بغداد: حيدر الجابر
اشاد مراقبون بزيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى واشنطن، والتي حمل فيها عدة ملفات في الامن والاقتصاد والطاقة.
وقال الاكاديمي والباحث بالشأن السياسي د. عبد العزيز العيساوي، لـ”الصباح”: ان “زيارة السوداني مهمة لأكثر من سبب، فقد جاءت لتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، واسست لشراكة بين العراق والولايات اللمتحدة”.
واضاف العيساوي أنها “جاءت لتفعيل اتفاقية الاطار الستراتيجي وتجديدها وتحديثها في ظل تطورات مفصلية تشهدها المنطقة بعد احداث الايام الماضية”، مؤكداً أنها “أفضت إلى تفاهمات في مجال التنمية والاستثمار والاستفادة من التجارب الأميركية”.
وتابع العيساوي ان “نجاح الزيارة واضح لان الاستقبال مميز وهو ما يشير الى مكانة العراق في الستراتيجية الاميركية، فقد نجح العراق في تسويق رؤيته للرأي العام العالمي”، مبيناً ان “العراق كان وسيطا بين دول فاعلة وهو اليوم شريك لأهم قطب في العالم من خلال ما اعلن عن شراكة بين بغداد وواشنطن”.
ورأى ان “العراق يحاول ان يثبت قدرته على خلق ستراتيجية جديدة قادرة على التأثير في التطورات الحساسة والمفصلية التي تشهدها المنطقة، وقد حملت الزيارة رسالة ان العراق الديمقراطي فاعل اقليميا ومهم عالميا”.
وأشار العيساوي الى “دور العراق المحوري على مستوى الاقليم، لأنه يريد ان يستثمر تجربته في مكافحة الارهاب نيابة عن دول العالم”، لافتاً الى ان “النجاج ضد الارهاب دفعه لرسم سياسته بالنظر لحجمه وتاريخه وحاضره، وقد تمكن من اظهار مكامن قوته الفعلية التي لا يمكن لاحد ان يتجاوزها او يتغاضى عنها”. وختم العيساوي القول ان “هذا التوظيف لا يمكن ان يتم بشكل سليم اذا لم يكن هناك استخدام لادوات ستراتيجية، ومن خلال تواصل سابق بين الجانبين لانجاح الدبلوماسية العراقية التي تبدو في اعلى مستوياتها”.
من جهته، قال الباحث بالشأن السياسي د. مجاشع التميمي لـ”الصباح”: ان “زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى الولايات المتحدة مهمة جدا لأنها تتناول تفعيل اتفاقية الإطار الستراتيجي وأيضا تطوير العلاقات الاقتصادية بين بغداد وواشنطن، ولا سيما في قضايا الطاقة وبالتحديد استثمار الغاز وطريق التنمية الدولي الذي سيربط الخليج باوروبا”.
واضاف أن “مواضيع أخرى طرحت تتعلق بالجفاف خاصة الشركات الأمريكية المتخصصة التي تستثمر في الغاز إضافة إلى قضايا التعليم والثقافة وغيرها”.
وتابع التميمي ان “الجانب الأميركي وعلى لسان مسؤولين حاليين وسابقين يعتبرون العراق ثقلا كبيرا في الشرق الاوسط ولا يمكن أن تستقر المنطقة بدون مشاركة فاعلة منه”، مبيناً ان “التعاون المستمر مع الولايات المتحدة سينعكس إيجابا على استقرار المنطقة وتنميتها، ولا سيما في هذه الظروف التي تشهد تصاعد الازمة بين إيران والكيان الصهيوني، حيث يمكن للعراق وشخص السوداني أن يكون له دور في تخفيف الازمة بما يمتلكه من علاقة جيدة مع الولايات المتحدة الداعم الأول للكيان الغاصب”.
وختم التميمي بالقول:”ان “السوداني رئيس حكومة منبثقة من الاطار التنسيقي الذي يمتلك علاقات جيدة مع إيران وهذا ما يعطيه قدرة على ممارسة دور الوسيط والفاعل في الازمة الراهنة”.