السندريلا

ثقافة 2024/04/22
...

علي حمود الحسن
السيرة الإشكالية لسندريلا الشاشة العربية سعاد حسني، الحافلة بالإبداع والشهرة والانكسارات، التي تعد واحدةً من أروع ممثلات السينما المصرية، وأكثرها قبولا عند الجمهور، هي محتوى كتاب الكتروني للناقد البحريني حسن حداد، بعنوان " سعاد حسني السندريلا"، صدر عام 2024 عن سلسلة كتاب سينماتك. 

 بوّب حداد كتابه الى مقدمة وثلاثة عشرعنوانا، كل واحد اختص بجانب من سيرتها المحتدمة، فبعد مقدمة كتبها محمد هاشم عبد السلام، أثنى في استهلالها على المؤلف وجهوده في الأرشفة والكتابة عن السينما، خلال عقدين من الزمن واصفا اياه بـ " الراهب البوذي الذي يمتلك  صبر أيوب"، عادا   الكتاب : "  محاولة للولوج إلى عالم هذه الممثلة متعددة المواهب، المحفوف بالكثير من المصاعب والتعقيدات"، موضحا أن منهج حداد في كتابه، يتمحور حول السندريلا وفنها وحياتها الشائكة، منذ طفولتها وبداية شهرتها، مارا  بمحطات حياتها حتى يوم وفاتها الحزين عام2001.

يؤرخ حداد لبدايات سعاد حسني في السينما، يوم اكتشفها الثلاثي الذهبي الفنان والشاعر عبد الرحمن الخميسي، والموسيقار محمد عبد الوهاب منتجا، وهنري بركات مخرجا؛ الذين قدموها للسينما  من خلال فيلمها الشهير " حسن ونعيمة "( 1959)  ليكون انطلاق شهرتها في عالم السينما، فمثلت عشرات الأفلام  بلا تمحيص او اختيار، الى حد أنها كانت تمثل  5 الى 6 أفلام كل عام بلا تمحيص او اختيار ("السفيرة عزيزة"، "شقاوة بنات"، و"للرجال فقط" )، لكنها بعد ان اكتسبت الشهرة ونضجت عمدت الى الاختيار ووضعت معايير لقبولها الأفلام، لاسيما ابان حقبة السبعينيات( " القاهرة 30"، و"زوجتي والكلب"، و" غروب وشروق " ، و"على من نطلق الرصاص" وغيرها) .. وقف المؤلف امام تجربتها الثرية في الفيلم الاستعراضي الذي نجحت فيه نجاحا غير مسبوق، فهي فنانة شاملة تمثل وترقص وتغني، فضلا عن خفة دمها التي لا تكرر (خلي بالك من زوزو، وصغيرة على الحب").

يعتقد حسن حداد بأن سعاد حسني كانت خائفة وقلقة وغير مستقرة نفسيا، فهي تدقق في أدوارها وطريقة تمثيلها، ولم تكن الشهرة والمال من أولوياتها، لذا كان هاجس الاعتزال يراودها دائما، ليس هذا حسب، انما ما كان يمزقها، وحدتها، فهي بلا حياة أسرية مستقرة، اذ اخذ منها الفن كل حياتها.

اختار المؤلف 14 فيلما من مجموع افلامها التي تجاوزت الـ (80) ليسلط الضوء عليها، أبرزها: " الجوع “، و" موعد على العشاء"، و" الخوف"، و" الراعي والنساء" وذيل كل فيلم بعشرات الصور المستلة من احداثه. 

وكرس صفحات الكتاب الأخيرة لسيرتها ووفاتها التراجيدية، فسعاد محمد حسني البابا الخطاط مولودة في العام 1942، ولديها 17 أخا وأختا معظمهم غير اشقاء، تزوجت سعاد حسني عرفيا من عبد الحليم ومن المخرج علي بدرخان والمخرج صلاح كريم وأيضا من زكي فطين عبد الوهاب، وآخرهم السيناريست ماهر عواد التي ماتت وهي في عهدته.

وينهي المؤلف كتابه عن السندريلا بسرد وقائع موتها التراجيدي والمعلن بعد أن ألقت بنفسها، او ألُقى بها من شرفة شقة صديقتها بلندن. وقتها اتهمت عائلتها عضو مجلس الشعب المصري صفوت الشريف بتصفيتها، بعد أيام من إعلانها كتابة مذكراتها.

كعادته بذل حداد جهدا مميزا ومعتبرا لتوثيق حياة حافلة لنجمة اسعدتنا كثيرا، لكنه لم يتعمق كثيرا في تحليل افلامها، فهو لم يقترب من عوالمها النفسية التي القت بظلالها على حياتها السعيدة والتعيسة في  آن واحد.