كركوك : نهضة علي
أصبح مزج الفولكلور الغنائي التراثي والذي هو عنصر من عناصر أصالة الفن العراقي في المناسبات والمهرجانات الاجتماعية، عامل ربط بين تنوع المورثات الشعبية الغنائية للقوميات والاطياف، للحفاظ عليها ونقلها للاجيال المقبلة لإبقاء الأصالة وإحيائها مع مرور الزمن .
المهتم بشأن الفني الاعلامي أديب العتابي أكد لـ"الصباح" أن التراث الشعبي هو عنوان وهوية لكل البلدان، إلا أنه يختلف من طرف إلى آخر، ومن قومية إلى أخرى ومن جهة إلى آخرى، وأن كركوك تضم عددا من القوميات والاطياف، ولكل منهم تراثه الشعبي ونخص في موضوعنا الغناء الشعبي، حيث لكل قومية لونها الشعبي المطلوب من الجمهور.
ويضيف العتابي نرى العرب يتجهون دائما لسماع التراث الغنائي مثل السويلحي والعتابة، والموروث التراثي في الدبكة العربية المعروفة والكلمات الشعبية الموروثة، حيث الدارميات والشعر والنثر القديم كل حسب البيئة، التي تعكس التراث العربي.
فيما نلاحظ ان "الخوريات" هي اللون الخاص بالتركمان والموروث منذ القدم وما زال له جمهوره، بينما يشتهر فنانو القومية الكردية بالفولكلور الشعبي الكردي المتزامن مع الدبكات الكردية الشهيرة، والذي يتسم بالسرعة وخفة الايقاع الموسيقي، التي تتناسب بيئة الجبل، ولديهم مطربون كبار اشتهروا بهذا اللون وكذلك اللون الكلدورآشوري، والذي يمثل الطائفة المسيحية، واستطاعوا أن يحققوا بصمة لموروثهم الشعبي والفولكلوري، عبر احتفالاتهم الشعبية ومناسباتهم وتناسب الكلمات المستخدمة، بعد استقائها من القديم مع الازياءالفولكلورية.
ويواصل العتابي حديثه بالقول " العامل المشترك الذي يربط هذه القوميات، هو التذوق الفني لهذه الفعاليات والموروثات الشعبية الغنائية والاستماع اليها من قبل الجمهور من قومية أخرى والتفاعل معه، وأضاف أن الكثير من المختصين والخبراء في الفنون التراثية، توجهوا إلى الاهتمام بموروث الفن وألوانه التراثية، وإضافة لمساتٍ فولكلورية تراثية لبعض الاغاني لبقاء اصالة الفن وعدم انحداره، وبذلك يكون الفولكلور بأيادٍ أمينة، استطاع المختصون من خلال الخلط، الحفاظ على اصالة التراث الفولكلوري وجمع العناصر الفولكلورية بمناسبة واحدة، تنقل إلى الجمهور بطريقة سلسة في المناسبات الاجتماعية والمهرجانات والحفلات الشعبية، بتقديم التراث والفولكور، وهو ما يساعد في الارتقاء بالحس الفني لدى الجهور.
واضاف أن أكثر الألوان المرغوبة في مجتمع كركوك لدى العرب، هي رقصة الجوبي، ومعها الكلمات العراقية التراثية القديمة، التي تناسب الاذواق الحالية لبعض الفئات والاعمار وحسب البيئة، نلاحظ استخدام الفولكور القديم مع الجوبي السريع أو الدبكات العربية المعروفة في المناسبات العربية باستخدام الأورك وكذلك الطبل والزرناية والربابة، الا انه يبقى طابع الحزن هو السائد لدى الأكثرية، ونلاحظ هناك جمهورا ومتذوقين للون الجنوبي كطور داخل حسن وحضيري ابو عزيز، لكنهم قلة بسبب عدم التثقيف بالفولكلور الجنوبي واهميته، حيث كلمات الفولكلور القديم والقصائد الاصيلة، عادة ما يداعب مشاعر الحزن عند مختلف الفئات العمرية، وتابع أن المتذوقين دونوا في كتابتهم وادبياتهم التقييم والحس الفني عن الموروثات، محاولين نقلها للاجيال الحالية للحفاظ
عليها.