إطلالة على مكتبة اتحاد الأدباء

ثقافة 2024/04/18
...

  بغداد: مآب عامر 


ولأن المكتبات العامة هي مراكز حية للتبادل الفكري والبحث والتعلم، وهي أيضا بوابة مفتوحة للتواصل مع الماضي والحاضر والمستقبل، وأن وجودها يعد تعبيراً عن نقل الثقافة والعلم بمختلف المجالات شرع الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق في خطوة بدت الأولى من نوعها بإنشاء مكتبة عامة في مقره أطلق عليها تسمية "مكتبة الفريد سمعان". 

والبداية كانت بحسب الأمين العام لاتحاد الأدباء الشاعر عمر السراي عندما شرع الاتحاد بمشروع جمع المكتبة القديمة له، التي مثلت مختلف إهداءات الأدباء على مدى أزمان متعددة، وتمكن من أن يؤرشفها إلكترونيًا بمعونة مجموعة من الأصدقاء المتخصصين بالأمور المكتبية، وتم خزن هذه الكتب بوضعية امنة، وصولا إلى ايجاد مكان معين لانطلاق مكتبة الشاعر الفريد سمعان بحلتها الجديدة. 

ويقول السراي: والآن وبعد اكتمال اللوجستيات المهمة داخل الاتحاد تمكنا من تأسيس مكتبة عامة بمعنى "أنها ستكون متاحة للطلاب والجمهور الثقافي، فضلا عن الأدباء لتقضية ساعات في المطالعة وأخذ المصادر المهمة وليس في الأمور الثقافية فحسب، وإنما ينفتح هذا الأمر ليشمل المصادر في العلوم المجاورة وبعض القضايا العلمية التي يمكن أن توفرها المكتبة". 

ويضيف الأمين العام أن مكتبة الاتحاد القديمة العريقة ستكون جزءا من مكتبة الفريد سمعان. 

وعن آليات العمل، يوضح السراي سيكون مقر المكتبة عصريا ومزودا بطاولات مخصصة للقراءة، وشاشات لعرض بعض التعليمات، كما أن ساعات الدوام ستكون محددة "صباحية ومسائية"، إذ ستفتح المكتبة أبوابها مستثمرة فرصة وجود الطلبة في الكليات المجاورة للاتحاد، فضلا عن الجمهور الثقافي الذي يحرص على الحضور والتواجد معنا الآن في جلسات الاتحاد وفعالياته. 

 ويشير الأمين العام إلى أن الاتحاد يرمم ويؤهل هذا المكان بما يليق بوجود مكتبة مهمة تحمل اسم شاعر مهم وهو "الفريد سمعان".

أما رئيس الاتحاد الناقد علي الفواز، فيقول: بدعم من رئيس الجمهورية د. عبد اللطيف جمال رشيد باشرنا بتهيئة المكتبة الثقافية للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، والتي ستضم أكثر من "ثلاثين ألف عنوان كتاب" وستدار هذه المكتبة بطريقة الكترونية تؤمن للقارئ خدمة مكتبية جيدة، وأيضا ستحتوي على عناوين جديدة تلبي احتياجات طلبة الدراسات العليا، حتى يكونوا على اطلاع بالمصادر التي تعزز احتياجاتهم الاكاديمية على مستوى رسائل الماجستير واطاريح الدكتوراه. 

ويعتقد الفواز أن هذا شكل من أشكال ادامة العمل الثقافي وتكامله الذي يؤكد على أننا ماضين بتقديم مشهد ثقافي يطرح ثقافة جديدة بوصفها مصدر إشعاع ومصدر تواصل يضم كل الفعاليات الثقافية ونشاطاتها إذا كان على المستوى المكتبي وخدمات طباعة الكتب وخدمات البرامج وغيرها من مختلف المشاريع. 

ويشير رئيس الاتحاد إلى كل هذه القضايا، هي لإيماننا في أن الفضاء الثقافي هو فضاء متكامل ينبغي أن تؤمن كل مصادره. 

من جهته، يقول أمين الشؤون الثقافية الشاعر والروائي منذر عبد الحر: سيعثر جميع المعنيين بالأدب والثقافة بشكل عام، في هذه المكتبة على مختلف المصادر المهمة في الشأن الثقافي والتاريخي، وكذلك التراثي، فمكتبة الفريد سمعان ستضم الالاف الكتب والدوريات التي يحتاجها الباحث والمثقف في العمل الأكاديمي والعمل الثقافي العام. 

ويوضح أن فكرة انشاء مكتبة عامة في مبنى اتحاد الأدباء كانت قائمة، ولكن الذي شجع على انضاجها وتهيئة كل الظروف الملائمة مبادرة رئيس الجمهورية د. عبد اللطيف جمال رشيد عند زيارته لمقر الاتحاد وتوقيع كتابه، حيث تطوع بمبلغ قدره "خمسين مليون دينار" لدعم نشاطات الاتحاد، ومن ثم تم التشاور والاتفاق على تخصيص هذا المبلغ لإنشاء المكتبة وتنفيذ مشروعها.  

يذكر أن الشاعر الفريد سمعان حنا الذي توفى عام 2021 عن عمر ناهز 92  عاما، من مواليد عام 1928 الموصل، حاصل على بكالوريس في الحقوق، وهو أيضا كاتب مسرحي عمل في الصحافة، وله أكثر من 20 مجموعة شعرية. ويعتبر من الكتاب المدافعين عن المدرسة الواقعية، وتولى منصب الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق من عام 2003 ولغاية عام 2016.