مهرجان بابل للثقافات والفنون العالميَّة.. رسالة سلام

ثقافة 2024/04/25
...

  بغداد: نوارة محمد

الحراك الفني والثقافي الذي يشهده العراق هذا العام عدّه مثقفون مواجهة لمظاهر التخلف وغياب الوعي، وعدّه فريق آخر رسالة تصدر صورة مشرقة عن العراق، وتسهم أيضا بإعلاء سمعة البلد.
وقد جسد مهرجان بابل الذي يرتاده
فنانون ومثقفون عراقيون وعرب وأجانب كذلك.
 يرى الروائي والكاتب الدكتور جمال العتابي أن انطلاق فعاليات مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية في محافظة بابل بدورته الحادية عشرة بدت في غاية التنظيم وهو يشهد فعاليات متنوعة والعديد من العروض الفنية والثقافية، بمشاركة رواد الثقافة العربية وهذا بدوره يعكس صورة إيجابية عن العراق ويسهم في إعلاء سمعة البلد، وهو عدا هذا وذاك يخلق حراكا فنيا وثقافيا مهما وهو الحراك الذي نحتاجه في العراق في مواجهة ظواهر التخلف وغياب الوعي والتجهيل، هذه الأدوات الاساسية في خلق عملية التغيير.
ويتابع: لكنها من الضروري أن تأتي هذه الأدوات في وقت مناسب وأن تتمُ بحضور قامات ثقافية عربية وعراقية وأن يتم اختيارها بدقة ووفق ما متفق عليه من أسس وشروط مهنية تسهم في رصانة المشهد الثقافي، وأن تبتعد عن المحسوبية والمنسوبية والعلاقات الاجتماعية.
لكن البعض يرى بأن غاية المهرجانات الثقافية لن تتحقق ما لم تتخلص من  تأثيرات السلطوية، فالغاية من المهرجانات الثقافية والفنية هي التعريف باهميتها والمساهمة في ايصالها إلى الغاية القصوى وهي إعلاء القيم الإنسانية التي لا يعلو بلد ،أي بلد دونها،  يقول الشاعر سلام دواي "  في العراق الذي مر بماض دكتاتوري طويل لطالما جرى خلاله تجيير تلك المهرجانات لخدمة السلطة و الترويج لايدلوجيتها الأمر الذي حول الثقافة والفن إلى مسابقات للتهريج والسطحية .
ويضيف بأننا "مازلنا للأسف ننظم مهرجاناتنا على أسس من تلك الحقب وبعقليات تتبع بعض اساليبها في  آلية التنظيم والدعوات مازلنا ننظم مهرجاناتنا بعقلية نقابية ننتدب لها موظفين أدباء وفنانين في حين أن العالم تجاوز هذه الأفكار منذ زمن طويل فهناك أناس من خارج هذه النقابات مختصون بأمور تنظيم هكذا فعاليات والتي يجب أن تقام وفقا لاصحاب الاختصاص وبشكل مستقل يقوم على دراسة عميقة للواقع الثقافي والفني للبلد لإخراج مساحة وافية من ابداعه تغطي مساحة معقولة من القديم إلى الحديث ،إضافة إلى دراسة الدعوات الداخلية والخارجية بعناية بعيدا عن العلاقات الخاصة والدوافع الاجتماعية متى تحققت هذه الأشياء سننتج بالتأكيد مهرجانات جيدة من شأنها أن تعلو بالبلد وتعتني بقيمه الإنسانية الحقة".
هذا المهرجان الذي تأسس عام 2012  يحقق في دورته الحادية عشرة بمشاركة عالمية وعربية وعراقية واسعة، والخروج عن المألوف هو الهدف الذي تسعى إلى تحقيقه إدارة المهرجان لاسيما أن فعالياته تنوعت بين عروض مسرحية ومعرض للفنون التشكيلية والكتاب وحفلات غنائية وندوات فكرية يرى كثيرون أن فعالياته ارتبطت  بترسيخ مفهوم الفعل الثقافي وتمارس دورها في السلام بين الشعوب، فضلا عن السلام في العراق ذلك ان كل فعالية ثقافية رصينة ، سواء أكانت خارج العراق أم داخله هي فرصة ليتعرف العالم على عراق الجمال والإبداع الثقافي.
يقول الناقد والصحفي الدكتور نصير جابر إن  "المهرجانات  الثقافية والفنية فرصة عظيمة لأيّ بلد لتقديم  ثقافته بأبهى وأجمل وأكمل صورة ، وحين تكون المهرجات مرتبطة بأواصر عميقة  مع ماض تاريخي  غني  وخصب وله امتداد عالمي ، مثل تأريخ  بابل  القديم  كواحدة من مدن العالم   الشهيرة،  تكون أكثر قدرة وفعالية  على ذلك.  ويرى أن من المفترض بأن تكون كذلك، لكن بشرط أن يصاحب كل مهرجان خطوات محسوبة بدقة ترافق تقديمه بوصفه حدثا اشهاريا  يستقطب  الأنظار ، خاصة إننا نواجه عالم حديث تشغله عالم السوشل ميديا الهائج الغني الفعّال.
وبتابع: هنا في هذه الجزئية الدقيقة أي -توظيف المهرجان كحدث اشهاري - يمكن أن نركز على جزئية  مفصلية وهي عملية إخراج المهرجان وتشكيله بصورة لافتة للنظر واستثمار كل الطاقات المتاحة،  ففي حالة مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية  هناك  المكان الغني الساحر  : مسارح- قاعات- أبنية أثرية ) وهناك المحاور الكثيرة  التي يمكن أن تستثمر  (الفن – الآثار- التشكيل وغيرها.
ويضيف  أن "المهرجان في دوراته الأخيرة تمكن من أن يحقّق حضورا مهما،   ولكن لا يزال الإعلام  بعيدا عنه، فهو مهرجان مهم ويمكن أن تسلط عليه الأضواء بشكل أكثر حرفية و لتجعل منه حدثا سنويا  يتمنى  كل شخص عراقي أو عربي  أو من أي دولة من دول العالم  حضوره ، لأن بابل مدينة عالمية  ..احتوت إحدى عجائب العالم القديم ، الجنائن المعلقة .