الألعاب الرياضية.. بين الضمور وغياب العناصر الجاذبة

الرياضة 2024/04/18
...

  بغداد: رحيم رزاق الجبوري

        

أضحت ممارسة الألعاب الرياضية المتنوعة الفردية منها والجماعية من قبل الشبان والصغار شيئاً فريداً في الساحة الرياضية العراقية. وهذا ما يتضح جلياً من خلال رؤية غالبية الأطفال حينما تراهم يلهثون بجنون وراء الكرة المدورة التي شغلت العقول والقلوب. والسبب يعود لسحر كرة القدم وانتشارها الواسع في الأحياء وتأثير نجومها وصداهم الكبير، فضلاً على البرامج الرياضية التي تهمل هذه الألعاب، وتعدها ألعاباً هامشية، إضافة إلى المؤسسات الرياضية التي يقع عليها الثقل الأكبر والتي لا تولي اهتماماً كبيراً لها. كل ذلك وغيره أسهم باندثار هذه الألعاب، وهذا الأمر بات واضحاً وجلياً في عدم ظهور مواهب في كرة اليد والسلة والطائرة وألعاب القوى، وأكبر دليل على ذلك النتائج المخيبة التي تحققها منتخباتنا وفرقنا التي تشارك في البطولات القارية والتي تغادر بخفي حنين.


بنى تحتية

يعزو غالب عبد الحسين (مدرب ومشرف فني في قسم النشاط الرياضي والكشفي في تربية المثنى) غياب ممارسة هذه الألعاب؛ إلى «عدم توفر البنى التحتية لها، وحاجتها لوقت طويل من التدريب والمتابعة حتى يصبح اللاعب جاهزاً، فضلاً عن عدم وجود مدربين قادرين على جذب اللاعبين إلى هذه الألعاب من حيث الكفاءة والشهرة، إضافة إلى أن ممارسة هذه الألعاب لا تجلب نفعاً مادياً كبيراً ولا شهرة مثل كرة القدم، وكذلك لا تحظى بهالة إعلامية، فالأندية والمؤسسات الرياضية تجنح كثيراً لرياضة كرة القدم وإهمال بقية الألعاب».

 

غياب التخطيط

د. علي كاظم حسين (مدرس تربية رياضية، ومدرب رياضة رفع أثقال لذوي الإعاقة) يشير في حديثه إلى أن «السبب الرئيس هو عدم اهتمام الجهات المختصة بالألعاب الأخرى. وعلى صعيد النشاط الرياضي والكشفي فأن جل اهتمامه ينصب على كرة القدم وبعض الألعاب الجماعية وعدم الاهتمام بالألعاب الفردية، وكذلك عدم وضع أي لعبة فردية في منهاجه السنوي. وأن الاهتمام الحقيقي يبدأ من الرياضة المدرسية واكتشاف وانتقاء الطلبة الموهوبين وإيصالهم إلى المستويات العليا».

تحفيز

ويضيف، «أما بالنسبة للعبة رفع الأثقال لذوي الإعاقة فبالرغم من الحصول على مراكز متقدمة على مستوى العالم وحصد الميداليات الملونة إلا أن الاهتمام بها لا يوازي تلك الإنجازات. ولو كانت الجهات المختصة رصدت أموالاً وعقوداً توازي ما يصرف على كرة القدم لكانت النتائج أفضل مع ظهور أبطال على مستوى العالم في كل الألعاب والفعاليات الرياضية. وكذلك الجانب الإعلامي له أهمية كبرى في تحفيز الشباب للانخراط في الألعاب المختلفة. كما أن وجود المؤسسات الرياضية من أندية ومنتديات وملاعب قريبة أيضاً تخلق بيئة رياضية وأبطالاً في تلك الألعاب. ولو توفر مسبح قريب لوجدنا الكثير من الشباب يصبحون أبطالاً في السباحة، وكذلك لو توفرت قاعات لرفع الأثقال لأصبح شباب تلك المنطقة أبطالاً باللعبة وهكذا لبقية الرياضات. وهناك شيء مهم وهو عدم تقدير المجتمع للكثير من الألعاب الرياضية فالابتكار والإبداع يظهر جلياً عند وجود مجتمع يقدر ذلك الإبداع، مما يولد حافزاً للشباب لمزاولة ألعاب يقدرها المجتمع ويجعل لها قيمة 

عليا».

 

اندثار

بدوره يقول ظافر محمد أمين (مدرس تربية رياضية ومدرب كرة يد): «للأسف لعبة كرة اليد أوشكت على الاندثار بعدما أهملت من قبل النشاط الرياضي والمدرسي؟ منذ مدة أجريت حديثاً مع إدارة النشاط الرياضي والمدرسي في محافظة الأنبار وذلك بإجراء مسابقة للمدارس وبعد تبليغ المدارس المعنية لم يشارك في هذه البطولة سوى ثلاث مدارس؟ والعلة تكمن بمدرسي التربية الرياضية؟ الذين لايمارسون اختصاصهم بشكل صحيح، علما أن غالبية المدارس يتواجد فيها ثلاثة مدرسين للتربية الرياضية وأكثر». 


بث الروح

ويضيف أمين «أن الحل في إحياء وبث الروح من جديد لهذه الألعاب ؛ يكمن بتفعيل مراكز الشباب والنشاط الرياضي والعمل بجهد واجتهاد لتنمية الألعاب المهجورة والنهوض بواقعها وكسب الشباب واكتشاف المهارات والطاقات، وأيضاً من خلال التأكيد على المدارس الابتدائية؛ بممارسة هذا الدور الحيوي والمهم؛ لأنها النواة الأولى لاكتشاف وبروز مواهب فتية تمارس هذه الألعاب والنهوض بها من جديد».