انطلاق فعاليات مهرجان الشِّعر العالميّ في تونس

ثقافة 2024/04/25
...

  حبيب السامر

تحتضن ضاحية سيدي بو سعيد الساحلية في تونس فعاليات المهرجان العالمي للشعر بدورته التاسعة، والذي يقام للمدة 25- 28 نيسان هذا العام ، بمشاركة (11) دولة وهي "مصر، وفرنسا، وكندا، ولبنان،  وسوريا، وفلسطين، والمغرب، وإسبانيا، والعراق، وإيطاليا، والهند"، إذ يستقطب المهرجان الأسماء المهمة في خارطة الشعر العربي والعالمي حول العالم، من خلال تنفيذ البرامج والفعاليات الشعرية والموسيقية المتميزة وتقع مدينة سيدي بو سعيد التونسية بالقرب من مدينة قرطاج ومعابدها الأسطورية وهي مدينة ساحلية مطلة على البحر الأبيض المتوسط.
ويقول رئيس اللجنة التنظيمية للمهرجان الشاعر معز ماجد عن أبرز الجوانب الثقافية والفنية: لعل رسالة المهرجان أعمق من أن تكون معرفية فحسب، هي حضارية وإنسانية. وان كان بديهي أن الشعر هو أيضا فكر وحكمة ولنا في تراثنا ما يثبت ذلك. وأنا استحضر أيضا مقولة للشاعر والفيلسوف الفرنسي Michel Deguy  ميشال دوغي قد خصني بها لما التقينا في تونس سنة 2012 إذ انه قال: " إن الشعر يفكر" ولكنني أيضا أعي تماما موضع الشعر في جميع الحضارات الإنسانية، وخصوصا في زمن كزمننا القاتل هذا وفي حيزنا الجغرافي السياسي العربي منذ ثلاثة عقود على الأقل.
ويشير إلى أن كل هذا يجعل رسالة من يحمل الشعر في قلبه وعلى لسانه أكثر قداسة أعمق وقعا. ومن هنا يمكن أن ندرك أن رسالة مهرجان شعري عالمي يقام على أرض عربية ويحج له عدد غير الهين من شعراء الإنسانية هي بمثابة معقل نور نرعاه ونذود عنه لنقول للإنسانية جمعاء، "أننا رغم كل ما يصيبنا حملة لروح الإنسانية ومنارة لأنبل ما تجود به الذات البشرية وهو الشعر"، وفقا لتعبيره.
وعن فكرة التأسيس للمهرجان، ومتى تبلورت تلك النواة لتصبح ثمرة مبدعة أشار رئيس المهرجان بقوله: تأسس مهرجان سيدي بو سعيد في مارس 2013 وكانت فكرتنا حينها هي فقط أن نرتب لسهرة شعرية مع عدد من الأصدقاء كما نريد لها أن تكون، وبما أن جل التظاهرات الشعرية في ذلك الوقت كانت بائسة وراكدة ومحبطة في بعض الأحيان قررنا أن تكون تلك السهرة نموذجا لكيفية تنظيم قراءات تليق بالشعر.
وكانت تلك السهرة ناجحة جدا بحضور جمهور كثيف ونوعي مما دفع بلدية سيدي بو سعيد حينها لأن تقترح علينا جعلها موعدا سنويا لقراءة الشعر في شوارع المدينة، ونما المشروع تدريجيا ليصبح مهرجانا مكرسا واكتسب سمعته التي هي تجعله اليوم أحد اهم المواعيد الشعرية عالميا.  