كيت براون ووليام نيف
ترجمة: أنيس الصفار
كانت الطائرة المسيرة “شاهد - 136” هي نجم الهجوم الإيراني على إسرائيل في 13 نيسان الماضي، حيث نشرت إيران 170 طائرة من هذا النوع تمَّ اعتراض معظمها.
يبلغ طول “شاهد - 136” نحو 3,35 متر ووزنها 200 كيلوغرامٍ تقريباً ويستخدم في بنائها الهيكل الكاربوني ذاته الشبيه بخلايا النحل المستخدم في القطارات الصينيَّة فائقة السرعة، وهي قادرة على حمل ما يقارب 50 كيلوغراماً من المتفجرات والانقضاض بها على أهداف مبرمج لها مسبقاً تبعد بمسافة تزيد على 2400 كيلومترٍ.
الحجم والمدى وزنة الرأس الحربي والمحرك هي العوامل التي تجعل الطائرة المسيرة “شاهد – 136” مميزة في عالم حرب الطائرات المسيرة الآخذ بالتوسع، كما يقول “فابيان هاينز” وهو محللٌ مختصٌ بالشأن الإيراني من المعهد الدولي للدراسات الستراتيجيَّة في برلين.
يضيف هاينز: “في البدء كانت هناك الطائرة شاهد – 131 التي لوحظت لأول مرة على أرض معرض للطائرات في إيران أقيم في العام 2014 . بعد ذلك عكف فيلق حرس الثورة الإسلاميَّة على تحسين وتطوير ذلك التصميم والارتقاء به الى أنْ أنتجَ الطائرة 136”.
هذه الطائرات ذاتيَّة التفجير وهي تُرسلُ لتنفيذ هجمات تنقل خلالها حمولات صغيرة من المتفجرات ولا تعود، ويقول الخبراء إنَّها تعدُّ سلاحاً دقيقاً وبعيدَ المدى وزهيدَ الثمن نسبياً مقارنة بالصواريخ التي تستخدم لإسقاطها.
تستعين طائرة “شاهد – 136” بنظام التوجيه عبر الأقمار الاصطناعيَّة، الذي يتوقع منه أنْ يكون دقيقاً ضمن حدود 5 أمتار تقريباً، وفقاً لما يقوله “جيريمي بيني”، وهو محللٌ متخصصٌ بشؤون الشرق الأوسط في شركة “جينز للمعلومات الاستخباريَّة الدفاعيَّة”.
آليَّة التوجيه، المقترنة بهوائي مقاوم للتضليل، تتيحُ للطائرة المحافظة على دقة المسار أثناء الطيران الى مدياتٍ أبعد بكثيرٍ من الطائرات المسيرة التي تتمُّ السيطرة عليها بالإشارات اللاسلكيَّة.
يقول بيني: “يعتقد البعض أنَّ الرأس الحربي للطائرة، الذي يزن 50 كيلوغراماً، لا يبدو كبيراً عند مقارنته بأصغر قنبلة تحملها الطائرات العسكريَّة والتي تزن نحو 230 كيلوغراماً. لكنْ إذا كان بوسعك ضرب الهدف بدقة فإنَّك لن تحتاج بالضرورة الى رأسٍ حربي ضخم”.
الجمع بين حمولة متفجرة خفيفة الوزن نسبياً ونظام للتوجيه عبر الاقمار الاصطناعيَّة التجاريَّة أتاح لإيران أنْ تنتجَ طائرة “شاهد – 136” بكلفة منخفضة الى حدودٍ لا تضاهى.
يقول بيني: “إنها بطيئة للغاية وصوتها مرتفع، لكنها زهيدة الثمن”. حيث يقدّر أنَّ كلفة إنتاج الطائرة الواحدة منها تقارب 50 ألف دولار، بينما تزيد كلفة صاروخ كروز الذي يتمتع بالمدى ذاته على مليون دولار. يمضي بيني مستطرداً: “إذا أمكنك جعل الخصم يطلق صاروخ أرض - جو كلفته مليون دولار لإسقاط طائرة مسيرة كلفتها 50 ألف دولار فإنها مقايضة لصالحك”.
إطلاق إيران وابلاً من طائرات شاهد المسيرة ربما كان دلالة على أنَّها قصدت إرسال رسالة الى إسرائيل وليس ضرب أهدافٍ عسكريَّة أو مدنيَّة محددة.
في تشرين الثاني 2022 وافق المسؤولون الإيرانيون على نقل تصاميم هذه الطائرة ومكوناتها الأساسيَّة الى روسيا، الأمر الذي سمح للقوات الروسيَّة إدخال “شاهد - 136” في عمليات مشتركة مع الصواريخ الأكبر لضرب أهدافٍ في أوكرانيا. وقد كشف المسؤولون الغربيون منذ ذلك الحين عن وجود خططٍ لدى موسكو لصنع 6000 وحدة من طائرات جديدة تمثل نسخاً محورة عن “شاهد – 36” بحلول 2025.
عن صحيفة {واشنطن بوست}