علي الحسَّاني.. حروفيَّات التعايش السلمي

ثقافة 2024/04/22
...

 ليلى مراد سرحان


شكلت مراحل عديدة في حياة علي حيدر عبد الله الحساني مسيرته في مجال فن الخط العربي، فتارة من تأثير أسرته وتحديدا والدته التي كانت تتقن فن "خط الرقعة"، واهتمامها بموهبته وهو في ربيعه الثالث من العمر، وتارة أخرى من محيطه الدراسي وشغفه بزخارف وخطوط الروضة الحيدرية والعمارة الإسلامية، وكذلك حرصه منذ عام 1997 على مرافقة الخطاط صادق القصير الحسيني، حتى تخصصه في خطيّ "النسخ والثلث" وكذلك إتقانه للخطوط العربية كافة.

علي الحساني الذي ولد في مدينة النجف الاشرف 1985 وحاصل على بكلوريوس فنون تشكيلية، فرع الرسم، جامعة بابل وماجستير في مجال الفنون الإسلامية هو فنان دولي وباحث ترأس جمعية الخطاطين العراقيين فرع النجف الاشرف، وعمل مدير قسم دار الخط العربي في مؤسسة دار التراث، فضلا عن أنه عضو في نقابة الفنانين العراقيين واتحاد الاذاعيين والتلفزيونيين العراقيين وجمعيات تعنى بالخطاطين محليا وعربيا. ركز علي الحساني على ثيمة الحوار والتعايش السلمي والدفاع عن حقوق الإنسان، وكذلك على فكر "الإمام علي وآل البيت عليهم السلام" وعكس ذلك عبر أعماله الفنية كما في لوحة "الناس صنفان.. أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق"، فضلا عن دعم فعاليات أدب وفنون الطفل عبر تأليف مقررات دراسية لفنون الخط وتحسين الكتابة.

حصل الحساني على جوائز عدة، من أبرزها جائزة الفقيه القارئ علي الراوي الموصلي، وجائزة السيد صادق القصير في النجف الأشرف. وحظي بإجازة من شيخ الخطاطين العراقيين في بغداد الحاج مهدي الجبوري. وكتب عن أعماله الحروفية قراءات نقدية من قبل الفنان محمد لقمان الخواجة، والناقد ياسين النصير، ود. علي المرهج، والفنان محسن الشمري. اشتغل الحساني على العديد من التجارب التي تعنى بالخط التقليدي والاتجاه الحروفي، وبحث في فنون الزخرفة والعمارة الإسلامية بشكل عام، فوضع بصمة في فن الحروفيات وقطع شوطا في مجال الفن الإسلامي.

وفن الحروفيات يبين البلاغة الصورية للحرف العربي، ويعكس جماليات اللغة العربية بصريا، فهو اتجاه مجاور لما يتعلق باللغة العربية من البلاغة والصرف والنحو وغير ذلك. وهي متواجد في لغات منها "الصينية واليابانية واللاتينية والإنكليزية"، ولكن ما يميز الخط العربي هو الطواعية التي يمتلكها الحرف وتعدد أنواع الخطوط، فضلا عن استخداماته العديدة  عبر خطوط وأنماط وأساليب. في مسيرته الفنية، خط الحساني راية العتبة العلوية وكسوة الشباك في المناسبات الدينية، كما واقترح على اليونسكو في أن يكون "يوما عالميا للخط العربي" وضم هذا الفن من ضمن لائحة التراث، وبالفعل تم اقرار المقترح بشكل رسمي عام 2021، كما وأسهم مع مجموعة من الناشطين في النجف الاشرف في رفد مكتبة جامعة الموصل بمئات الكتب.

ومن بعض مؤلفات: معجم الخطاطين المعاصرين في النجف الاشرف، وفخر الخطاطين - دراسة توثيقية لسيرة ومنجز الخطاط الاستاذ جاسم التجفي، وجماليات الخطوط والزخارف في مرقد الإمام علي "عليه السلام"، والأبعاد الوظيفية والجمالية في كتابة المصحف الشريف "الحافظ عثمان نموذجا" وهو بحث مشترك مع الخطاط الباحث السيد صادق القصير الحسيني، وغير ذلك.