صلاح عبد الغفور والمقام العراقي

ثقافة 2024/04/24
...

 بغداد: رشا عباس 

تميَّز الفنان الراحل صلاح عبد الغفور بقدرته على أداء جميع ألوان الغناء، وهو واحد من أفضل مطربي المقام العراقي، بالإضافة إلى الراحل فؤاد سالم، افتخرت به عائلته ومحبوه ضمن حفل استذكاري اقامته نقابة الفنانين على شواطئ دجلة، بمشاركة فرقة الأوركسترا العراقية الشرقية بقيادة المايسترو أحمد عبد الجبار، وبإشراف الدكتور كريم الرسام، وعلي فاضل.

أحيا الحفل كلٌّ من المطربين أديبة، نجاح عبد الغفور، جواد محسن، طلال علي، توفيق العبد الله، جاسم حيدر، سيف عبد الجبار، اذ عدَّوا المحتفى به نقطة تحول في الذائقة 

الفنية.


موجاتٌ غريبة  

الدكتور جواد محسن في مشاركته باغنية " منك بدت مو مني" كلمات كريم العراقي والحان جعفر الخفاف قال:" الراحل عبد الغفور قدم خدمة كبيرة للفن بعد ناظم الغزالي في المقام العراقي، ونقله إلى خارج الحدود، فاستذكاره اليوم يمثل إعادة حية وحقيقية للتراث العراقي، وسبيلا في تغيير الذائقة السائدة التي تشوهت من خلال الموجات الغريبة غير المحببة والداخلة من دون رقابة، متمنيا أن تنتعش تلك الجلسات وتعود ليالي بغداد القديمة. 

اما الفنان طلال علي فقد اشار إلى أن تجربة صلاح عبد الغفور تمثل كنزا مهما وصوتا ذهبيا يحسب للعراق في فترة السبعينيات والثمانينيات، فحنجرته تنقلت بالمتلقي من موجة إلى أخرى، أما نحن الفنانين دفعتنا تجربته لدعم المواهب، التي تظهر إلى الساحة وبث رسائل عدة، أهمها تعريف الشباب بالقامات الفنية واطلاعهم على سبب بقاء الاغنية العراقية صامدة لوقت طويل، وبيان أوجه الاختلاف مع ما يقدم

اليوم.


رسالةٌ تعريفيَّة

"كثير ما نسمع شبابا يرددون الاغاني القديمة، وعندما نسأل من صاحب الأغنية؟ تكون الإجابة من التراث!، ولا يعرف المطرب والمؤلف" هذا ما أشار إليه الفنان جاسم الحيدر نائب رئيس الشعبة الموسيقية في نقابة الفنانين عندما طرحت "الصباح" سؤال ما أهمية تلك الجلسات التي تقام للفنانين بعد رحيلهم؟.

واضاف الحيدر "الأجيال المقبلة بحاجة إلى تلك الأمسيات، التي من شأنها تعرفهم بتاريخهم الفني ورواده، الذين اجتهدوا من أجل إيصال تلك الأغاني إلى هذا الحد من التميز، بين الأغاني العربية، فالأغنية العراقية تحكي قصصا وتقدم أصواتا وتعالج هموما، متغزلا ببغداد وأجوائها الساحرة، ضمن مشاركته باغنية "حلوة يالبغدادية" للفنان الراحل ومن كلمات علي هليل وألحان الراحل ناظم

نعيم.

فيما عبرت الفنان اديبة عن سعادتها، وهي تسمع أغاني الفنان الراحل وتسترجع كلماتها، التي طالما سحرت الجمهور واثرت بهم، موضحة الفنان بحاجة إلى من يستذكره بعد رحيله لإثبات حقيقة أن المبدع لا يرحل تبقى أعماله خالدة على مر الأزمنة، وتقدم للأجيال بطريقة صحيحة غير مشوهة. ففي أغنية "خسرتك ياحبيبي"، التي شاركت بها وجَّهتْ كلمة إلى أن الخسارة كبيرة عندما ودعنا حبيبنا وزميلنا الراحل صلاح عبد الغفور، وودعنا معه صوتا جميلا وساحرا. 


أسس رصينة

من جهته، قدم الفنان نجاح عبد الغفور شكره وتقديره إلى نقابة الفنانين على تلك الأمسية، التي جعلته يرى محبة الجمهور لاأيه ومعلمه الفنان الراحل، ونستمع إلى أبرز وأهم الأعمال، التي قدمها من ضمن تلك الأعمال اغنية " لاتسألني شكد احبك" الذي تمنيت تلحينها، إضافة إلى تقديم موال وأغنية اخرى بعنوان " يجي يوم" لم يصورها الفنان الراحل وبقت في خزانة الذكريات، احتفظ بها، وهي من الحاني وكلمات اسعد الغريري.

وواصل عبد الغفور تركيز النقابة على اقامة تلك الأمسيات، التي تجمع الفنان بالجمهور مهمة كونها تستعرض أعمالا رصينة مبنية على أسس صحيحة وفيها شحنٌ وروحٌ وقصصٌ واقعيةٌ، كان يعيشُها الفنانُ ويعكسُها على الواقع. 

وفي الختام صفق نجل الفنان الراحل سيف صلاح عبد الغفور إلى جميع المشاركين من الفنانين، كونهم استطاعوا أن يستحضروا أعمال والده، التي اشعلت لهيب الإعجاب في صدورهم.