اخرى لتكون في الظل، ويركز اهتمامه على نخبة من الفنانين ويدير ظهره للآخرين..

وما بين ثنائية الظل والضوء والحضور والغياب هناك مجموعة من المواهب الفنية تكون ضحية الاعلام المنحاز عن عمد أو عن جهل ! وبعض الفنانين يطلق عليه تغييب مقصود.
صفحة "موسيقى" سلطت الضوء على هذه الظاهرة القديمة الجديدة لارتباطها بالأثر الموسيقي الإبداعي وفي هذا السياق قال الموسيقار عبد الرزاق العزاوي :" لعل الغيرة والمنافسة غير الشريفة تقفان وراء ظلم فنان معين، وبروز آخر لا يستحق الاهتمام به، فالفنان الحقيقي لا يبحث عن جهات اعلامية تسانده وتلمع اعماله، بل يثبت جدارته من خلال رصانة اعماله الفنية، لاسيما أن هذا الفنان صاغ اعماله بدافع الحب وليس من اجل الشهرة والمال، الذي اخذ البعض يبحث عنهما اكثر
من الاهتمام بالقيمة الابداعية، مضيفا الفنان بمرور الوقت يحتاج الى من يشعره باهميته حتى يستطيع ان ينتج ويقدم المزيد من الابداع، فضلا عن اهمية الاعلام الملتزم والجاد لتبني اعماله وتقديمها للجمهور بطريقة لائقة ومشوقة، كونها إرثا حضاريا يحسب للبلد اولا والفنان ثانيا.

إعلان تجاري
اما الدكتور جواد محسن فقد اشار الى ان هناك فنانا قدم الكثير ولا يزال يحاول ان يستكمل مشواره في وضع لايحسد عليه ومهمش من جميع الجهات، سواء على صعيد الانتاج أو الإعلام.. يحز في نفسه ضياع الوقت، وهو يحاول عصر مجهوده في سبيل تقديم شيء جميل، يمثل بلده ويثبت أن العراق يتمتع بأصوات غنائية جميلة وساحرة، مبينا ما نرى اليوم على الساحة بعض اصوات النشاز تقدم كلمات، لا تمت للتراث بشيء، انما تدعو الى الإعلان ا
لتجاري والدعاية، لذلك نلاحظ البعض حقق طفرة في مجال الموسيقى، ليضع في جعبته الدولارات وهذا بحد ذاته ليس فنا حقيقيا انما ابتذالٌ مدفوع الثمن  يقدم على الشاشة.  
وعن غياب الفنان عن الساحة اشار محسن الى أن الفنان بعد مروره بأزمة صحية يبقى قابعاً في البيت ويفتقد القدرة على التواصل مع جمهوره، ولم يبقَ امامه سواء التغيّب عن الساحة الفنية، متحسرا على ايام وليالٍ قضاها يمجّد بالفن ويدافع عنه.

إفسادُ الذوق
من جانبه، اوضح الفنان كريم هميم أن موضوع تسليط الضوء على فئة معينة من الفنانين، يتعلق باجندات خارجية يتمتع بها صاحب القناة الفضائية والتي بدورها، تدعم فنانا معينا بغض النظر عن محتواه الفني لأهداف عدة، بعضها من أجل افساد الذوق العام او تهميش المواهب الاخرى.
وتمرير افكار تلك الجهات عن طريق الفن، موضحا أن الأعمال القديمة تميزت بالثبات عما يجري حاليا مجرد أغانٍ وقتية سرعان ما تنسى ولا يفهم كلماتها.
المايسترو علي خصاف بين من خلال حديثه لـ"الصباح" حجم التفاوت والتنازلات، الذي يقدمه الفنان من اجل الحصول على منصب، وهذا بدوره يقتل الابداع ويجعل من الشخص غير المناسب يحول مكان الثقافة الى منبر للمزايدات على المناصب، وهذا بدوره يلقي بظلاله على صاحب الفن الحقيقي، الذي يحجم ابداعه من جهة ويتعطل انتاجه من ناحية اخرى، وهذا ماحصل معي طوال سنوات  قضيتها في المجال الموسيقي، ولم يسلط الضوء على اغلب انجازاتي، التي قدمتها خدمة للوطن، انما همش دوري كفنان بذل ما في وسعه بخدمة الفن ولم يأخذ حقه.