بغداد: شيماء رشيد ورغد دحام

تعدّ زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني إلى واشنطن من أبرز المهمات التي نفذتها حكومته، وحظيت بترحيب سياسي وشعبي وإقليمي واسع لما لها من انعكاس إيجابي على وضع العراق الدبلوماسي والإقليمي، فضلاً عن التوصل إلى تفاهمات بشأن الدولار وفرض العقوبات على بعض المصارف العراقية، فيما تمخضت عن الاعتراف بدور العراق في دعم الأمن والاستقرار السياسي واستمرار التنمية في المنطقة.
وقال عضو مجلس النواب جمال كوجر، لـ"الصباح": إنَّ الزيارة تطرقت إلى عديد من الملفات منها تسليح العراق بالسلاح الأميركي والتعاون في مجال محاربة الفساد، وقضايا الطاقة، فضلاً عن مستقبل قوات التحالف والاستثمار الأميركي في العراق وغيرها.
من جانبه، يرى المحلل السياسي جاسم الغرابي أنَّ الزيارة ستبين أنَّ حكومة السوداني حكومة خدمات والتي بانت معالمها على الأرض في كل محافظات العراق، لافتاً إلى وجود انفتاح على كل الشركات الأميركية للاستثمار في العراق بعد ضمان أمن واستقرار الأوضاع في العراق.
وأشار إلى أنَّ اجتماع السوداني مع وزير الدفاع الأميركي نتجت عنه مشاورات كبيرة جداً بشأن وضع القوات الأميركية في العراق وتفعيل اتفاقية الإطار الستراتيجي الذي بموجبه تتكفل الولايات المتحدة الأميركية بحماية العرق جواً وبحراً وأرضاً وتطوير قدراته العسكرية، معرباً عن اعتقاده بقرب تحقيق المنجز الذي سوف تكون الولايات المتحدة قاب قوسين أو أدنى من الدخول إلى العراق بقوة اقتصادية كبيرة.
على الصعيد نفسه، لفت المحلل السياسي جبار المشهداني إلى أن الزيارة جاءت بتوقيت مناسب إذ أنَّ الظرف الإقليمي والدولي استوجب اللقاء العراقي الأميركي، مؤكداً أن أداء السوداني خلال اجتماعه ولقائه الرئيس الأميركي عكس موقفاً عراقياً وطنياً مسؤولاً.
وأضاف المشهداني، في حديث لـ"الصباح"، أنَّ جولة المباحثات مع وزير الخارجية الأميركي في ما يخص مستقبل العلاقات مع العراق عكست وجود رؤية عراقية واضحة لشكل العلاقة العراقية مع الولايات المتحدة، معبراً عن اعتقاده أن المرحلة المقبلة مرحلة ترسيخ العلاقات الستراتيجية بين الطرفين والتي تعزز موقف وقدرة العراق إقليمياً ودولياً.
بدوره، أشار الكاتب والمحلل السياسي، حيدر البرزنجي إلى أنَّ السوداني اتجه نحو الدبلوماسية الهادفة التي تجمد الخلافات وتنطلق ضمن المشتركات وتعزز الاتفاقات السابقة، إذ أنَّ هذه الزيارة تصب في مصلحة العراق وتعزز الاتفاقات السابقة.
وقال البرزنجي، لـ"الصباح": إنَّ العراق عمل على الابتعاد عن دائرة الصراع وهذا هو أول هدف حكومي حالياً، فضلاً عن هدف تفعيل الاتفاقية المشتركة التي أبرمت في عام 2011 والتي تضمنت عدة بنود تتعلق في الجوانب الصحية والزراعية والصناعية وتفعيل التفاهمات الخاصة بالجانب التعليمي، مضيفاً أنَّ الزيارة ستحل موضوع العقوبات المفروضة على بعض المصارف العراقية.

تحرير: عذراء جمعة