ويضيف تمتاز دورة هذه السنة بخاصيتين: الأولى هي التركيز على العلاقة المتينة التي اضحت تربط بين الشعر والسينما وذلك بتخصيص يوم كامل في برنامج المهرجان للتطرق إلى صورة آرثر رامبو Arthur Rimbaud  في السينما وذلك بعرض فيلمين وثائقيين للسينمائي السويسري Richard Dindo  والفرنسي Manuel Sanchez   يتناولان فيهما مسيرة رامبو. وسوف يكون المخرجين من بين ضيوف المهرجان ويتحاوران مع الجمهور يوم 25 أبريل ،كما يتضمن المحور الثاني هو أن يكون شعر مقاطعة الكيبك في كندا ضيف شرف هذه الدورة بحضور وفد متكون من ستة شعراء وفي نطاق شراكة بين مهرجان سيدي بو سعيد  ومهرجان مونتريال للشع، كما أن وفدا بثلاثة شعراء تونسيين ويحل ضيفا على مهرجان مونتريال لهذا العام، وعموما ستقبلنا هذا العام 22 شاعرا وشاعرة من 11 دولة.
وعن أبرز ما يتضمنه الحفل الافتتاحي للمهرجان نوه الشاعر معز ماجد قائلا: على عادتنا سوف تكون قراءات المهرجان هذا العام في الحدائق العامة وهي طبعا مفتوحة للجميع بشكل مجاني كما أننا سوف ننظم قراءات في قصر النجمة الزهراء الأيقوني الذي يعتزل روح المدينة وكذلك في غالري سلمى فرياني وفي المركز الثقافي الفرنسي وأيضا في حديقة سفارة كندا بتونس، وستكون القراءات متوزعة على حفل الافتتاح الرسمي سوف يكون في قصر النجمة الزهراء يوم 26 افريل وسوف تكون فيه قراءات للشعراء: "محمد الخالدي من تونس، وليندا نصار من لبنان، وديما محمود من مصر، ورائد وحش من فلسطي، وفدوى الزياني من المغرب، وراتي ساكسينا من الهند، وخوسيه ساريا من اسبانيا، وفرانسيس كومب من فرنسا، وكلاوديو بوزاني من إيطاليا، ولاري ترامبلي من كندا، وحبيب السامر من العراق".
واختتم  الشاعر معز ماجد حديثه بالبلاغ الصحفي لمهرجان الشعر العالمي بسيدي بو سعيد في دورته التاسعة بإعلان التوضيحات المهمة التي ينشدها المهرجان بقوله: تمكن مهرجان سيدي بو سعيد منذ تأسيسه في 2013 أن يحتل مكانة مرموقة في رزنامة الشعر العالمي وذلك بفضل برمجته المتميزة وجمال مدينة سيدي بو سعيد الساحرة وكذلك التنظيم المحكم الذي يقوم به الفريق المشرف عليه.
في هذه الدورة التاسعة التي سوف تقام في ربيع تونس الخلاب، سوف يكون ضيف الشرف المحتفى به هو شعر مقاطعة الكيباك الكندية وذلك بمشاركة ستة شعراء بفضل الشراكة التي أبرمها مهرجان سيدي بو سعيد للشعر العالمي مع مهرجان مونتريال للشعر
وتشهد هذه الدورة التاسعة مشاركة 22 شاعرا وشاعرة من 11 جنسية من جميع أنحاء العالم، كما أن برمجة المهرجان لهذا العام سوف تهتم بصفة خاصة بالعلاقة بين الشعر والسينما وذلك من خلال تنظيم يوم مخصص "لآرثر رامبو على الشاشة " بالمركز الثقافي الفرنسي بتونس يوم 25 أبريل 2024 يتم خلاله عرض فيلمين وثائقيين عن "الرجل بنعال من الريح"، يتشرف فريق المهرجان هذا العام باستضافة السينمائي السويسري الكبير "ريشار ديندو" الذي سوف يواكب جميع تظاهرات المهرجان وسوف يكون حاضرا بقاعة الريو بتونس العاصمة بمناسبة اليوم التكريمي لمسيرته الذي سوف يقام يوم غرة ماي 2024 والذي سوف يتم خلاله عرض فيلمين من أهم أعماله وهما: « Gauguin à Tahiti » و« Genêt à Chatila »..